كثّف الجيش الإسرائيلي منذ فجر السبت غاراته على قطاع غزة، متسببًا بسقوط قتلى وجرحى في مناطق متفرقة، فيما كشفت وسائل إعلام عبرية عن اجتماعات عسكرية لبحث تسريع العملية الهادفة للسيطرة على مدينة غزة.

وقالت مصادر إسعاف في وسط القطاع إن ستة فلسطينيين من عائلة واحدة، بينهم أربعة أطفال، استشهدوا جراء قصف استهدف منزلًا في مخيم البريج. وفي وقت سابق، أفادت مصادر محلية باستشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين بقصف طال خيام نازحين في حي الرمال غرب مدينة غزة. كما فتحت الآليات الإسرائيلية نيرانها باتجاه المناطق الشرقية من حي الزيتون جنوبي المدينة، بالتزامن مع قصف مدفعي جنوب حي الصبرة.

وفي مدينة غزة، استهدفت المدفعية محيط المجمع الإسلامي جنوب شرقي المدينة، بينما تحدّثت المصادر عن نسف عدد من المنازل في حي الزيتون باستخدام المتفجرات. وواصلت القوات الإسرائيلية استهداف التجمعات قرب نقاط توزيع المساعدات؛ إذ أفادت الأنباء باستشهاد ستة فلسطينيين من المنتظرين في منطقة نتساريم شمال غربي القطاع برصاص القوات الإسرائيلية.

جنوبًا، ذكرت مصادر محلية أن زوارق حربية إسرائيلية أطلقت نيرانها باتجاه شاطئ خان يونس، وأسفر ذلك عن سقوط قتلى وجرحى في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في شارع الحيّة بمنطقة مواصي القرارة شمال غربي المدينة.

في السياق العسكري، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش يستعد لتسريع العملية الهادفة لاحتلال مدينة غزة، مع عقد اجتماع لقادة الجيش في قيادة المنطقة الجنوبية لبحث العمليات المقبلة. ومن المتوقع، وفق التقارير ذاتها، أن يصل رئيس الأركان إيال زامير غدًا الأحد للتصديق على خطط السيطرة على المدينة. وتشير المعطيات إلى أن خطط العملية تتضمن محاولات تقليص المخاطر على المحتجزين، وتحديد حجم القوات النظامية وقوات الاحتياط المطلوب استدعاؤها، مع التأكيد على السعي لتقليص الاستدعاءات قدر الإمكان.

ميدانيًا، أعلن الجيش أن قوات النحال واللواء 7 بدأت خلال الأيام الأخيرة العمل في منطقة الزيتون على أطراف مدينة غزة، ونفّذت سلسلة عمليات تمهيدًا لهجوم أوسع. وزعم الجيش أنه تعرّض لهجوم بصاروخ مضاد للدروع دون تسجيل إصابات في صفوفه.

يأتي التصعيد فيما يواصل القطاع دفع كلفة إنسانية باهظة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ إذ تشير بيانات فلسطينية إلى سقوط 61,827 شهيدًا و155,275 مصابًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات الآلاف من النازحين داخليًا. كما تتحدث تقارير محلية عن وفيات جرّاء الجوع بلغت 240 حالة، بينهم 107 أطفال، وسط تحذيرات أممية متكررة من تفاقم الأزمة الغذائية وقيود الوصول إلى المساعدات.

ويحذّر عاملون في الإغاثة من أن استمرار العمليات العسكرية والقيود على الحركة والإمداد يُقوّضان محاولات تثبيت أي مسارات إنسانية مستدامة، خصوصًا في مناطق التجمعات النازحة ومحيط ممرات المساعدات. كما تتزايد المخاوف على سلامة المدنيين مع اتساع رقعة القصف لتشمل مناطق سكنية وخيام إيواء، في ظل قدرات استيعابية محدودة للمستشفيات ومراكز الطوارئ.