تفقد وفد من الأمم المتحدة يوم السبت 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 حوض تجميع مياه الصرف الصحي في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة (بركة الشيخ رضوان)، عقب تحذيرات من احتمال حدوث فيضانات شتوية نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية وشبكات الصرف الصحي.
وهناك مخاوف متزايدة من فيضان بركة الشيخ رضوان لتجميع مياه الصرف الصحي شمال مدينة غزة خلال الشتاء، بعد تدمير المضخات وخطوط التصريف، وانهيار جزء من السور المحيط بها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقد أدّى اختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي إلى ارتفاع خطِر في منسوب المياه، ما يهدد الأحياء المحيطة ومساكن النازحين القريبة.
وغمرت مياه الأمطار التي هطلت بغزارة، يوم أمس الجمعة ويوم السبت، آلاف خيام النازحين في قطاع غزة وبللت ملابسهم وأغطيتهم، ما فاقم معاناتهم المتواصلة منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأدى العدوان إلى تدمير 92% من المباني السكنية في القطاع، كليا أو جزئيا، ما دفع غالبية المواطنين إلى النزوح في خيام لا تقيهم من حر الصيف أو برد الشتاء، أو السكن في منازلهم المتصدعة، رغم خطر انهيارها بفعل السيول والأمطار.
وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، عن خشيته من أن "آلاف العائلات النازحة أصبحت الآن معرضة بالكامل لظروف الطقس القاسية، مما يزيد من المخاوف المتعلقة بالصحة والحماية".
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الشركاء العاملين على توفير الدعم في مجال المأوى نشروا فرق استجابة سريعة، ويبذلون منذ أسابيع قصارى جهدهم للتخفيف من تأثير الأمطار المتوقعة على السكان في جميع أنحاء غزة.
وأفاد المكتب بأنه تم يوم الخميس الماضي فقط توزيع حوالي 1,000 خيمة على عائلات في دير البلح وخان يونس، وأنه بين الأحد والأربعاء، قدم الشركاء حوالي 7,000 بطانية لأكثر من 1,800 أسرة، ونحو 15,000 قطعة قماش مشمع لأكثر من 3,700 أسرة، وملابس شتوية لأكثر من 500 أسرة.
في الوقت نفسه، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن شركاء الأمم المتحدة المسؤولين عن المياه والصرف الصحي أفادوا بإحراز تقدم مؤخرا في إصلاح محطات ضخ مياه الصرف الصحي، مما يقلل من خطر فيضان مياه الصرف الصحي إلى المناطق التي يأوي إليها الناس، ومن مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه.
وأكد الشركاء العاملون في مجال المأوى أن الوقاية من الفيضانات بشكل صحيح تتطلب معدات غير متوفرة في غزة، بما في ذلك أدوات تصريف المياه بعيدا عن الخيام وإزالة النفايات الصلبة والركام.
وقال مكتب أوتشا إنه منذ بدء وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 23 طلبا من تسعة من الشركاء لإدخال ما يقرب من 4,000 منصة نقالة من الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الخيام، وأدوات العزل والتأطير، والفراش، وأدوات المطبخ، والبطانيات.
مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أوضح كذلك أن الظروف المعيشية المزرية تزيد من تعرض الناس لخطر الذخائر المتفجرة، وأن الأطفال من بين الأكثر عرضة للخطر. وأصيب بعض الأشخاص أثناء جمع الحطب؛ بينما يضطر آخرون إلى نصب الخيام بالقرب من المناطق المشتبه في احتوائها على ذخائر غير منفجرة لمجرد عدم وجود خيارات أكثر أمانا لديهم.
ومنذ وقف إطلاق النار، سجل الشركاء العاملون في مجال مكافحة الألغام أكثر من 10 إصابات بسبب الذخائر المتفجرة. ويتفاقم هذا الخطر بسبب المساحة الجغرافية المحدودة للغاية في غزة، مما لا يترك مجالا كبيرا لتجنب المناطق التي قد تحتوي على ذخائر غير منفجرة. كما استجاب الشركاء لأكثر من 70 طلبا لتقييم مخاطر المتفجرات، ودعموا 32 بعثة مشتركة بين الوكالات، وقدموا دورات توعية بالمخاطر لأكثر من 49 ألف شخص في جميع أنحاء غزة.
وأكدت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (أونماس) أن بإمكانها بذل المزيد من الجهود حالما تحصل فرقها على أجهزة الكشف وقطع الغيار والمعدات اللازمة للتخلص الآمن من مخاطر المتفجرات.
الشيخ رضوان، مدينة غزة، 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2025. تصوير: عمر أشتوي





































