كشفت مصادر مصرية خاصة لـالعربي الجديد، أن القاهرة وجهت خلال الساعات الماضية تحذيرات شديدة اللهجة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، عبر قنوات دبلوماسية مباشرة، بشأن مغبة تنفيذ خطة احتلال كامل لقطاع غزة.
وأكدت المصادر أن مصر ترفض بشكل قاطع أي اجتياح بري شامل للقطاع، معتبرة أن مثل هذه الخطوة تمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي المصري، وقد تضع معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1979 على المحك.
مخاوف من فرض أمر واقع جديد
وترى القاهرة أن أي عملية عسكرية إسرائيلية واسعة بهذا الحجم لا يمكن فهمها إلا كمحاولة لفرض أمر واقع جديد في غزة، مشددة على أن الرد المصري سيكون حازماً، وقد يشمل مراجعة شاملة للاتفاقيات الثنائية مع تل أبيب.
هاجس النزوح الجماعي
وتحذر مصر من أن أي اجتياح شامل قد يدفع بآلاف الفلسطينيين للنزوح باتجاه أراضيها، خاصة في ظل التقارير التي تتحدث عن خطط إسرائيلية ودولية للتهجير القسري، وهو ما تعتبره القاهرة خطاً أحمر يمس سيادتها وأمنها القومي مباشرة.
تحذيرات دبلوماسية
السفير المصري السابق معصوم مرزوق شبّه الوضع الراهن بـ"اقتراب النار من مستودع بارود"، داعياً إلى تحركات عاجلة لتفادي كارثة إقليمية.
كما أكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، رفض مصر لأي شكل من أشكال الاحتلال الإسرائيلي في غزة أو الضفة أو جنوب لبنان وسوريا، معتبراً أن ذلك انتهاك صارخ للقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
سيناريوهات خطيرة
ويرى مراقبون أن خطة نتنياهو لاحتلال غزة تعني عملياً شن عملية عسكرية كبرى على المناطق المكتظة بالسكان في جنوب القطاع، ما قد يؤدي إلى تهجير جماعي وإبادة واسعة النطاق، ويجعل الحدود المصرية الوجهة الأولى لموجات نزوح كبرى يصعب السيطرة عليها.