– تتواصل خروقات جيش الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت تتدهور فيه الأوضاع الإنسانية بشكل خطير مع دخول المنخفضات الجوية الأولى، وافتقار مئات آلاف الأسر إلى أدنى مقومات الإيواء والخدمات الأساسية.
وفي اليوم الـ39 لسريان وقف إطلاق النار، صادق مجلس الأمن الدولي على القرار الأميركي المعدَّل رقم 2803، المؤيِّد لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكوّنة من 20 بندًا لإنهاء النزاع في غزة والصادرة في 29 أيلول/سبتمبر 2025، بأغلبية 13 صوتًا وامتناع روسيا والصين عن التصويت، مع دعوة جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل للخطة والحفاظ على الهدنة.
لكن على الأرض، سجّل منذ فجر الثلاثاء 13 خرقًا جديدًا للاتفاق؛ تمثّلت في قصف مدفعي وجوي، وعمليات نسف منازل، واستهداف أحياء سكنية مكتظّة، بينها حيّ الدرج القريب من مدرسة تضم نازحين، وحيّ التفاح شرقي مدينة غزة، إضافة إلى قصف شرق المدينة بدبابة مفخخة، وضربات مدفعية شمال شرقي مخيم البريج، وإطلاق قنابل في مناطق شرق خانيونس.
وتتزامن هذه التطورات مع تدهور حاد في الأوضاع المعيشية مع هطول الأمطار الأولى، إذ وصف المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعنيّ بالحق في السكن حالة القطاع بأنها "كارثية"، مشيرًا إلى وجود مئات آلاف العائلات بلا خيام صالحة أو مرافق أساسية بعد تدمير الجزء الأكبر من البنية التحتية المدنية خلال حرب استمرت عامين.
من جانبه، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إن أكثر من 288 ألف أسرة فلسطينية تواجه "ظروفًا مناخية قاسية وغيابًا شبه تام لأبسط مقومات الحياة"، في ظل استمرار الاحتلال في "تعميق المعاناة الإنسانية وعرقلة إدخال مستلزمات الإيواء والمواد الأساسية"، محذرًا من أن ترك النازحين في العراء مع اشتداد فصل الشتاء ينذر بـ"كارثة إنسانية واسعة النطاق" ما لم يتحرك المجتمع الدولي بصورة عاجلة وفعّالة.
