كشف مصدر غربي مطّلع على تفاصيل الخطة الأميركية لقطاع غزة عن آلية انتشار قوة الاستقرار الدولية، موضحا بأن الجيش الإسرائيلي سيعود إلى داخل السياج الحدودي في أقرب وقت ممكن، على أن تُسيّر قوة الاستقرار الدولية دوريات في تلك المنطقة لتوفير السلامة والأمن لسكان القطاع، ومؤكدا على أنه لا نية لتقسيم قطاع غزة إلى قسمين.
وقال المصدر الغربي لصحيفة "الأيام" الفلسطينية: "ما يحدث حالياً هو أن الجيش الإسرائيلي يسيطر على نصف قطاع غزة أو ما يقارب ذلك، الفكرة هي أن الجيش الإسرائيلي سيعود إلى إسرائيل في أقرب وقت ممكن، وأن تُسيّر قوة استقرار دولية دوريات في تلك المنطقة لتوفير السلامة والأمن لسكان غزة".
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه: "النظرية هي أنه يمكن البناء خلف الخط الأصفر حيث لا تسيطر حماس. وإذا انسحبت إسرائيل، فسيتم استبدالها بقوة دولية. وهذا أشبه بالاختبار الأول لتطبيق الخطة الأشمل، وهي أنه يمكن أن تكون هناك غزة حيث يمكنك التمتع بالأمن والأمان والوظائف والغذاء والمأوى، وحيث حماس ليست في السلطة".
وتابع: "الفكرة هي توفير مساكن مؤقتة تُقام بأمان وبأسرع وقت ممكن خلف الخط الأصفر. حالياً، يسيطر الجيش الإسرائيلي على تلك المنطقة حتى الخط الأصفر. لن يشعر الناس بالأمان عند الذهاب إلى تلك المنطقة إذا كانت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وهو أمر مفهوم تماماً".
وأردف المصدر الغربي: "لحل هذه المشكلة، نأمل أن تعود إسرائيل إلى حدودها، وأن يكون ذلك داخل إسرائيل، وأن تكون القوة التي ستتولى الأمن بشكل عام تحالفاً من القوات الدولية، بدلاً من حماس".
وأشار إلى أن قوات الاستقرار الدولية ستنتشر تدريجياً في المنطقة الخاضعة الآن لسيطرة الجيش الإسرائيلي، مشدداً على أنه "ستكون قوات الاستقرار على الأرض في غزة".
وأكد المصدر على أنه لا نية لتقسيم قطاع غزة إلى قسمين وقال: "نريد منطقة واحدة. ونعتقد أنه إذا رأى الناس ما نفعله والازدهار الذي نجلبه، فسيتخلون تماماً عن حماس. وعندها، ستكونون قادرين على حكم أنفسكم وتشكيل حكومتكم الخاصة، بالطريقة التي تريدونها دون حماس".
وأضاف: "لا نية لتقسيم غزة، ما يجري مؤقت، مؤقت جداً".
وبحسب المصدر، فإن ثمة بحثاً في عدد من المناطق التي يمكن أن يبدأ منها العمل، بما في ذلك نشر قوات الاستقرار الدولية.
وتابع: "سيتم نشر قوات الاستقرار الدولية ما بين الخط الأصفر وحدود إسرائيل، وسيقومون بدوريات في تلك المنطقة".
وأردف: "تدريجياً ستنتشر قوات الاستقرار الدولية في المنطقة، وفي نهاية الأمر ستكون هناك منطقة واحدة، وهي غزة بأكملها".
وذكر أن منطقة رفح في جنوب قطاع غزة هي المنطقة الأكثر ترجيحاً أن يبدأ منها العمل.
وقال بشأن إمكانية أن تكون البداية من رفح: "نعم، سيكون في مكان ما بتلك المنطقة، وفي الواقع هناك بعض المواقع المختلفة قيد النقاش".
ولفت إلى أنه مع بدء البناء في المنطقة التي ستنتشر فيها قوات الاستقرار الدولية، ستتم دعوة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة "حماس" حالياً للقدوم إذا أرادوا ذلك.
وأضاف: "من خلال الرسائل والعمل الفعلي، نأمل أنه إذا بُنيت فإنهم سيأتون".
وتابع: "سيتخلى الناس عن حماس، وسيفعلون ذلك في النهاية، ستكون هناك منطقة واحدة. سيرون أن هناك بديلاً حقيقياً أيضاً".
وأردف: "سنقول: يمكنكم المجيء إلى هنا إن شئتم، ونأمل أن تفعلوا، إذا أردتم الانفصال عن حماس واختيار الجزء الذي ينعم بالرخاء والسلام، ونأمل أن يعم السلام في كل مكان".
وذكر المصدر الغربي أن واحدة من أهم المشاكل قبل البدء بإعادة الإعمار هي إزالة الركام.
وقال: "هناك مشكلة الركام ووجود ذخائر غير منفجرة في الميدان، لذا، يُعامل هذا الأمر بكثير من الحرص، ولكنها مهمة ضخمة. يجب أن يحدث ذلك لأي نوع من جهود إعادة الإعمار".
وأضاف: "نريد إيجاد طرق لإعادة إعمار غزة وتوفير فرص العمل والموارد والسلع التجارية وكل ذلك. وقد أحرزنا تقدماً هائلاً. مثل مركز التنسيق المدني العسكري".
وتابع: "لسنا تحت أي أوهام بشأن الصعوبات بأي حال من الأحوال. لكننا ندرك أيضاً مدى إلحاح الوضع. وندرك أن علينا عدم الاكتفاء بالكلمات".
وقال المصدر: "يجب إظهار تقدم ملموس بأسرع وقت ممكن، بحيث يراه الناس، حتى يتمكنوا من رؤية التغيير بأمّ أعينهم، وأن الأمور لن تعود كما كانت".
وبشأن انتهاء المرحلة الأولى والانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس دونالد ترامب، فقد أشار إلى أن المرحلة الأولى تنتهي فعلياً مع إعادة الرهائن الأموات.
وقال: "من الناحية الفنية، فإن المرحلة الأولى هي حتى عودة جميع الرهائن، ولكن الجميع يدرك أن الوضع ديناميكي ومعقد للغاية".
وختم المصدر: "الأطراف المعنية تمضي قدماً في التخطيط للمرحلة الثانية، بما فيها توسيع نطاق المساعدات بأسرع ما يمكن، والتخطيط لغيرها من متطلبات السكان بما فيها المياه النظيفة والكهرباء والمساكن والبنى التحتية وغيرها".
