أعلن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة العودة إلى حالة التأهّب القصوى بعد رصد سفنٍ مجهولة الهوية من دون أضواء ملاحة تقترب من تشكيلته. ويأتي التصعيد بعدما كان الأسطول قد خفّض درجة الاستنفار عقب رفعها لدى اقترابه من شواطئ القطاع، مُستبعدًا في حينه تعرّضه لهجومٍ إسرائيلي وشيك. ويبحر الأسطول حاليًا على مسافة تُقدَّر بنحو 120 ميلًا بحريًا من غزة.
وأفادت إدارة الأسطول بتلقّيها معلومات عن إبحار سفينةٍ حربية إسرائيلية من ميناء أسدود قد تصل إلى منطقة الإبحار قريبًا، تزامنًا مع تحليق مسيّرات استطلاع على ارتفاعاتٍ متوسطة فوق سفن الأسطول. وقالت ياسمين أجار، عضو الإدارة، إن محاولات «التشويش» متواصلة، وإنّها تتوقّع اعتراض الأسطول خلال ساعات، معتبرةً أنّ الأجواء «تشبه ما حدث عند اعتراض سفينة مادلين» سابقًا.
ورفضت إدارة «أسطول الصمود» طلبًا جديدًا من الخارجية الإيطالية ورئيس الوزراء بالعدول عن دخول منطقة الخطر وتسليم المساعدات ليُعاد نقلها إلى غزة، كما تلقّى الأسطول تحذيرًا من سفينةٍ حربية إيطالية يتضمن دعوةً لمن يرغب بالمغادرة على متنها؛ وهو ما وصفته الإدارة بأنه «محاولة مرفوضة لإفشال الحملة الإنسانية».
وفي المقابل، نقل موقع «والا» الإسرائيلي عن مسؤولٍ أمني قوله إنهم «يتوقّعون وصول أسطول الاحتجاج إلى المنطقة يوم الخميس»، موضحًا أنّ سلاح البحرية وجهاتٍ أخرى في المنظومة الأمنية في حالة استعداد لأي تطوّر. وكانت إيطاليا وإسبانيا قد أرسلتا سفينتين الأسبوع الماضي لمرافقة الأسطول، بعد تعرضه قبالة السواحل اليونانية لهجمات بمسيّرات ألقت قنابل صوتية ومواد مهيِّجة للحكّة.
ويضم «أسطول الصمود» كلًّا من اتحاد أسطول الحرية وحركة غزة العالمية وقافلة الصمود ومنظمة «صمود نوسانتارا» الماليزية، وعلى متنه أكثر من 500 ناشط من 40 دولة على متن نحو 50 سفينة. وتُعد هذه أول مرة تُبحر فيها عشرات السفن معًا نحو قطاع غزة، الذي يقطنه نحو 2.4 مليون فلسطيني ويخضع لحصارٍ إسرائيلي منذ نحو 18 عامًا.
وأكد ناشطون يونانيون مشاركون في الحملة تمسّكهم بالوصول إلى غزة واستكمال المهمة، مشيرين إلى أنهم «غير خائفين من أي اعتراضٍ إسرائيلي محتمل»، في وقتٍ تتعاظم فيه المخاوف من تصعيدٍ بحري مع اقتراب الأسطول من نطاق