أسفرت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، منذ ساعات الفجر وحتى مساء اليوم، عن استشهاد أكثر من 60 مواطنًا في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع، وسط قصف جوي ومدفعي وتمركز آليات عسكرية في محاور عدة يُعيق عمل فرق الإسعاف والدفاع المدني والوصول إلى العالقين تحت الأنقاض.
في مدينة غزة والشمال، تواصلت الاستهدافات على نحو مكثّف. وتمركزت آليات الاحتلال عند مقر الإذاعة والتلفزيون مكشوفةً محيط دوّار الـ17 حتى كيرفور مرورًا بالمقر، بالتزامن مع ضربات طالت أحياء متفرقة. ووصل ثلاثة شهداء وثلاث إصابات إلى مستشفى المعمداني عقب استهداف مجموعة من المواطنين في منطقة الزرقاء شرق المدينة. كما جرى انتشال جثامين أربعة شهداء من منازل دمّرت في مخيم الشاطئ غربًا، وسُجّلت إصابات إضافية أمام قهوة غبن وبمنزل عائلة المعصوابي في المعسكر ذاته. ونُقل شهيد إلى مجمع الشفاء من منزل عائلة الغول في المخيم، فيما استهدفت مسيّرة تجمعًا قرب مفترق الشجاعية وأوقعت ثلاثة شهداء.
وامتد القصف إلى منازل ومنشآت مدنية؛ إذ أسفر استهداف منزل عائلة النونو جنوب مفترق بالميرا عن شهيد وإصابات، كما استُهدف برج “الإيطالي” بعد إنذار قاطنيه بالإخلاء. ووصل إلى مجمع الشفاء الطبي ثلاثة شهداء من محيط منطقة مجلس الوزراء، كما تكررت الضربات على مخيم الشاطئ وطالت منازل عائلتي أنصيو وفرحات في مربع التموين بعد تهديدهما المسبق. وسقط شهيدان وأصيب آخرون بقصف استهدف تجمعًا للمواطنين قرب منتزه البلدية وسط المدينة، بينما وصلت إصابة حرجة لامرأة أصيبت بطلق ناري داخل منزلها قرب ديوان شحيبر. وسُجّل قصف جوي بصاروخين في محيط حميد واللبابيدي بحي النصر، إلى جانب استهداف عمارة دغمش في منطقة الثلاثيني بعد إخلائها. وشهد حي الصبرة تفجيرات عنيفة قالت مصادر ميدانية إنها ناجمة عن تفجير عربات مفخخة، فيما وُضعت عربات مشابهة بمحيط مربع منازل عائلة دغمش. كما استُهدفت مدرسة فهمي الجرجاوي في حي الدرج بعد إخلائها، وتعرّضت المناطق الشرقية من حي التفاح والشجاعية لقصف مدفعي مكثّف، وسقطت قذيفة قرب برج القدس بجوار مجمع الصحابة الطبي. وامتدت النيران إلى طوابق علوية في عمارات سكنية بحي تل الهوى، عُرف منها عمارة الأماني وبرج مشتهى.
وفي المنطقة الوسطى، اشتهد أحد عشر مواطنًا من طالبي المساعدات في محور نتساريم، وقد عُرف من الضحايا: حسن سعيد كلّاب، ساري أحمد ثابت، مازن رامز صالح، ضياء جاد الحق، براء أحمد القريناوي، نهاد أحمد القريناوي، عمر أحمد أبو خاطر، سامي الأعور، عز الدين كمال حسين. كما استُهدفت خيمة نازحين غرب مخيم النصيرات؛ وأسفرت الحصيلة بدايةً عن شهيد هو عليان باسل شبات وإصابات عدة، قبل أن تتحدث مصادر طبية في وقت لاحق عن سبعة شهداء وصلوا مستشفى العودة بالنصيرات، وهم: عليان باسل شبات، أحمد حسني سليمان، محمد عبد الله سليمان، عبد الله حسني سليمان، حسني أحمد سليمان، حليمة عماد حسني سليمان، ظاهر حسني سليمان. وأفاد مصدر في مستشفى شهداء الأقصى بوفاة شاب (17 عامًا) في وسط القطاع نتيجة سوء التغذية ونقص العلاج.
أما في جنوب القطاع، فتوفيت الطفلة أيسل سالم صالح العرجا (11 شهرًا) من رفح بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية. ووصل شهيد إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني عقب إطلاق نار من الآليات الإسرائيلية استهدف طالبي المساعدات الأميركية في منطقة الشاكوش شمال غرب رفح، وهو طارق عبد الحليم زعرب. وفي خان يونس، استُهدفت مناطق العقّاد والكتيبة بعدة غارات، وسقط شهيد وجُرح آخرون برصاص قوات الاحتلال خلال انتظار المساعدات في منطقة موراج جنوب المدينة، وتبيّن أنه مصعب سمير العمصي. كما أُعلن استشهاد نضال جلال سالم متأثرًا بجروح أصيب بها في قصف سابق.
وتشير المعطيات الميدانية والطبية إلى أن الحصيلة مرشّحة للارتفاع مع استمرار القصف وعمليات الانتشال وصعوبة حركة الطواقم الإسعافية في محاور القتال المختلفة. وتؤكد المصادر أن الأرقام المعلنة حتى اللحظة أولية وتخضع للتحديث مع توارد المعلومات من المستشفيات والهيئات المختصة.