أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، عزمه الترشح في الانتخابات العامة المقبلة، مؤكدًا ثقته بإحراز ولاية جديدة. وقال في مقابلة مع القناة العبرية 14 ردًا على سؤال حول نياته السياسية: «نعم، وأؤمن بأنني سأفوز، بعون الجمهور».
يأتي التصريح غداة تقارير لهيئة البث العبرية أفادت بأن نتنياهو يدرس تقديم موعد الانتخابات إلى يونيو/حزيران 2026 بدلًا من الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، من دون إعلان رسمي حتى الآن. وبموجب الإجراءات المعمول بها، تستطيع الحكومة—بتوصية من رئيسها—إعلان حلّ الكنيست والتوجّه إلى انتخابات مبكرة، على أن يخضع القرار للمصادقات اللازمة.
في المشهد الانتخابي، أظهر استطلاع نشرته صحيفة «معاريف» الجمعة حصول معسكر نتنياهو على 52 مقعدًا، مقابل 58 مقعدًا للمعسكر المعارض، و10 مقاعد للأحزاب العربية «إذا أجريت الانتخابات اليوم». وبالنظر إلى تركيبة الكنيست (120 عضوًا)، فإن تشكيل الحكومة يتطلّب أغلبية 61 مقعدًا على الأقل، فيما تؤكد أحزاب المعارضة رفضها الدخول في ائتلافات مشتركة مع القوائم العربية—ما يعقّد معادلات الحسم.
سياسيًا وقضائيًا، يخوض نتنياهو السباق وهو أطول رؤساء الحكومات بقاءً في المنصب عبر خمس ولايات غير متتالية، تزامنًا مع مثوله منذ 2020 أمام القضاء في ثلاث قضايا فساد معروفة بالملفات 1000 و2000 و4000 بتهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة—وهو ما ينفيه، معتبرًا الاتهامات «حملة سياسية للإطاحة به». وعلى الصعيد الدولي، كانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 مذكرة اعتقال بحق نتنياهو بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
ويفتح إعلان الترشح الباب أمام أسابيع من الحسابات الائتلافية المبكرة: سيناريوهات تقديم موعد الاقتراع، اختبار ثقل الأحزاب الحليفة والمترددة، واحتمالات تبدّل الخريطة تحت ضغط الملفات القضائية وتحوّلات الرأي العام. وبين رهانه على تعبئة قاعدته المحافظة، ومحاولة المعارضة توسيع التحالفات المضادة، تبدو معركة تشكيل أغلبية 61 مقعدًا مفتوحة على كل الاحتمالات.