أعلنت قوى سياسية إسرائيلية من الائتلاف والمعارضة، مساء الإثنين، دعمها لخطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو موافقته عليها، ودعت إلى تحويلها سريعًا إلى خطوات عملية على الأرض.
ومن اللافت غياب المواقف العلنية من الوزراء الأكثر تطرفًا في حكومة نتنياهو، بما في ذلك إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين التزما الصمت حيال الإعلان، فيما اعتبرت أوساط في الليكود أنها تتوافق مع شروط إسرائيل وتحقق "النصر المطلق" الذي تعهد به نتنياهو.
ورأى محللون أن خطة ترامب "تجسّد كل الأهداف المعلنة للحرب التي وضعتها حكومة نتنياهو"، غير أنهم أشاروا إلى أنها لا تحقق جميع أهداف اليمين الإسرائيلي المتطرف، خصوصًا تلك المتعلقة بالاستيطان في غزة وتهجير الفلسطينيين ونهب الأراضي وضمها.
ورحّب زعيم المعارضة، يائير لبيد، بالخطة، معتبرًا، في منشور على حسابه الرسمي في منصة "إكس" أنها "أساس صحيح لصفقة الأسرى وإنهاء الحرب".
من جانبه، بارك رئيس حزب "شاس"، أرييه درعي، الخطة بالقول: "أعبّر عن دعم كامل لمبادرة الرئيس ترامب، وأصلي لأن نشهد في عيد العُرش القريب عودة أبنائنا الأسرى إلى عائلاتهم وجنود الاحتياط إلى بيوتهم، وأن ننعم جميعًا بـ‘عريشة سلام’ حقيقية".
أما عضو الكنيست من الليكود، أفيحاي أبراهام بوآرون، فاعتبر أن خطة ترامب التي عدد أبرز بنودها "تتفهم موقف نتنياهو الرافض للدولة الفلسطينية، وأن السلطة الفلسطينية لن يكون لها أي دور في غزة إلا إذا أجرت إصلاحات جوهرية"، مشيرا إلى أن الخطة تعبر عن صورة "النصر المطلق".
في المقابل، هاجم رئيس هيئة الأركان السابق، غادي آيزنكوت، نتنياهو، ودعا إلى "اتخاذ قرارات صعبة وإعادة الأسرى فورًا"، مطالبًا نتنياهو "بتجاهل تهديدات المتطرفين في حكومته"، مشددا على أن "هناك أغلبية واضحة في الكنيست، بدعم المعارضة، لإتمام هذه الخطوة".
كما رحّب رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، بالجهود الأميركية، وقال: "يجب تنفيذ خطة ترامب، استعادة جميع الأسرى، الحفاظ على حرية العمل الأمني، واستبدال حكم حماس، مع إشراك الدول العربية في غزة... لا يمكن السماح للسياسة الصغيرة بإفشال الخطة".
وقال رئيس حزب "الديمقراطيين"، يائير غولان، في تصريح صحافي إن "إنهاء الحرب، إعادة الأسرى، تفكيك حماس من سلاحها، وتفكيك حكم حماس — يجب أن يكون المرء كارهًا مطلقًا لإسرائيل ليرفض خطة ترامب". وأضاف: "سنوفر شبكة أمان كاملة للخطة. لكننا سنفرح ونحتفل فقط عندما نرى جميع الأسرى في بيوتهم".
وفي شأن متصل، لم يُدِلِ بعض رموز اليمين في صفوف المعارضين، من بينهم المرشح في الانتخابات المقبلة، نفتالي بينيت، ورئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، بأي تعليق علني على الخطة حتى لحظة نشر هذا التقرير.
وقال كيبوتس "نير عوز"، الذي قتل 64 من أبنائه و76 أُسروا في الحرب، في بيان: "نحن ممتنون للرئيس ترامب على قيادته وجهوده. ننتظر أن تتحول التصريحات إلى أفعال، وأن تُبذل كل الجهود لإعادة الأسرى وإنهاء الحرب، بينهم تسعة من أبناء كيبوتسنا".
أقارب الأسرى أعربوا عن قلقهم. وقالت فيكي كوهين، والدة الأسير نميرود: "التصريحات جيدة، لكن ابني ليس هنا هذه الليلة أيضًا… لن أصدّق حتى يكون في البيت". أما مكبيت ماير، عمة الأسيرين غالي وزيف، فقالت: "لا هواء. رئيس الحكومة وعد شقيقتي بأن يعود أبناؤها أحياء، وهذا يجب أن يحدث وبسرعة".
ورحّب منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين، المعروف بمواقفه اليمينية الداعية إلى التصعيد في غزة للإفراج عن ذويهم، بالمؤتمر الصحافي المشترك لترامب ونتنياهو، معتبرًا أن "التصريحات تتوافق مع مبادئنا والتزامنا المتمثل في إعادة جميع الأسرى دفعة واحدة، بحيث يعود الأحياء إلى عائلاتهم ويُدفن الشهداء في إسرائيل".
وأضاف المنتدى، في بيان، أن "الاتفاق المقترح سيحسم المعركة ضد حكم حماس، ولن يشكّل تهديدًا بعد الآن على مواطني إسرائيل وسكانها. نحن نؤمن بأن هذا هو الطريق الوحيد لمنع عمليات خطف أخرى في المستقبل وضمان تحرير أحبّائنا. ومع ذلك، سيواصل شعب إسرائيل الوقوف على أهبة الاستعداد: ما دامت الأهداف لم تتحقق بالكامل، لا يمكننا أن نضع السلاح".
وشدّدت العائلات على أنه "إذا أخلّت حماس بالتزاماتها، فإننا نطالب الولايات المتحدة ورئيس الحكومة بالوفاء بتعهدهما الذي أُعلن هذا المساء، بمواصلة العملية العسكرية حتى إنجاز المهمة وتدمير جميع قدرات حماس"
من جانبها، انتقدت حركة حماس خطة ترامب وأكدت أنها لم تتلق عرضا رسميا من الوسطاء. وقال القيادي محمود مرداوي إن "بنودها قريبة من الموقف الإسرائيلي"، معتبرًا أنها "محاولة لخنق الزخم الدولي والاعتراف بفلسطين". وقال إن الحركة "لن تقبل أي مقترح لا يشمل تقرير مصير الشعب الفلسطيني"، مشيرًا إلى أنها "ستبحث الخطة مع الفصائل الفلسطينية".