الضفة الغربية: موجة اعتقالات واسعة وهجمات مستوطنين… إحراق مسجد شمال غرب سلفيت وإصابات بالرصاص في جنين ورام الله وبيت لحم

جانب من الاعتداء على المسجد.jpg

شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، حملة اعتقالات ومداهمات متزامنة طالت عشرات الفلسطينيين في محافظات عدة، ترافقت مع اعتداءات منظّمة للمستوطنين شملت إحراق مسجد واعتداءات مسلحة ورشق مركبات بالحجارة، ما أسفر عن إصابات وأضرار واسعة. وفيما تركزت أكبر حملة اعتقال في مدينة دورا جنوب الخليل، شهدت سلفيت جريمة إحراق جزئي لمسجد وكتابة شعارات عنصرية على جدرانه، بينما سُجّلت إصابات بالرصاص الحي في قباطية جنوب جنين، وإصابة شاب برصاص مستوطنين جنوب سنجل شمال رام الله، وإصابة سيدة برضوض جارحة شرق بيت لحم. وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد منحنى اعتداءات المستوطنين، الذي بلغ في تشرين الأول/أكتوبر الماضي أعلى معدلاته منذ قرابة عقدين.

فّذت قوات الاحتلال سلسلة اقتحامات فجرًا شملت تفتيش منازل وتخريب محتويات واحتجازًا ميدانيًا لسكّان، وتركّزت الاعتقالات في دورا والقرى المحيطة بها جنوب الخليل، حيث طالت الحملة 20 مواطنًا هم: شامخ عبد الرحيم النمورة، حمزة نادر أبو هليل، مؤمن ماهر المسالمة، تامر منير الشرحة، ضياء نبيل نعمان الدرابيع، أيمن علي طبيش، عمر حنتش، محمود التلاحمة، محمد حناتشة، محمد سرحان تلاحم، أيوب عايد تلاحمة، حمزة مازن تلاحمة، كايد عمايرة، أحمد سالم حريبات، قصي أبو عرقوب، أمين محمد عمايرة، محمد ياسر عواودة، علي عبد المجيد دودين، علي طالب الحروب، وعبد الله العمايرة.

وفي رام الله والبيرة، أفاد نادي الأسير باعتقال الفتى عبادة وائل تميمي من قرية دير نظام بعد اقتحام منزل عائلته، واعتقال الشاب إبراهيم التري على يد قوة خاصة في حي أم الشرايط بمدينة البيرة. وفي نابلس، اعتُقل الشبان محمد صلاح من قريوت وبدر ربحي حمايل ويوسف بسام معالي من بيتا.

وفي طولكرم شمالًا، داهمت قوات الاحتلال بلدات دير الغصون وعنبتا وبلعا واعتقلت أحمد أبو سعود ويحيى أبو عيشة وهادي بدران، فيما امتدت الاقتحامات إلى طوباس وبلدة عقّابا شمالها، بالإضافة إلى بيت أُمّر شمال الخليل.

احراق مسجد «الحاجة حميدة» وشعارات عنصرية في سلفيت

أحرق مستوطنون، فجرًا، أجزاءً من مسجد الحاجة حميدة الواقع بين بلدتي دير استيا وكفل حارس شمال غرب سلفيت، بعد سكب مواد قابلة للاشتعال عند المدخل، ودوّنوا على الجدران شعارات عنصرية معادية للعرب والمسلمين. وأفاد ناشطون محليون أنّ تدخّل الأهالي السريع حال دون انتشار النيران في أرجاء المسجد.

وأدانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الجريمة ووصفتها بأنها «اعتداء صارخ على المقدسات» وتصعيد خطير يعكس «همجية التحريض العنصري»، معتبرةً أن تكرار الاعتداءات من حرق وإغلاق ومنع أذان يضرب حرية العبادة ويخالف القوانين والمواثيق الدولية. وطالبت الأوقاف منظمة التعاون الإسلامي والدول العربية والإسلامية بالتحرّك العاجل، ودعت المجالس المحلية والمواطنين إلى اليقظة واتخاذ إجراءات الحماية للمقدسات.

إصابات بالرصاص وانتشار قناصة في قباطية – جنين

اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية جنوب جنين بعدة آليات، وأطلقت الرصاص الحي في شارع المقاهي؛ ما أسفر عن إصابة شاب (20 عامًا) في القدم وطفل (17 عامًا) في اليد، وقدّمت طواقم الهلال الأحمر الإسعافات الأولية للمصابين قبل نقلهما إلى المستشفى. وأفادت مصادر محلية بانتشار قناصة في محيط دوّار البلدية وشارع المقاهي بالتزامن مع الاقتحام.

إطلاق نار من مستوطنين وإصابة شاب جنوب سنجل – رام الله

أُصيب شاب فلسطيني في قدمه برصاص مستوطنين خلال هجوم مسلّح استهدف خربة التل جنوب سنجل شمال رام الله، وفق ما أكدته فِرق محلية؛ إذ استهدفت النيران مجموعة من الشبان، وطالت الاعتداءات لجنة الحراسة الشعبية التي تتولّى حماية البلدة في ظل تصاعد هجمات المستوطنين بدعم وإسناد من جيش الاحتلال.

امرأة مصابة جرّاء رشق مركبات بالحجارة في بيت لحم

في بيت لحم، أُصيبت سيدة خمسينية برضوض وكدمات في الصدر بعد أن هاجم مستوطنون مركبات المواطنين بالحجارة في قرية الرشايدة شرق المحافظة، ما أدى إلى تهشيم زجاج مركبتها ونقلها لتلقّي العلاج.

سياق أوسع: ذروة اعتداءات للمستوطنين في تشرين الأول/أكتوبر

بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، سجّل تشرين الأول/أكتوبر الماضي 766 اعتداءً نفّذها المستوطنون في الضفة الغربية، من بينها 195 في رام الله والبيرة، و179 في نابلس، و126 في الخليل—وهي الوتيرة الأعلى منذ نحو 20 عامًا. وتعكس الأرقام تحوّل الاعتداءات إلى نهج منظّم ومتكرّر يستهدف البشر والحجر والمقدسات، ويترافق غالبًا مع حماية عسكرية مباشرة أو غير مباشرة.

تشكّل موجة الاعتقالات المتزامنة، وإحراق المسجد، والاعتداءات المسلحة ورشق المركبات، تصعيدًا مركّبًا يجمع بين القبضة الأمنية والعنف الاستيطاني؛ ما يرفع منسوب التوتّر الميداني ويثقل المشهد الإنساني والحقوقي في الضفة. وفي ظلّ اتساع رقعة المداهمات وارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين، تتعالى الدعوات المحلية والدينية والدولية إلى تحمّل المسؤولية القانونية وتوفير حماية فعّالة للمدنيين والمقدسات، ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي تُغذّي الدائرة الجارية من العنف.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله