"المدرعات المفخخة": تفجيرات روبوتية مدمرة يستخدمها الاحتلال لتسهيل اجتياح مدينة غزة

روبوتات متفجرة.jpg

وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي من استخدام الروبوتات المدرعة المفخخة لتفجير أحياء ومربعات سكنية كاملة في الأحياء الشمالية من مدينة غزة في إطار حرب الإبادة على القطاع.

ويؤدي استخدام هذه الروبوتات التي باتت تعرف بـ"المدرعات المفخخة" إلى انفجارات هائلة ودمار واسع النطاق وسقوط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين.

ويأتي ذلك في إطار المساعي للسيطرة على المدينة وتهجير سكانها، حيث طاولت هذه التفجيرات مراكز إيواء وخيام نزوح ومنازل مأهولة، وفق ما أفاد شهود عيان ومصادر طبية.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن تطوير هذه الوسيلة لم يبدأ بالمدرعات بل بالجرافات الهندسية الروبوتية المسيرة - غير المأهولة - المسماة محليًا "باندا".

وأشارت الإذاعة إلى أن الجيش توقف لاحقًا عن الاعتماد على تلك الجرافات، وبدأ تشغيل ناقلات جنود قديمة مُعدَّلة من طراز M113، المعروفة محليًا باسم "زلدا".

وأضافت أن هذه الناقلات الأميركية القديمة موجودة في مخزون الجيش منذ سبعينيات القرن الماضي وبكميات كبيرة، نحو 5 آلاف ناقلة غير مستخدمة.

وتقوم الآلية على ملء ناقلات "زلدا" بمتفجرات ثم دفعها إلى مجمعات مبانٍ مستهدفة لتنفجر من تلقاء نفسها، في ممارسة اتخذت شكل "مدرعات انتحارية".

ولفتت إلى أن جيش الاحتلال فجّر على هذا النحو بين 20 و30 ناقلة خلال العام الماضي.

وأشارت الإذاعة إلى أن شعبة التكنولوجيا طورت لاحقًا نسخة مُحسّنة لا تتطلب تفجير المدرعة نفسها؛ بل تُزوّد المدرعة بآلية داخلية تحمل "صندوقًا" يحتوي كمية كبيرة من المتفجرات.

ووصف المصدر عمل الآلية بالتفصيل: يُنقل الصندوق داخل المدرعة إلى نقطة الهدف، تُسقط الآلية الصندوق في المكان المطلوب، تبتعد المدرعة، ثم يُفجَّر الصندوق لاحقًا عن بعد.

ونقلت الإذاعة أن الهدف من هذا التعديل هو تجنّب تدمير المدرعات نفسها وتمكين إعادة استخدامها بشكل متكرر.

وحول قوة الانفجار الناتجة عن تفجير مثل هذا الصندوق، ذكرت أن تأثير الانفجار يُقارن بقنبلتين ثقيلتين تلقيهما طائرات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت إن الهدف المعلن تكتيكيًا هو تدمير المباني ومنع أو تقليل تهديد العبوات المزروعة بداخلها لإتاحة دخول قوات برية إلى المنطقة.

وأشارت إلى أن الاحتلال بات يستخدم هذه الآلية بشكل واسع ومتكرر، تصل إلى عشرات المرات يوميًا، لا سيما خلال ساعات الليل.

كما ذكرت أن المنظومة دمّرت حتى الآن آلاف المباني في قطاع غزة، وعلى نحو خاص داخل مدينة غزة.

ونقلت عن ضابط كبير قوله إن "هذه المنظومة باتت واحدة من أكثر وسائل القتال دراماتيكية في غزة"، وأشارت إلى توجيهات من قيادة المنطقة الجنوبية تقضي بضرورة الحفاظ على جاهزية المنظومة بنسبة 100% في أي لحظة.

ويدرس جيش الاحتلال ترشيح هذه المنظومة لنيل الجائزة القومية للأمن، وهي أرفع جائزة للصناعات العسكرية الإسرائيلية.

وبالنسبة لمراحل التطوير المستقبلية، قالت الإذاعة إن هناك استخدامين إضافيين قيد الاختبار حاليًا: أولاً، مدرعات روبوتية لوجستية مخصصة لتزويد القوات في الميدان بالمؤن والعتاد بدل القوافل البشرية، بحيث تُحمَل عليها طعام ومياه وذخائر ومعدات لوجستية تصل إلى مناطق الاشتباك.

ثانيًا، مدرعات روبوتية قتالية مُجهزة بمنظومات إطلاق نار، وأشارت إلى إمكانية تركيب رشّاش ثقيل عيار 0.5 عليها، للتحول إلى مدرعات مسيرة عن بعد تتجوّل داخل أزقّة القطاع لـ"تحديد مشتبه فيهم وإطلاق النار عليهم، كأنها نقطة رصد وإطلاق متحركة".

وأضاف التقرير أن تجارب أولية على منصات من هذا النوع استخدمت في الأيام الأولى من العمليات البرية في مدينة غزة، ثم تم سحبها مؤقتًا لـ"إعادة تطويرها وتحسينها".

ونقلت الإذاعة عن ضابط كبير قوله "تخيّل عمل مئة مدرعة روبوتية من هذا النوع تدخل في خطوط التوغل قبل دخول القوة البرية ويفتح لها محاور القتال".

وتابع "هكذا ستكون ساحات المعارك المستقبلية، وسنكون أول من يفعل ذلك في العالم".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة