حماس: الجيش الإسرائيلي يكثف عمليات نسف وتدمير المباني شرق غزة
أصيب 4 أطفال فلسطينيين بجروح يوم الجمعة 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، جراء إلقاء طائرة مسيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي قنبلة باتجاههم شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، بأن 4 أطفال وصلوا مستشفى الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، جراء إصابتهم بجروح إثر إلقاء مسيرة للاحتلال قنبلة عليهم في منطقة السلاطين ببلدة بيت لاهيا شمال القطاع
وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 312 شهيدا، و760 مصابا، وجرى انتشال 572 جثمانا.
واتهمت حركة "حماس" اليوم جيش الاحتلال بتكثيف عمليات نسف وتدمير المباني السكنية شرق قطاع غزة في "خرق فاضح" لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم، في بيان صحفي، إن الجيش الإسرائيلي يكثف من عمليات نسف وتدمير للمباني السكنية خلف الخط الأصفر شرق قطاع غزة، في عملية "إبادة ممنهجة لما تبقى من مظاهر العمران في القطاع".
واعتبر قاسم أن هذه السياسة "الإجرامية تشكل خرقاً فاضحاً" لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي وهو ما يتطلب حراكاً حقيقياً من الوسطاء لوقف هذه "التجاوزات الخطيرة" لاتفاق شرم الشيخ.
وعلى مدار الأيام الماضية، نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف وتدمير للمباني السكنية في مناطق متفرقة من القطاع الساحلي الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة سواء بالغارات الجوية أو بتفجير عربات مفخخة زادت حدتها الساعات الماضية.
وعلى وقع الانفجارات الضخمة التي سمع صداها في غالبية المناطق خاصة الشرقية وما صاحبها من تصاعد ألسنة اللهب نزحت عشرات العائلات اليوم من حيي التفاح والشجاعية شرق مدينة غزة بحثت عن مكان أكثر أمنا.
وأفاد شهود عيان بأن القوات الإسرائيلية أقدمت في اليومين الماضيين على تقديم الخط الأصفر عشرات الأمتار تزامنا مع عمليات تفجير لعربات مفخخة وقصف مدفعي ما أثار حالة كبيرة من الخوف لدى السكان.
وقال أحمد أبو رائد (28 عاما) الذي يقطن مع زوجته واثنين من أطفاله في خيمة على مفترق الشجاعية شرق غزة بعد تدمير منزلهم إن "شظايا القصف والرصاص وصل إلى خيامنا ولم نعد في منطقة أمنة".
وأضاف أبو رائد في حديث لوكالة أنباء "شينخوا"، "عشنا خلال اليومين الماضيين لحظات مخيفة بفعل القصف المتواصل، وعمليات نسف المنازل في المناطق التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي".
وتابع الشاب الذي يفكر بمغادرة المنطقة رغم بعدها عن تواجد قوات الجيش والمنطقة الحمراء أن "الشظايا والرصاص اخترقت الخيمة التي نسكنها وكادت تسبب بمقتل أحد أطفالي".
ولم يصدر أي تعليق فوري رسمي من قبل الجيش الإسرائيلي على ذلك، إلا أن الإذاعة العبرية العامة ذكرت أن الجيش حذر سكان غلاف قطاع غزة بأن أصوات انفجارات ضخمة ستسمع خلال الساعات القادمة نتيجة عمليات في قطاع غزة.
ويوم أمس الخميس، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الجيش الإسرائيلي "قام باعتداء جديد وخرق فاضح لقرار وقف إطلاق النار بالتوغل في المنطقة الشرقية من مدينة غزة وتغيير أماكن تموضع العلامات الصفراء بتوسيع المنطقة التي يسيطر عليها بمسافة 400 متر في شوارع الشعف والنزاز وبغداد".
وأشار إلى أن الخطوة أدت "لحصار عشرات العائلات التي تقطن في هذه المناطق ولم تستطع الخروج بعدما فوجئت بتوغل الدبابات، ولم يتسن معرفة مصير العديد من هذه العائلات في ظل القصف الذي استهدف المنطقة".
وطالب الوسطاء والضامنين للاتفاق "بالقيام بواجبهم في هذا الجانب والتحرك الجاد لوقف هذه الجرائم ولجم تغول الاحتلال وإلزامه باتفاق وقف إطلاق النار بما يضمن حماية شعبنا ويضع حداً للاعتداءات المتواصلة".
في المقابل، قال جيش الاحتلال في بيان، إن قوات لواء كفير تعمل في منطقة الخط الأصفر وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار وبتوجيهات المستوى السياسي، ضمن مهمة دفاعية تهدف إلى حماية القوات وتطهير المنطقة.
وفي إطار النشاط، تعمل القوات على رصد وتدمير بنى تحتية تستخدمها المنظمات الفلسطينية للعمل ضد قوات الجيش وضد دولة إسرائيل، وفق البيان.
ويُعرف "الخط الأصفر" بأنه خط انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، ويمتد داخل أراضي القطاع لمسافة تتراوح بين 1.5 و6.5 كيلو متر من الحدود الشرقية.
ويُقدّر أنه يحيط حاليا بنحو 47 بالمائة من مساحة القطاع بحسب خرائط نشرها الجيش الإسرائيلي، ويفصل الخط الأصفر بين المناطق التي تخضع لسيطرة إسرائيل شرق قطاع غزة، والمناطق التي يُسمح للفلسطينيين بالعيش والتحرك فيها غربا.
ويرى محللون ومراقبون فلسطينيون أن إنشاء الخط الأصفر يأتي ضمن خطوات إسرائيلية تهدف إلى فرض واقع أمني جديد في قطاع غزة.
