تصعيد استيطاني شامل في الضفة: 1821 اعتداء في تموز شملت القتل والتهجير والمصادرة وهدم المنشآت

مستوطنين.jpg

كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا ما يزيد على 1821 اعتداءً ضد الفلسطينيين خلال شهر تموز/ يوليو 2025، ضمن سياسة تصعيد ممنهجة تستهدف تهجير السكان الفلسطينيين وتعزيز التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.

وأوضح رئيس الهيئة، الوزير مؤيد شعبان، في التقرير الشهري حول "انتهاكات الاحتلال والتوسع الاستعماري"، أن قوات الاحتلال ارتكبت 1355 اعتداء، فيما نفّذ المستوطنون 466 اعتداءً، وتركزت الانتهاكات في محافظات رام الله (302)، الخليل (300)، ونابلس (293).

شهداء وعمليات ترحيل قسري

وأكّد التقرير أن هجمات المستوطنين الإرهابية أدت إلى استشهاد 4 فلسطينيين في سلواد والمزرعة الشرقية (رام الله) وأم الخير (جنوب الخليل)، كما تم ترحيل قسري لتجمعين بدويين هما عرب المليحات في أريحا ودير علا في بيت لحم، ما أدى إلى تهجير 267 فردًا من 50 عائلة.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، بلغ عدد التجمعات البدوية التي جرى ترحيلها بفعل الإرهاب الاستيطاني 33 تجمعًا.

تخريب للأراضي ومصادرة أملاك

وسجل التقرير 232 عملية تخريب وسرقة لأملاك فلسطينيين، شملت اقتلاع وتسميم 2844 شجرة – معظمها من الزيتون – تركزت في بيت لحم (1800 شجرة)، نابلس (640)، وجنين (320).

كما حاول المستوطنون إقامة 18 بؤرة استيطانية جديدة ذات طابع رعوي وزراعي، منها 5 في الخليل، و2 في كل من سلفيت وبيت لحم ورام الله وأريحا، وبؤرة واحدة في كل من جنين وطوباس.

استيلاء على الأراضي وهدم للممتلكات

خلال تموز، صادرت سلطات الاحتلال 31 دونمًا من الأراضي الفلسطينية عبر 5 أوامر عسكرية، بغرض إقامة مناطق عازلة وشوارع استيطانية، خاصة حول بؤرة "سيدي بوعز" في بيت لحم ومستوطنة "أفني حيفتس" في طولكرم.

كما تم تنفيذ 75 عملية هدم طالت 122 منشأة فلسطينية، منها 60 منزلًا مأهولًا، و11 منزلًا غير مأهول، و22 منشأة زراعية، و26 مصدر رزق، فيما وزّعت سلطات الاحتلال 33 إخطار هدم جديد، تركزت في بيت لحم (19 إخطارًا) والخليل وقلقيلية وطوباس.

وأكد شعبان أن سلطات الاحتلال لا تكتفي بالهدم فقط، بل أصبحت تُجبر الفلسطينيين على دفع تكاليف الهدم، كما حدث مؤخرًا في مسافر يطا، ضمن سياسة هدفها ردع البناء الفلسطيني.

مخططات استيطانية ضخمة

أشار التقرير إلى أن الجهات التخطيطية الإسرائيلية درست خلال تموز 34 مخططًا هيكليًا للمستوطنات في الضفة، و5 داخل حدود بلدية الاحتلال في القدس. وقد تم المصادقة على 22 مخططًا تشمل 4492 وحدة استيطانية، فيما تم إيداع مخططات إضافية لبناء 1095 وحدة جديدة على مساحة 5268 دونمًا.

كما تم تسوية أوضاع بؤر استيطانية قائمة وتحويلها إلى مستوطنات رسمية، مثل بؤرة "نوف هاريم" قرب نابلس، و"أفي هناحال" قرب بيت لحم، و"جفعات حنان"، من خلال مخططات تهدف لبناء مئات الوحدات السكنية على مساحات واسعة من الأراضي المصادرة.

الاستيطان.. سياسة رسمية ممنهجة

شدّد الوزير شعبان على أن "تصعيد الاستيطان لم يعد تصرفًا فرديًا من قبل المستوطنين، بل يعكس سياسة واضحة تقودها حكومة الاحتلال لفرض واقع استعماري جديد على الأرض الفلسطينية، عبر التوسع، التهجير، وتفتيت الجغرافيا الوطنية".

وأكد أن هذا التصعيد يتكامل مع السياسات العسكرية والاقتصادية والبيئية ضد الفلسطينيين، ويهدف إلى إحكام السيطرة الاستعمارية على الضفة الغربية، في ظل صمت دولي مقلق.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله