استشهد ستّة فلسطينيين على الأقل، بينهم طفلان، وأصيب عشرات آخرون، جرّاء قصف إسرائيلي استهدف، مساء الأربعاء، خيام نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبيّ قطاع غزة، في وقت أعلنت فيه كتائب القسام وسرايا القدس تسليم جثة أسير إسرائيلي للجيش، بالتزامن مع اشتباكات مسلّحة شرقي رفح أسفرت عن إصابة عدد من جنود الاحتلال.
متابعة | الطواقم الطبية في مستشفى الكويت التخصصي الميداني تنتشل 5 شه،،،داء بينهم طفلان وتقدّم العلاج لـ32 إصابة جرّاء قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين بمواصي خان يونس. pic.twitter.com/Z7TAG9Qq6j
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) December 3, 2025
وأفاد مراسلون ميدانيون بأن طائرات حربية إسرائيلية قصفت خيامًا تؤوي نازحين في مخيم "النجاة" بمنطقة المواصي غرب خان يونس، ما أدى في الحصيلة الأولية إلى استشهاد شخص واحد وعدة إصابات، قبل أن ترتفع الحصيلة لاحقًا.
وقال المستشفى الكويتي التخصصي الميداني في خان يونس إن طواقم الإسعاف انتشلت خمس جثامين، بينهم طفلان، وقدّمت العلاج لـ32 مصابًا، جرّاء استهداف خيام النازحين في المخيم ذاته، قبل أن تؤكد مصادر طبية وأمنية لاحقًا ارتفاع عدد الشهداء إلى ستة.
وذكرت مصادر محلية أن القصف طال خيمتين متجاورتين على الأقل في مخيم يأوي نازحين في مواصي خان يونس، ما تسبب في سقوط شهداء وإصابات في صفوف المدنيين، غالبيتهم من العائلات التي فرت سابقًا من مناطق أخرى في القطاع.
في الأثناء، أفادت تقارير عن إطلاق نار من طائرات مسيّرة إسرائيلية من نوع "كوادكوبتر" في محيط مفترق الشجاعية شرقي مدينة غزة، وسط توتر أمني متصاعد في أكثر من محور.
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "هدف الاغتيال" في القصف على غزة هو قيادي بارز في كتائب القسام ضمن لواء رفح، فيما أعلن الجيش لاحقًا اغتيال عنصر من حركة حماس "ردًّا" على ما وصفه بـ"انتهاك وقف إطلاق النار".
حركة حماس وصفت ما جرى في مواصي خان يونس بأنه "جريمة حرب موصوفة، واستهتار باتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة مكشوفة للتنصل من استحقاقاته"، وحمّلت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد. ودعت الحركة الوسطاء والدول الضامنة إلى "لجم الاحتلال عن الاستمرار في جرائمه، وعدم السماح لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالتهرب من موجبات الاتفاق، وفي مقدمتها وقف عمليات القصف ضد المدنيين والمناطق السكنية وخيام النازحين"، وفق نص بيانها.
في السياق نفسه، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو عقد اجتماعًا مع القيادة الأمنية مساء الأربعاء لبحث "الردّ الإسرائيلي" على حادث الاشتباك شرقي رفح، ونقلت عن رئيس أركان الجيش قوله إن "هذا الحادث لا يمكن التغاضي عنه".
وكانت اشتباكات مسلّحة قد اندلعت في وقت سابق بين قوات الاحتلال وعناصر من المقاومة شرقي رفح جنوبيّ القطاع، أسفرت – وفق الرواية الإسرائيلية – عن إصابة خمسة جنود من جيش الاحتلال، إثر استهداف ناقلة جنود مدرّعة بقذيفة RPG.
وفي تطور موازٍ، أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس، مساء الأربعاء، أنهما سلّمتا جثة أسير إسرائيلي عُثر عليها شمالي قطاع غزة، فيما أكد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية والجيش، في بيان مشترك مع جهاز "الشاباك"، أن إسرائيل تسلّمت رسميًّا جثة الأسير ونقلتها للفحص الشرعي.
وتأتي هذه التطورات الميدانية الدامية في ظل استمرار خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار الساري في غزة منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وسط تحذيرات فلسطينية من تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في القطاع، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني في ظروف توصف بأنها كارثية.
