أعلن المرشحالديمقراطي زهران ممداني (34 عامًا) فوزه بمنصب عمدة نيويورك، في محطة انتخابية وُصفت بأنها تحوّل لافت داخل الحزب الديمقراطي، إذ انتقل ممداني من نائب محلي غير معروف نسبيًا إلى أحد أبرز الوجوه الديمقراطية على الساحة الوطنية. وأكد في تصريحات متتالية أنه سيؤدي اليمين مطلع يناير/كانون الثاني المقبل، متعهدًا بالعمل على «تحسين أوضاع مدينة نيويورك عمّا كانت عليه»، وبـ«محاربة معاداة السامية وكراهية المسلمين» داخل المدينة.
جاء فوز ممداني بعد تغلّبه على الحاكم الديمقراطي السابق آندرو كومو (67 عامًا)، الذي خاض السباق بصفة مستقلة إثر خسارته الترشيح في الانتخابات التمهيدية أمام ممداني. وعكست المواجهة تنافسًا بين الأجيال والتيارات داخل الحزب الديمقراطي، بينما حاول الحزب إعادة رسم صورته بعد مرحلة سياسية مضطربة.
وفي سياق التجاذبات الوطنية المحيطة بالسباق، اعتُبرت النتيجة ضربة للرئيس الأميركي، بعدما أعلن دونالد ترامب عداءه العلني لممداني وحشد ضده صراحة، إلى حد دعوة أنصاره للتصويت لصالح كومو في محاولة لقطع الطريق على المرشح التقدمي. ورأى مراقبون أن التصعيد الخطابي زاد من رمزية المعركة وأكسبها بعدًا أوسع من حدود المدينة.
على الضفة المقابلة من نهر هدسون، حققت الديمقراطية ميكي شيريل فوزًا بمنصب حاكم ولاية نيوجيرسي، متغلّبة على الجمهوري جاك سياتاريلي بحسب النتائج الأولية التي أوردتها وسائل الإعلام الأميركية. وشكرت شيريل الناخبين في رسالة مقتضبة على منصة «إكس»، ووصفت فوزها بأنه «شرف العمر»، متعهدة بالقيادة «بشجاعة». وركّزت حملتها على قضايا العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية ودعم النقابات العمالية، وحازت دعم أكبر اتحاد لموظفي الحكومة الفيدرالية، ما عزز حضورها لدى الناخبين المهتمين بحقوق العمال.
وفي فرجينيا، فازت الديمقراطية المعتدلة أبيجيل سبانبرجر بسهولة بمنصب حاكم الولاية، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب هناك، بعد أن هزمت نائبة الحاكم الجمهورية وينسوم إيرل سيرز. وتأتي سبانبرجر بخلفية تجمع بين خبرتها في الكونغرس وخدمة سابقة في وكالة الاستخبارات المركزية، وقدّمت نفسها ببراغماتية تركّز على الملفات المعيشية.
وتُعد هذه السباقات الثلاثة منصة اختبار للحزب الديمقراطي قبل عام من انتخابات التجديد النصفي المقررة في 2026، حين تُطرح السيطرة على الكونغرس على المحك. فمنذ فوز الرئيس دونالد ترامب العام الماضي، وجد الديمقراطيون أنفسهم خارج السلطة في واشنطن ويبحثون عن مسار فعّال للخروج من المأزق السياسي. وخلال هذه الجولة، التقت الحملات الثلاث على أولوية الملفات الاقتصادية، خاصة كلفة المعيشة والقدرة على تحمّل الأعباء، وإن اختلفت المقاربات: فشيريل وسبانبرجر تمثّلان الجناح المعتدل، فيما خاض ممداني سباقه بصفته تقدميًا وصوتًا لجيل سياسي جديد.
وبينما يستعد ممداني لأداء القسم مطلع العام المقبل، تتجه الأنظار إلى فريقه وبرنامجه التنفيذي لكيفية ترجمة وعود «تحسين أوضاع المدينة» ومكافحة كل أشكال الكراهية إلى سياسات ملموسة، في وقت يعكس فيه صعوده وسلسلة الانتصارات الديمقراطية الراهنة مزاجًا انتخابيًا متحوّلًا، قد يمتد أثره إلى المشهد الأميركي الأوسع خلال العامين المقبلين.
