الاحتلال يصعّد حربه على غزة: أكثر من 170 غارة في 24 ساعة وتوغلات برية في أحياء المدينة وسط معاناة إنسانية خانقة

صور الجيش الاسرائيلي.jpg

صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة غزة ، معلناً تنفيذ أكثر من 170 غارة جوية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بالتزامن مع استمرار التوغلات البرية في عدة محاور داخل المدينة، وسط قصف مدفعي وأحزمة نارية كثيفة.

ووفقاً لبيان الناطق باسم جيش الاحتلال، فإن سلاح الجو نفذ ضربات واسعة النطاق استهدفت ما وصفه بـ"مواقع عسكرية ومخازن أسلحة"، بينما تؤكد شهادات ميدانية أن القصف طاول أحياء سكنية مأهولة ومنازل مدنيين، خصوصاً في محيط المستشفى الأردني الميداني ومناطق الشيخ رضوان، الرمال، التفاح، الصبرة، والشاطئ.

 المحاور الميدانية للتوغل وفق شهادات الصحفيين

المحور الجنوبي للمدينة: تمركزت الدبابات عند مقر الإذاعة والتلفزيون قرب البحر، دون تقدم غرباً، فيما أغلقت الحركة كلياً باتجاه مجلس الوزراء.

المحور الشمالي الشرقي (الشيخ رضوان): شهد استهدافاً مكثفاً لشارع الجلاء والنفق، مع رصد آليات تتبع قوات الاحتلال ومجموعات مسلحة متعاونة معه.

المحور الشمالي الغربي: تركزت العمليات في المقوسي والكرامة وشارع الشفاء حتى مفترق الشباب والرياضة.

المحور الجنوبي: سجلت مواجهات متفرقة وقصف مدفعي كثيف أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين الذين علقوا داخل منازلهم.

وبحسب البيان العسكري الإسرائيلي، فإن قوات فرقة 162 تواصل عملياتها في عمق المدينة، فيما نفذت اللواء 215 المدفعي قصفاً مركزاً على ما قال إنها "بنى تحتية للمقاومة". أما قوات فرقة 98 فقد نسّقت هجمات جوية استهدفت 20 موقعاً، بينها مواقع مدنية وفق شهود عيان.

وفي المقابل، تؤكد مصادر فلسطينية أن الاحتلال استخدم طائرات مسيرة وصواريخ موجهة بشكل عشوائي ضد مناطق مكتظة بالسكان، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى خلال الليلة الماضية وحدها.

 الواقع الإنساني

مع استمرار العدوان، يعيش آلاف الأهالي ظروفاً مأساوية داخل أحياء مكتظة شرق المدينة مثل الدرج والتفاح والزيتون، وفي أجزاء من الصبرة وتل الهوى والشيخ عجلين، بينما اضطر آخرون للتجمع في مناطق الرمال والشاطئ رغم استمرار القصف. وتفتقر هذه المناطق إلى الغذاء والماء والدواء، في وقتٍ تواصل فيه قوات الاحتلال فرض حصار خانق يفاقم معاناة المدنيين.

خسائر مستمرة

تشير المعلومات الميدانية إلى أن القصف الإسرائيلي أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك الطرق الرئيسية، شبكات المياه والكهرباء، ومنازل عشرات العائلات، في وقتٍ لم تتوقف فيه الطائرات الحربية عن شن غارات على مختلف مناطق القطاع.

وقال المكتب الاعلامي الحكومي يواصل أكثر من 900 ألف فلسطيني صمودهم في مدينة غزة، متمسكين بحقهم في البقاء ومواجهين محاولات الاحتلال الإسرائيلي لفرض النزوح الإجباري والتهجير القسري نحو الجنوب. وبرغم تصاعد القصف وجرائم الإبادة الجماعية، يرفض السكان ترك منازلهم وأحيائهم، متحدّين سياسة التهجير التي تمثل خرقاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية. وفي الوقت ذاته، يعتمد الاحتلال سياسة تضليل ممنهجة عبر الترويج لوجود خيام ومساعدات وخدمات إنسانية في الجنوب، وهي مزاعم ثبت زيفها على أرض الواقع، هدفها الوحيد دفع المدنيين قسراً نحو الرحيل.

وبحسب الطواقم الحكومية، فقد اضطر نحو 335 ألف مواطن للنزوح جنوباً بفعل شدة القصف، بينهم أكثر من 60 ألفاً خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط. غير أن المشهد شهد أيضاً نزوحاً عكسياً، حيث عاد ما يزيد على 24 ألف مواطن إلى أحيائهم في مدينة غزة حتى مساء الثلاثاء 24 سبتمبر 2025، بعد أن نقلوا مقتنياتهم إلى الجنوب، ليكتشفوا انعدام أبسط مقومات الحياة هناك، ما دفعهم للعودة رغم المخاطر المتواصلة.

 

في ظل هذا التصعيد الدموي، يتواصل استهداف المدنيين ومراكز الخدمات الصحية، ما ينذر بكارثة إنسانية أوسع مع اقتراب فصل الشتاء. وفي الوقت الذي يصف فيه الاحتلال هجماته بأنها تستهدف "بنى تحتية عسكرية"، تؤكد الوقائع على الأرض أن غزة تُستهدف بشكل شامل، أرضاً وسكاناً وخدمات، في إطار سياسة ممنهجة لإرغام السكان على النزوح القسري وكسر صمودهم.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة