إسرائيل تبدأ اجتياح غزة بخطة ثلاثية المراحل وسط تصاعد القصف ونزوح عشرات الآلاف

دباب الجيش وسط مدينة غزة أول شارع الجلاء.png

دخلت الحرب الإسرائيلية على مدينة غزة يومها الثاني مع الكشف عن خطة عسكرية غير مسبوقة وضعها قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال اللواء يانيف عاسور، تتألف من ثلاث مراحل رئيسية، وتهدف إلى السيطرة الكاملة على المدينة في إطار عملية "عربات جدعون 2".

بحسب موقع "واللا" العبري، تقوم المرحلة الأولى، المسماة "مرحلة النار"، على تدمير شامل للبنية التحتية باستخدام وسائل متعددة، من بينها روبوتات قتالية فوق الأرض وتحتها، حيث وصف المصدر نطاق العملية بأنه "غير مسبوق"، مضيفًا: "لم تُقصف غزة بهذا الشكل من قبل". أما المرحلة الثانية، فهي الهجوم البري بمبدأ "النيران السريعة والاحتلال البطيء"، بينما المرحلة الثالثة تُصنَّف كـ"ذات بعد أمني عالٍ" عبر تجميع قدرات عسكرية لم تشهدها الحروب الإسرائيلية سابقًا.

اجتياح بري واسع

مساء الثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدء الاجتياح البري بعد ليلة من الأحزمة النارية العنيفة التي هزت المدينة حتى الضفة الغربية. وشارك في العملية فرق الجيش النظامية والاحتياطية 98 و162 و36، على أن تنضم لاحقًا فرق إضافية. ووفق تقديرات الجيش، يواجه الاحتلال نحو 2500 مقاتل من كتائب القسام في معركة قد تمتد حتى مطلع العام المقبل.

وقال المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي إن القوات بدأت التحرك وفق خطة عملياتية محددة، مع فتح "مسار انتقال مؤقت" عبر شارع صلاح الدين لمدة 48 ساعة لإجبار السكان على النزوح جنوبًا. وقدّر الجيش أن أكثر من 350 ألف فلسطيني غادروا المدينة بالفعل، فيما لا يزال نحو 800 ألف يرفضون النزوح لغياب مناطق آمنة.

تصعيد القصف ومعاناة المدنيين

كثف الاحتلال غاراته على أحياء غزة، مستهدفًا 190 هدفًا خلال يوم واحد، بينها أبراج ومراكز سكنية، مستخدمًا أيضًا ناقلات جند مدرعة محملة بالمتفجرات لتدمير المباني في أطراف المدينة. وأسفر القصف خلال الساعات الأولى من الأربعاء عن استشهاد 57 فلسطينيًا معظمهم من المدنيين.

وتقول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "أونروا" إن سكان غزة يعيشون خوفًا متزايدًا مع تصاعد الهجمات، محذّرة من تفاقم الكارثة الإنسانية في ظل انعدام المأوى والغذاء والدواء.

ردود فلسطينية ودولية

وزارة الخارجية الفلسطينية اتهمت المجتمع الدولي بالتقاعس عن وقف الإبادة الجماعية، واعتبرت أن ردود الأفعال المتدنية تشجع الاحتلال على الاستمرار في جرائمه، مؤكدة أن الصمت الدولي يرقى إلى التواطؤ. وطالبت بتدخل عاجل لتوفير حماية إنسانية للفلسطينيين قبل فوات الأوان.

وفي المقابل، واصل قادة الاحتلال التهديد بتصعيد العملية. فقد قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس: "لن تتوقف العملية حتى تحقق هدفين: إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاح حماس".

بينما يدّعي الاحتلال أن عمليته تستهدف "هزيمة حماس"، يرى مراقبون أن خطة "عربات جدعون 2" تحمل سمات حرب إبادة وتهجير قسري ممنهج، وسط استمرار القصف الواسع، نزوح مئات الآلاف، وارتفاع أعداد الضحايا، ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار صعب لوقف الكارثة الإنسانية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة