شهد معبر الكرامة (أللنبي) الحدودي بين الأردن والضفة الغربية عملية إطلاق نار صباح اليوم، أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين متأثرين بجروح خطيرة، فيما استشهد منفذ العملية وهو مواطن أردني يعمل سائق شاحنة مساعدات إنسانية كانت مخصصة لقطاع غزة، بحسب ما أعلنته مصادر إسرائيلية.
تفاصيل العملية
ووفقًا لرواية الجيش الإسرائيلي، فقد وصل المنفذ إلى ساحة البضائع في المعبر وهو يقود شاحنة مساعدات قادمة من الأردن، وقبل إخضاعها لإجراءات التفتيش فتح النار باتجاه عناصر الأمن في المكان، ما أدى إلى إصابة إسرائيليين اثنين بجروح بالغة. كما أفاد التحقيق الأولي بأن المنفذ ترجل من الشاحنة بعد إطلاق النار، ثم نفّذ عملية طعن، قبل أن يتم “تحييده” بإطلاق النار عليه، حيث استشهد في الموقع.
طواقم الإسعاف الإسرائيلية أعلنت أن المصابين – أحدهما في العشرينيات والآخر في الستينيات من العمر – كانا فاقدي الوعي عند وصول الطواقم الطبية، وأُجريت لهما محاولات إنعاش في المكان، قبل إقرار وفاتهما لاحقًا.
ردود فعل إسرائيلية
وسائل الإعلام العبرية وصفت العملية بـ"الصعبة"، وأكدت القناة 12 أن قوات الأمن نفذت عمليات تمشيط واسعة في محيط المعبر خشية وجود شركاء محتملين. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن مروحية عسكرية استدعيت لإخلاء المصابين قبل وفاتهما، فيما تم الدفع بوحدات خاصة إلى المنطقة، من بينها وحدة “دوفدوفان” الاحتياطية ووحدة التدخل السريع في الأغوار، إضافة إلى قوات من الكتيبة 47.
الموقف الأردني
من الجانب الأردني، قال وزير الاتصال الحكومي الناطق باسم الحكومة، محمد المومني، إن عمان "تتابع عبر الجهات المختصة ما يجري على الطرف الآخر من معبر الكرامة"، مضيفًا أن بلاده ستعلن تفاصيل إضافية فور ورودها. وفي وقت لاحق، أعلنت مديرية الأمن العام الأردني إغلاق جسر الملك حسين بشكل مؤقت من كلا الجانبين، ودعت المسافرين إلى متابعة وسائل الإعلام لحين إعادة فتحه.
خلفية أمنية
مصادر إسرائيلية، بينها صحيفة يسرائيل هيوم، أشارت إلى أن المنفذ كان يقود شاحنة استأجرها الجيش الأردني لتأمين نقل مساعدات إنسانية من الأردن إلى غزة. وأضافت أن العملية وقعت قبل وصول الشاحنة إلى منطقة التفتيش في الجانب الإسرائيلي من المعبر.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان لاحق أن قواته تواصل عمليات التمشيط وتطويق المنطقة المحيطة بأريحا، في حين شدد مسؤولون أمنيون على أن المعبر يشهد يوميًا مرور عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الموجهة إلى غزة، ما يزيد من حساسية الموقف.
تداعيات محتملة
العملية تأتي في وقت يشهد فيه معبر الكرامة حركة نشطة لنقل المساعدات الإنسانية باتجاه قطاع غزة، وسط أوضاع إنسانية متدهورة في القطاع نتيجة الحرب المستمرة. وقد يثير الحادث مخاوف من تشديد القيود الأمنية على حركة الشاحنات والمسافرين عبر المعبر، الذي يُعتبر المنفذ البري الوحيد للفلسطينيين إلى العالم الخارجي عبر الأردن.