تصعيد في الضفة الغربية: استشهاد الطفل أيسم معلا وإحراق منشآت قرب بيت ليد واقتحامات في بيت فوريك

اعتداءات مستوطنين.png

– استُشهد الطفل أيسم معلا، مساء الثلاثاء، متأثرًا بإصاباته التي تعرّض لها قبل أسابيع في نابلس. وذكرت مصادر محلية أنّ الطفل، وهو من سكان بلدة بيتا، كان يتلقى العلاج في أحد مستشفيات المدينة إثر تدهور حالته بعد استنشاق الغاز المسيل للدموع خلال قمع قوات الاحتلال قاطفي الزيتون في محيط جبل قماص.

في السياق نفسه، شنّت مجموعات من المستوطنين هجومًا واسعًا على منشآت صناعية وزراعية قرب بلدة بيت ليد شرق طولكرم، خاصة في المنطقة الصناعية «اللدائن»، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة وإصابة عدد من المواطنين. وأفادت مصادر محلية بأنّ المستوطنين أضرموا النيران في مركبات فلسطينية داخل المنطقة الصناعية، من بينها شاحنات تابعة لمصنع «الجنيدي» للألبان؛ وتباينت الروايات بين إحراق أربع شاحنات وفق إفادات أولى، وبين احتراق شاحنة واحدة ومركبتين في روايات أخرى، فيما أظهر مقطع فيديو ارتفاع ألسنة اللهب ومحاولات لإخمادها.

وامتد الهجوم ليطاول مساحات زراعية وغرفًا من الصفيح وخيامًا لتجمّع بدوي يضم بين عائلتين وخمس عائلات، وترافق مع رشق بالحجارة أسفر عن أضرار مادية جسيمة وإصابة مواطنين على الأقل بجروح في الرأس.

وذكرت المصادر أنّ قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الموقع وقدّمت الحماية للمستوطنين، ولاحقت المواطنين الذين حاولوا التصدي للهجوم، بينما هرعت طواقم الدفاع المدني والإسعاف لإطفاء النيران وإسعاف المصابين وسط توتّر متواصل في المنطقة. ويأتي الاعتداء ضمن تصاعد هجمات المستوطنين في محافظة طولكرم خلال الأشهر الأخيرة تحت حماية الجيش.

إلى ذلك، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة بيت فوريك شرق نابلس، وانتشرت في أحيائها بعد إغلاق الحاجز العسكري على مدخل البلدة. وأشارت مصادر محلية إلى دخول نحو ثماني آليات عسكرية بالتزامن مع أنباء عن إطلاق نار استهدف مستوطنة «ألون موريه» شرق المدينة.

وفي الخليل، أصيبت مواطنة برضوض وكدمات عقب احتجازها والاعتداء عليها عند مدخل مخيّم الفوّار. وقالت مصادر محلية إنّ قوات الاحتلال المتمركزة على المدخل احتجزت الشابة آية سعيد محمد جابر من مدينة الخليل وحقّقت معها ميدانيًا قبل أن تُفرج عنها، حيث نُقلت لاحقًا إلى مستشفى دورا الحكومي لتلقّي العلاج.

وتُعدّ شركة الجنيدي للألبان—التي طالتها الأضرار في المنطقة الصناعية—من أكبر الشركات الفلسطينية في قطاع صناعة الألبان منذ تأسيسها عام 1982، وتوفّر فرص عمل لآلاف العمّال في المحافظات، وتشكل رافعة أساسية للاقتصاد الوطني. وتشير معطيات ميدانية إلى أنّ العام الجاري شهد آلاف الاعتداءات التي نفّذتها قوات الاحتلال والمستوطنون على المواطنين والمنشآت في الضفة بما فيها القدس، مع وتيرة متفاقمة خلال الأشهر الأخيرة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله