سلّمت كتائب القسام، صباح اليوم الاثنين، جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وعددهم 20 أسيرًا، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك في إطار تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الشامل.
وجرت عملية التسليم على مرحلتين؛ شملت الأولى سبعة أسرى في مدينة غزة، تلتها الثانية التي ضمّت ثلاثة عشر أسيرًا في مدينة خانيونس، وسط ظروف ميدانية وأمنية معقدة. وتم ذلك ضمن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عبر مفاوضات غير مباشرة في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وإشراف الولايات المتحدة الأمريكية.
ونشرت كتائب القسام، في وقتٍ مبكر من صباح اليوم، قائمة بأسماء 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء تم الإفراج عنهم، وهم: ماتان أنغريست، زيف بيرمان، ألون أوهيل، يوسف حاييم أوهانا، أفيتان أور، أفيتار ديفيد، إلكانا بوهبوت، غالي بيرمان، سيغيف كالفون، روم بريسلافسكي، جاي جلبوع، ماتان تسنغاوكر، إيتان هورن، مكسيم هاركين، نمرود كوهين، بار كوبرشتاين، إيتان مور، عمري ميران، ديفيد كونيو، وأرييل كونيو.
لحظة الإفراج عن قسم من أسرى الاحتلال للصليب الأحمر. pic.twitter.com/uHvkykrFCf
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) October 13, 2025
من جانبها، أكدت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" أن القائمة التي نشرتها حماس "مطابقة للقائمة المعروفة لإسرائيل"، في إشارة رسمية إلى بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
وفي السياق ذاته، وأكد مصدر قيادي في كتائب القسام أن المقاومة سلّمت الأسرى الأحياء إلى الصليب الأحمر في غزة التزامًا ببنود الاتفاق، مؤكدًا أن ما تحقق "هو ثمرة صمود المقاومة وثباتها"، مشددًا على أن الكتائب ملتزمة بالكامل بالاتفاق والجداول الزمنية، بينما لم يلتزم الاحتلال بعدُ بجميع بنوده.
وأوضح المصدر أن كتائب القسام سعت منذ الشهور الأولى للحرب إلى وقف العدوان على القطاع، "لكن العدو أفشل كل الجهود، مدفوعًا بغريزته الوحشية وحساباته السياسية الضيقة"، على حد تعبيره.
وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من اتفاقيات التبادل التي نفذتها كتائب القسام خلال الحرب، إذ شهد نوفمبر/تشرين الثاني 2023 الإفراج عن 105 أسرى، بينهم 81 إسرائيليًا و23 تايلانديًا وفلبيني واحد، كما أُفرج في يناير/كانون الثاني 2025 عن 33 أسيرًا إسرائيليًا ضمن صفقة أخرى، فيما شملت الدفعة الأخيرة قبل اليوم 20 أسيرًا أحياء و28 جثة.
وفي 12 أيار/مايو 2025، أفرجت الكتائب عن الجندي الإسرائيلي من الجنسية الأمريكية عيدان ألكساندر.
وفي الإطار السياسي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الخميس الماضي، التوصّل إلى اتفاق شامل بين حماس وإسرائيل، يقضي بـإنهاء الحرب على قطاع غزة بعد أكثر من عامين من العدوان، تمهيدًا لبدء مرحلة جديدة من الهدوء وإعادة الإعمار.
وجاء الإعلان متزامنًا مع بيان وزارة الخارجية القطرية التي أكدت أن الوسطاء من قطر ومصر وتركيا والولايات المتحدة توصّلوا إلى اتفاق كامل حول آليات تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، بما يشمل وقف الحرب، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية فورًا إلى القطاع.
وينص الاتفاق على وقف نهائي للحرب على غزة، مع تنفيذ تبادل الأسرى بعد إعلان رسمي بإنهاء العدوان، ويتضمن الإفراج عن 250 أسيرًا محكومًا بالمؤبد و1700 من أسرى القطاع، بينهم قادة و
وقيادات وطنية بارزة. كما يشمل فتح خمسة معابر لإدخال المساعدات الإنسانية تحت إشراف الوكالات الدولية، ووقف تحليق الطائرات المسيّرة أثناء عمليات التسليم.
أما بشأن إدارة غزة بعد وقف الحرب، فيُعدّ الأمر شأنًا وطنيًا فلسطينيًا خالصًا، حيث اقترحت الفصائل الفلسطينية قائمة تضم 40 شخصية وطنية لتولي المسؤولية، مع رفض أي تدخل خارجي في شؤون القطاع.
بهذا التسليم، تكون كتائب القسام قد أتمّت واحدة من أهم مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، في خطوة تفتح الباب أمام تثبيت الهدوء وبدء مرحلة الإعمار، بانتظار التزام الاحتلال ببنود الاتفاق كاملة.