توتّرت الأوضاع الميدانية في قطاع غزة مجددًا بعد يومٍ دامٍ من الغارات الإسرائيلية على رفح ومناطق جنوبي القطاع، أسفر —وفق الدفاع المدني— عن استشهاد ما لا يقل عن 45 فلسطينيًا، بما أعاد إلى الواجهة هشاشة التفاهمات الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار.

قال الجيش الإسرائيلي إنه عاد إلى تطبيق اتفاق وقف الحرب بعد قصف مواقع متعددة في غزة خلال اليوم الحادي عشر من الهدنة. في المقابل، أكدت حركة حماس التزامها بالاتفاق واتهمت إسرائيل بخرقه منذ بدء سريانه، وأعلنت وصول وفد برئاسة خليل الحية إلى القاهرة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في شرم الشيخ (9 تشرين الأول/أكتوبر)، استنادًا إلى الخطة الأميركية التي يروّج لها البيت الأبيض.

وتستقبل إسرائيل الإثنين وفدًا أميركيًا رفيعًا يضمّ المبعوث الخاص ستيف ويتكوف والمستشار جاريد كوشنر، على أن ينضم إليهما نائب الرئيس جي دي فانس الثلاثاء، للقاء بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين وبحث تثبيت وقف النار وتفعيل الإطار الأميركي المقترح. وتتواصل مباحثاتٌ موازية لوضع آلية ملزِمة لمعالجة الخروقات؛ فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن واشنطن أبلغت تل أبيب بأنها تستطيع الرد على أي “انتهاكات” من دون المساس بالاتفاق.

وأكّد الجيش الإسرائيلي إعادة فتح المعابر لاستقبال المساعدات، مع الإبقاء على إغلاق معبر رفح بذريعة وجود جثامين قتلى إسرائيليين لدى المقاومة. وتحدّث المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن 80 خرقًا للتهدئة منذ إعلان وقف الحرب، أسفرت عن استشهاد 97 فلسطينيًا وإصابة 230 آخرين بجراح متفاوتة، بينها 21 خرقًا يوم الأحد وحده، بما يعكس —بحسب البيان— استمرار السياسة العدوانية تجاه المدنيين.