بالصور قنبلة من طراز "مارك 84" بمنزل عائلة الحتو في غزة

قنبلة من طراز مارك 84 في منزل عائلة الحتو (10).jpg

أظهرت صور، يوم الجمعة 31 أكتوبر/تشرين الأول 2025، قنبلة غير منفجرة موجودة في منزل عائلة الحتو الفلسطينية بحي النفق بمدينة غزة. 

 

 لا تزال القنبلة من طراز مارك 84 (MK-84)، وهي قنبلة سقوط حر قادرة على تدمير مبانٍ بأكملها أو إحداث أضرار جسيمة، مغروسة في جدار منزل العائلة.

 

تُشكل هذه القنبلة التي رصدتها عدسة المصور الصحفي (عمر أشتوي) خطر انفجار دائم، مما يُعرّض أطفال العائلة وجميع سكان الحي للخطر.

 

وحسب موسوعة "ويكيبيديا" مارك 84 أو بي إل يو-117 (بالإنجليزية: Mark 84 or BLU-117) هي قنبلة أمريكية متعددة الأغراض حرة الإسقاط غير موجهة تعد جزء من سلسلة قنابل مارك 80 الأمريكية وأكثرها شيوعا، تزن القنبلة 2039 باوند (925 كلغ) منها 945 باوند (429 كلغ) وزن المادة المتفجرة وهي حشوة متفجرة شديدة الانفجار.

قنبلة من طراز مارك 84 في منزل عائلة الحتو.jpg
 

تسمى قنبلة مارك 84 بـالمطرقة بسبب الضرر الشديد الذي تلحقه إثر انفجارها. ولديها قدرة على اختراق المعدن بعمق 38 سنتيمترًا تقريبًا. كما تستطيع أن تتسبب في حفرة عمقها 11 مترًا. ويمكنها استهداف وقتل الكائنات الحية في نطاق يزيد على 300 متر من نقطة سقوطها.

 

ومع كل هذه القدرات التدميرية، تبقى مارك 84 قنبلة "غبية"، أي إنها لا تحتوي على أنظمة توجيه ذكية، بل تعتمد على السقوط الحر، فبمجرد أن تُلقى من الطائرة، تتبع مسارا قوسيا بفعل الجاذبية، مما يجعلها أقل دقة، خاصة عندما تُلقى من ارتفاعات شاهقة.

 

من مفارقات هذه القنبلة أيضا أن بساطة تصميمها وقلة تكلفتها مقارنة بالذخائر الذكية الموجهة تجعلها خيارا مفضلا للدول التي تسعى لتقليل نفقات الحرب، حتى لو كان الثمن حياة المدنيين.

قنبلة من طراز مارك 84 في منزل عائلة الحتو 4.jpg
 

والواقع أن أحد التقارير الاستخباراتية الأميركية كشف أن نصف القنابل التي أسقطتها إسرائيل فوق غزة كانت من هذا النوع غير الموجَّه، رغم الكثافة السكانية الهائلة في القطاع، في مؤشر على نية متعمَّدة للإضرار بالمدنيين.

 

تتكون مارك 84 من هيكل فولاذي انسيابي، يخبئ في داخله نحو 429 كيلوغراما من مادة "تريتونال" الشديدة الانفجار، وهي مزيج من ثلاثي نترو التولوين "تي إن تي" (TNT) ومسحوق الألمنيوم، يضاعف قدرة القنبلة على توليد الحرارة والانفجار. تتفجر هذه القنبلة عند ارتطامها بالهدف، أو بعده بلحظات، لتخترق الخرسانة أو طبقات الأرض، قبل أن تُطلق جحيمها.

 

لكن استخدامها في غزة، وهي منطقة مكتظة بالبشر، لا يتماشى مع ما صُنعت له، إذ صُمِّمت هذه القنابل بالأساس لتُستخدم في ساحات قتال مفتوحة، ضد أهداف عسكرية كبيرة، وليس فوق أحياء سكنية أو بالقرب من المستشفيات.

 

 نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2025، أفصح موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلا عن ثلاثة من كبار المسؤولين الإسرائيليين، عن قرار اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقضي برفع الحظر الذي كانت قد فرضته إدارة سلفه جو بايدن على إمدادات القنابل الثقيلة التي تزن ألفَيْ رطل المخصصة لإسرائيل.

قنبلة من طراز مارك 84 في منزل عائلة الحتو 3.jpg
 

ووفق ما نُقل، فإن ما يقارب 1800 قنبلة من طراز مارك 84، كانت ترقد في مستودعات عسكرية أميركية، قد تقرّر تحميلها على متن سفينة نقل عسكرية، في رحلة موجَّهة إلى السواحل الإسرائيلية.

 

وبحلول منتصف فبراير/شباط الماضي، لم يبقَ الأمر سريا، إذ أعلنت وزارة الجيش الإسرائيلية استلام الشحنة بالفعل، في وقت خرج فيه وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس ليُعلن أن هذه القنابل تُمثِّل "إضافة إستراتيجية مهمة".

 

ليست هذه الواقعة إلا حلقة من سلسلة طويلة تتكرر، فبين عامي 2023 و2025، وفي ظل الهجمات الجوية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، كان السلاح الأميركي حاضرا بوضوح في خلفية المشهد، وكانت قنابل مارك 84 تتصدر هذا المشهد، حتى غدت الأكثر استخداما.

 

لقد بلغ اتساع نطاق استخدامها حدًّا لم يعد يمكن تجاهله، وأضحى شاهدا دامغا على الخروقات الإسرائيلية المتكررة للقانون الإنساني الدولي عبر استهداف المدنيين والبنية التحتية.

قنبلة من طراز مارك 84 في منزل عائلة الحتو 2.jpg
 

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، أُعلنت نتائج دراسة دقيقة غاصت في تفاصيل تلك الهجمات، لتكشف أنه ما بين 7 أكتوبر/تشرين الأول و17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أسقط طيران الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 600 قنبلة من طراز مارك 84، على مناطق مأهولة وشديدة الحساسية، بما في ذلك المستشفيات. ليست هذه مجرد أرقام، بل هي مشاهد متكررة لأبنية منهارة، وأرواح أُزهقت تحت الركام.

 

وقد خلص الباحثون إلى أن إسرائيل تبنَّت نمطا ممنهجا في إسقاط هذه القنابل العملاقة قرب المستشفيات، في مسافات مدروسة تكفي لإلحاق أضرار جسيمة ووفيات مقصودة، وأوضحوا أن هذا النوع من التدمير لا يُخلِّف فقط آثارا فورية على النظام الصحي، بل يمتد أثره طويلا على كل مفصل من مفاصل الحياة في غزة.

قنبلة من طراز مارك 84 في منزل عائلة الحتو 1.jpg


قنبلة من طراز مارك 84 في منزل عائلة الحتو (9).jpg
 

قنبلة من طراز مارك 84 في منزل عائلة الحتو (8).jpg

قنبلة من طراز مارك 84 في منزل عائلة الحتو (6).jpg

 

قنبلة من طراز مارك 84 في منزل عائلة الحتو (3).jpg

قنبلة من طراز مارك 84 في منزل عائلة الحتو (2).jpg


 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة