الدوحة – أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف وفدها المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، مؤكدة أن العملية تشكّل جريمة مكتملة الأركان، وعدوانًا سافرًا على سيادة دولة قطر وأمنها واستقرارها، ومحاولة متعمدة لنسف الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف الحرب على غزة.
وقال القيادي في الحركة، فوزي برهوم، في مؤتمر صحفي اليوم الخميس، إن الحركة تنعى خمسة من كوادرها الذين ارتقوا خلال القصف، وهم: جهاد لبد (أبو بلال)، همام الحية (أبو يحيى)، عبد الله عبد الواحد (أبو خليل)، مؤمن حسونة (أبو عمر)، وأحمد عبد المالك (أبو مالك)، إضافة إلى بدر سعد محمد الحميدي الدوسري، أحد عناصر الأمن الداخلي القطري.
وأوضح برهوم أن "الدماء التي امتزجت على أرض قطر الشقيقة تؤكد أن المعركة مع الاحتلال ليست معركة غزة أو حماس أو فلسطين فحسب، بل هي معركة الأمة بأسرها"، لافتًا إلى أن استهداف الوفد في لحظة كان يناقش فيها مقترحًا أميركيًا جديدًا للتهدئة يُظهر "إصرار نتنياهو وحكومته على إفشال أي مساعٍ لوقف العدوان".
وأشار إلى أن القصف أصاب منزل رئيس الوفد المفاوض وعائلته، بما في ذلك زوجته وزوجة ابنه الشهيد همام وأطفاله، مؤكدًا أن العملية لم تكن مجرد محاولة اغتيال، بل "قصف لمسار التفاوض برمته، واستهداف مباشر لدور الوساطة القطرية والمصرية".
واتهم برهوم الإدارة الأميركية بشراكة كاملة في الجريمة عبر توفير الغطاء السياسي والدعم العسكري لإسرائيل، محملاً واشنطن المسؤولية السياسية والأخلاقية. كما شدد على أن دماء قادة الحركة "ليست أغلى من دماء أطفال ونساء فلسطين"، وأن هذه الجرائم "لن تفلح في كسر إرادة المقاومة أو تغيير مواقفها".
وأكد برهوم أن مطالب الحركة واضحة وثابتة: وقف شامل وفوري للعدوان، انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، صفقة تبادل أسرى حقيقية، إدخال الإغاثة الإنسانية، والشروع في إعادة الإعمار.
وفي رسائل موجهة للعالم العربي والإسلامي، دعا برهوم القادة والحكومات إلى التحرك الفوري للجم إسرائيل ومحاسبة قادتها، واستخدام كل أدوات الضغط السياسي والدبلوماسي والقانوني والاقتصادي لوقف حرب الإبادة والتجويع والتهجير. كما أعرب عن تقديره للمواقف الرسمية والشعبية المتضامنة مع قطر وفلسطين، مؤكداً أن الحركة ستبقى وفية لدماء الشهداء ولن تتراجع عن طريق المقاومة حتى التحرير الكامل.