بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بشنّ سلسلة هجمات واسعة على مدينة غزة، فيما قال مسؤول أمني إسرائيلي إنها ستشتدّ تباعا، وذلك ضمن عمليّته الوشيكة في المدينة، والذي يهدف من خلالها إلى احتلالها، فيما استشهد وأُصيب العشرات من الأهالي، بالغارات المتواصلة على مختلف أنحاء القطاع.

تواصلت، مساء الاثنين، الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة على مدينة غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف في شمالي وشرقي المدينة، في ظل استعدادات الاحتلال لتصعيد العملية البرية الواسعة في مدينة غزة.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني، أن الجيش الإسرائيلي "يشن هجوما عنيفا في مدينة غزة"، بينما نقل موقع واللا العبري عن هيئة الأركان قولها: "بدأنا عملية مكثفة بنيران متنوعة وهذه مجرد البداية، وهناك مجموعة كبيرة من الأهداف قيد التنفيذ".

مراسلنا في مدينة غزة أفاد بأن القصف المدفعي لم يتوقف في مناطق شمال شرق وشمال غرب المدينة، ترافق مع نيران برية وقنابل مضيئة أطلقتها قوات الاحتلال.

تحذيرات من أثمان باهظة للعملية البرية

وبحسب القناة 12 العبرية، فقد حذر رئيس الأركان الإسرائيلي المستوى السياسي من أن العملية البرية المرتقبة "ستكون لها أثمان باهظة"، سواء على صعيد الخسائر البشرية في صفوف الجيش أو على صعيد تداعياتها السياسية والدبلوماسية.

ملف المفاوضات والرهائن

وفي السياق ذاته، نقلت القناة أن رئيس وفد التفاوض الإسرائيلي أكد أن حركة حماس ستعود إلى المفاوضات رغم الهجوم على الدوحة، مشددا على أن قطر معنية بالاستمرار في دور الوساطة ولن تتخلى عنه.

من جانبه، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عائلات الرهائن الإسرائيليين أن "العمل جارٍ من أجل اتفاق شامل"، رغم تعقيدات المشهد ورغبة حماس في الاحتفاظ بعدد من الرهائن كورقة ضغط. وأضاف أن الجهود مستمرة لإعادة جميع المحتجزين إلى طاولة المفاوضات.

مشهد تصعيدي خطير

واستشهد 34 شخصا وأصيب 316 آخرون بنيران الاحتلال في آخر 24 ساعة، لترتفع حصيلة حرب الإبادة في غزة المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 64,905 شهداء و164,926 إصابة بينهم 2497 شهيدا وأكثر من 18,182 من منتظري المساعدات؛ بحسب آخر حصيلة أوردتها وزارة الصحة في القطاع ظهر اليوم الإثنين.

واستأنف جيش الاحتلال هجماته وتدميره للأبراج السكنية في مدينة غزة، بعد أن قصف بقصف وتدمير برج الغفري بعد وقت قصير من إصداره أوامر إخلاء للبرج وللخيام القريبة منه في منطقة ميناء غزة وحي الرمال.

يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل توسيع حربها على قطاع غزة مع تصاعد عمليات جيشها في أطراف مدينة غزة تمهيدا لبدء التوغل فيها واحتلالها، وفي الأثناء تنفذ عمليات نسف لمبان وأبراج سكنية بغارات وتفجير روبوتات ومدرعات مفخخة، وهو ما يسفر عن شهداء وجرحى بالإضافة إلى تشريد الأهالي ودفعهم إلى ظروف نزوح قاسية.