أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قطعت خدمات الاتصالات والإنترنت بشكل كامل عن نحو 800 ألف فلسطيني في مدينة غزة، ما أدى إلى عزلهم عن العالم الخارجي، وسط تصعيد عسكري واسع وتقدم بري لآليات الاحتلال في الأحياء الشمالية الغربية للمدينة.
وأوضح المرصد أن هذا الإجراء تزامن مع قصف متواصل وتدمير للأبراج السكنية والبنية التحتية للاتصالات، الأمر الذي تسبب في تعتيم كامل على القطاع، وزاد من معاناة النازحين، كما حدّ من إمكانية توثيق الجرائم والانتهاكات الميدانية. وحذر المرصد من خطر انهيار شبكة الاتصالات والإنترنت بفعل توقف محطات التشغيل نتيجة نفاد الوقود، في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى "قطع شرايين الحياة عن غزة".
وذكر المرصد أن الاحتلال قطع الاتصالات والإنترنت بشكل كلي أكثر من 12 مرة خلال 23 شهراً، في مسعى لإخفاء الحقيقة وتعطيل جهود الاستجابة الإنسانية.
"بالتل": انقطاع متواصل لليوم الثالث
من جانبها، أكدت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" استمرار انقطاع خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية لليوم الثالث على التوالي في محافظتي غزة وشمال غزة، نتيجة الاستهداف المباشر لمسارات رئيسية جراء القصف الإسرائيلي.
مخاطر على القطاع الصحي
بدوره، أدان مركز حماية الصحافيين الفلسطينيين قطع خدمات الاتصال عن غزة، واعتبره سياسة متعمدة لطمس الجرائم المرتكبة بحق المدنيين. وأوضح المركز أن تعطيل الاتصالات أعاق التنسيق بين المستشفيات وفرق الطوارئ، محذراً من خطر انهيار المنظومة الصحية في ظل استمرار منع إدخال الوقود والإمدادات الطبية.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهد القطاع انقطاعات متكررة للاتصالات والإنترنت، سواء بسبب الاستهداف المباشر للبنية التحتية أو بسبب شح الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية. ويأتي الانقطاع الحالي في وقت يتعرض فيه سكان غزة لواحدة من أعنف موجات القصف والعمليات البرية.