أكد الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، أن أمن واستقرار دول الخليج كل لا يتجزأ، وأي مساس بسيادة دولة عضو يعد تهديداً مباشراً للأمن الجماعي. مشدداً على رفض استخدام القوة أو التهديد بها.
وتلا الأمين العام البيان الختامي للقمة الخليجية التي انعقدت في البحرين اليوم، والذي دعا إلى الالتزام الكامل ببنود اتفاق إنهاء الحرب في غزة ودعم تعزيز جهود إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
وجاء في نص البيان، أنه "انطلاقاً من عمق الروابط الأخوية التاريخية التي تجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشعوبها، والنابعة من وحدة الدين والدم واللغة والمصير المشترك، والأهداف السامية التي قام عليها المجلس منذ تأسيسه عام 1981، يؤكد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المجتمعون في الدورة الـ46 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في الصخير بمملكة البحرين، تمسكهم بتعزيز الروابط الراسخة والتكامل بين الدول الأعضاء، إيماناً بالأهداف السامية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، واستمراراً لنهج الآباء القادة المؤسسين، وتجسيداً لتطلعات شعوب المجلس نحو مزيد من الاستقرار والأمن والتقدم والازدهار".
مسيرة التكامل
وأكد القادة عزمهم على مواصلة مسيرة التنسيق والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وصولًا إلى وحدتها المنشودة، بما يحقق المصالح الأخوية المشتركة، ويسهم في إرساء دعائم الأمن والسلام والازدهار في المنطقة والعالم.
وأبدى القادة ارتياحهم لما تحقق خلال مسيرة العمل الخليجي المشترك من منجزات تكاملية في ظل منظومة دفاعية وأمنية متماسكة، ومواقف دبلوماسية حكيمة ومتزنة، ومشروعات تنموية واقتصادية مستدامة، عكست ما يتمتع به المجلس من تماسك سياسي وتوافق في الرؤى والأهداف والمواقف تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية. كما أكدوا على أهمية مواصلة الجهود بوتيرة أسرع لتحقيق مزيد من المكتسبات لدول مجلس التعاون وشعوبها.
وأكد البيان الختامي على احترام سيادة دول مجلس التعاون وسائر دول المنطقة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض استخدام القوة أو التهديد بها، مؤكدين أن أمن واستقرار دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ، وأن أي مساس بسيادة أي دولة عضو يُعد تهديداً مباشراً لأمنها الجماعي.
وحرصاً على ترسيخ سلام عادل وشامل ودائم في منطقة الشرق الأوسط، وعملاً على تسوية النزاعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية، أكد القادة ترحيبهم بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام، ودعمهم للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى ضمان الالتزام الكامل ببنود اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، وتعزيز الجهود والمساعي المؤدية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لحل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة كافة في العيش بأمن وسلام.
هذا التوقيت الحساس
بدأت قمة مجلس التعاون الخليجي بعد توافد قادة دول إلى المنامة للمشاركة في القمة الـ46، في حدث سياسي بارز يأتي في مرحلة إقليمية معقدة تتشابك فيها التطورات الميدانية والدبلوماسية من غزة إلى اليمن والسودان، وصولاً إلى التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة. وعكس وصول القادة وكبار المسؤولين إلى البحرين أهمية القمة في هذا التوقيت الحساس.
وتأتي القمة بينما تتزايد الضغوط الإقليمية، بما في ذلك استمرار الحرب في غزة وتداعياتها على الأمن الإقليمي، إضافة إلى الأوضاع غير المستقرة في اليمن والسودان، وتنامي الحاجة إلى تنسيق خليجي أكثر عمقاً في الملفات الدفاعية والسياسية والاقتصادية.
وبحث وزراء خارجية دول المجلس، في اجتماعهم التحضيري الأحد الماضي، سلسلة من التطورات الإقليمية والدولية بهدف بلورة موقف خليجي موحد يعزز استقرار المنطقة ويقوي علاقات المجلس مع القوى العالمية.
وشاركت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني في القمة الخليجية الـ46 كضيف شرف، في خطوة تعكس رغبة مجلس التعاون في توسيع شراكاته مع أوروبا. وتركزت مشاركة ميلوني على بحث مسارات التعاون في الأمن البحري والطاقة والاستثمار، وتعزيز التنسيق السياسي بين دول الخليج وروما في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة.
