بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، قام وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج د. بدر عبد العاطي بجولة ميدانية في معبر رفح رافقه خلالها د. محمد مصطفى رئيس الوزراء الفلسطيني، لتفقّد الجهود المبذولة لنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة. وحضرت الجولة د. مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، إلى جانب وفد إعلامي موسّع يضم مراسلين أجانب وممثلي قنوات عربية ودولية.
تعدّ الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الفلسطيني إلى معبر رفح، وتهدف—بحسب الجانبين—إلى الوقوف على الجهود الحثيثة التي تضطلع بها مصر لدعم الاستجابة الإنسانية والتخفيف من تداعيات الحرب على غزة، في ظل دور مصري رئيسي في تقديم المساعدات، حيث تتجاوز حصة مصر 70% من إجمالي ما دخل القطاع من إغاثة حتى الآن.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك عند المعبر، أكد الوزير عبد العاطي أن مصر لم تتوقف منذ بداية الحرب عن العمل على جميع المسارات لبلوغ وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وضمان تدفّق المساعدات، فضلًا عن علاج المصابين الفلسطينيين في المستشفيات المصرية “رغم التحديات الميدانية واللوجستية”. وأوضح أن معبر رفح لم يُغلق من الجانب المصري منذ اندلاع الأزمة، غير أنه يواجه حاليًّا ظروفًا استثنائية نتيجة احتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني من المعبر وتدميره، مشددًا على أن القاهرة تعمل على تهيئة كل السبل الكفيلة بمرور المساعدات.
وجدّد وزير الخارجية المصري الدعوة إلى مواصلة الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار والسماح بالنفاذ الفوري والآمن والمستدام وغير المشروط للإغاثة من كافة المعابر بلا استثناء، مؤكدًا تضامن مصر الكامل مع الشعب الفلسطيني ودعمها حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، ثمّن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى الدعم المصري على المستويين السياسي والإنساني، مؤكدًا أن الجولة المشتركة في معبر رفح تهدف إلى تسريع وصول الإمدادات وتذليل العقبات أمام شاحنات المساعدات المنتظرة على الجانب المصري، ورفع القدرة التشغيلية لمسارات الإغاثة، خاصة ما يتعلق بالمواد الغذائية والدوائية والوقود.
وشهدت الزيارة اصطحاب فرق فنية وإغاثية للاطلاع على المستودعات ومسارات التخزين والتحميل وآليات التنسيق بين الجهات المصرية ووكالات الإغاثة الدولية، بما يضمن تدفقًا أكثر انتظامًا للمساعدات ورفع وتيرة الدخول إلى داخل القطاع فور تهيئة الممرات اللازمة. كما اطلع الجانبان على احتياجات عاجلة لبرامج إجلاء المرضى والجرحى واستكمال علاجهم داخل مصر، وعلى متطلبات عاجلة للصرف الصحي والمياه والكهرباء لدعم استقرار الأوضاع الإنسانية.
وأكد الوزير عبد العاطي أن القاهرة ستواصل جهودها مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتثبيت هدنة شاملة، وتفعيل آليات إعادة الإعمار فور توفر الظروف الأمنية واللوجستية، مجددًا أن موقف مصر ثابت وراسخ في رفض أي مخططات للتهجير أو فرض واقع سياسي جديد يُقوّض الحقوق الفلسطينية.
وتأتي الزيارة ضمن مسار مصري–فلسطيني متواصل لرفع كفاءة سلاسل الإمداد الإنسانية عبر معبر رفح، وتنسيق الجهود مع المنظمات الدولية لضمان وصول آمن ومنتظم للمساعدات إلى مناطق الاحتياج داخل غزة، مع التشديد على أن المعبر بوابة حياة ينبغي أن تبقى مفتوحة أمام الغذاء والدواء والوقود والمياه، وأن تترافق الجهود الإنسانية مع تحرّك سياسي فاعل يفضي إلى وقف إطلاق نار شامل وحماية المدنيين واستعادة الخدمات الأساسية.