واستراتيجية نفوذ رقمية متسارعة وسط تراجع التأييد الشعبي

«ويكيليكس»: وثائق تكشف دفع إسرائيل حتى 7 آلاف دولار لكل منشور لمؤثرين أميركيين

دباب الجيش وسط مدينة غزة أول شارع الجلاء.png

كشفت وثائق مسرّبة نشرها موقع «ويكيليكس» عن حملة نفوذ رقمية موّلتها الحكومة الإسرائيلية تستهدف منصّات التواصل في الولايات المتحدة، عبر دفع مبالغ تصل إلى 7,000 دولار أميركي لكل منشور لمجموعة من المؤثرين الأميركيين، في محاولة لـتحسين صورة إسرائيل على خلفية اتساع الغضب الدولي من حربها على قطاع غزة.

تفاصيل المدفوعات وآلية التنفيذ

تظهر الوثائق أن ملفًا قُدِّم في أيلول/سبتمبر الماضي من شركة Bridges Partners LLC لصالح الحكومة الإسرائيلية عبر Havas Media Group (مسجّل وفق قانون تسجيل الوكلاء الأجانب الأميركي – FARA) تضمّن تفاصيل التعاقد مع مؤثرين: من تطوير المفاهيم مع كل مؤثر، والتنسيق مع شركاء إسرائيليين، وصولًا إلى صياغة المنشورات الأولى.

وبحسب الملف، خُصِّص أكثر من نصف ميزانية قدرها 900 ألف دولار لـتجنيد وتدريب أكثر من 12 مؤثرًا أميركيًا لنشر محتوى داعِم لإسرائيل.

ميزانية نفوذ خارجي مضاعَفة

تضع الحملة ضمن استراتيجية أوسع للتأثير الإعلامي الخارجي، بعد نجاح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في أواخر 2024 في رفع ميزانية النفوذ الخارجي إلى 150 مليون دولار، أي زيادة بنحو عشرين ضعفًا مقارنة بالسابق.

أدوات ذكاء اصطناعي و«رسائل مُولّدة»

تُظهر الوثائق كذلك تعاقدًا شهريًا يقارب 1.5 مليون دولار مع المستشار الرقمي الأميركي براد بارسكال، المدير السابق للحملة الرقمية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، لإنتاج اتصالات استراتيجية تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد آلاف الرسائل المؤيدة لإسرائيل.

تفاعل واسع وانتقادات «الرشوة العلنية»

أثارت التسريبات موجة انتقادات على مواقع التواصل؛ إذ وصف ناشطون ما يجري بأنه «رشوة علنية» لتوجيه الرأي العام الأميركي والتغطية على انتهاكات الحرب في غزة التي تدخل عامها الثالث. وجاء ذلك بالتوازي مع جدل أعقب لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بمجموعة من المؤثرين الأميركيين خلال زيارته نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبينهم: ديبرا ليا وليزي سافيتسكي وإميلي أوستن وشاي زابو وهانا فولكنر وذا لاتينوزيونيست ودانيا أفنر.
وفي إجابة عن سؤالٍ حول زيادة الدعم لإسرائيل، شدد نتنياهو على أهمية المؤثرين ومنصات التواصل بوصفها «أسلحة الحرب الحديثة»، واعتبر الاستحواذ على منصّات كـ«تيك توك» و«إكس» بمثابة «أهم عملية شراء».

استطلاع: تراجع التأييد وإحجام عن المساعدات

وازى ذلك تحوّلًا في الرأي العام الأميركي؛ إذ أظهر استطلاع لصحيفة «نيويورك تايمز» بالشراكة مع جامعة سيينا (22–27 أيلول/سبتمبر 2025، عيّنة 1,313 ناخبًا مسجّلًا) أن 51% من المستطلعين يرفضون إرسال مساعدات اقتصادية أو عسكرية إضافية لإسرائيل. كما سجّل الدعم للفلسطينيين 35% مقابل 34% لإسرائيل (مقابل 20% و47% على التوالي في 2023).

وأبدى 68% ممن تقل أعمارهم عن 30 عامًا رفضهم لأي مساعدات إضافية لإسرائيل. ورأى 58% أنه يجب وقف العمليات العسكرية حتى لو لم يُفرَج عن جميع الرهائن، فيما اعتبر 40% أن إسرائيل تتعمّد قتل المدنيين في غزة—نسبة تضاعفت تقريبًا من 22% في 2023 إلى 40% في 2025.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة