قناة: إسرائيل نقلت رسائل حازمة إلى الوسطاء قبيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة

يُعاني الفلسطينيون من الفيضانات التي أعقبت هطول أمطار غزيرة على دير البلح وسط قطاع غزة، في 12 ديسمبر/كانون الأول 2025

ذكرت قناة i24 الإسرائيلية، يوم الجمعة  12 ديسمبر/كانون الأول 2025، بأن إسرائيل نقلت رسائل حازمة إلى الوسطاء في الأيام الأخيرة قبيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة.

وقالت القناة إن إسرائيل أبلغت  الوسطاء في الأيام الأخيرة بأنها تتوقع منهم تحركا مكثفا لتركيز الجهود من أجل إعادة جثة الأسير الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة الشرطي ران غويلي.

وقال مسؤولون إسرائيليون عقب محادثات مع نظرائهم الأميركيين " إن الإدارة الأميركية تعمل على المرحلة الثانية، وتسعى إلى أن تبدأ القوة الدولية نشاطها اعتبارا من الشهر المقبل، وفق نموذج شبيه بما يجري في لبنان." حسب تقرير لهيئة البث الإسرائيلية "كان".

وخلال المباحثات التي عُقدت في الأيام الأخيرة، عرضت الإدارة الأميركية خطتها، التي تقضي بأن يتولى نيكولاي ملادينوف رئاسة "مجلس السلام" في غزة وأن يقود قوة الاستقرار جنرال أميركي برتبة نجمتين. ومع ذلك، ما تزال هناك تساؤلات عديدة حول الخطوة، سواء فيما يتعلق بتشكيلة القوة، أو بإمكانية مشاركة تركيا من عدمها، وكذلك بشأن ترتيب الخطوات: هل ستنسحب إسرائيل أولا إلى خط الانسحاب التالي، أم ستبدأ عملية نزع سلاح حماس.

وفي المقابل، لا يزال غير واضح كيف ستتعاطى حركة حماس مع المطلب الأميركي بنزع السلاح، الذي هو بحد ذاته غير محسوم بالكامل، هل المقصود نزع جزء من السلاح فقط، وتحديدا السلاح الهجومي، أم نقله إلى جهات أخرى.وفقا لتقرير هيئة البث الإسرائيلية.

قال مسؤولان أمريكيان لرويترز إنه قد يتم نشر قوات دولية في قطاع غزة في وقت مبكر من الشهر المقبل لتشكيل قوة إرساء الاستقرار التي أذنت بها الأمم المتحدة، لكن لم يتضح بعد سُبل نزع سلاح حركة  حماس.

وقال المسؤولان اللذان رفضا الكشف عن هويتيهما إن القوة الدولية لإرساء الاستقرار لن تقاتل حماس. وأضافا أن دولا كثيرة أبدت اهتمامها بالمساهمة، وأن مسؤولين أمريكيين يعملون حاليا على تحديد حجم القوة الدولية وتشكيلها وأماكن إقامتها وتدريبها وقواعد الاشتباك.

وذكر المسؤولان أنه يجري النظر في تعيين جنرال أمريكي يحمل نجمتين لقيادة القوة ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار.

ويعد نشر هذه القوة جزءا رئيسيا من المرحلة التالية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة. وفي إطار المرحلة الأولى، بدأ وقف إطلاق النار الهش في الحرب التي استمرت عامين في العاشر من أكتوبر تشرين الأول، وأطلقت حماس سراح الرهائن فيما أفرجت إسرائيل عن سجناء فلسطينيين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحفيين أمس الخميس “هناك الكثير من التخطيط الهادئ الذي يجري خلف الكواليس في الوقت الحالي للمرحلة الثانية من اتفاق السلام… نحن نريد ضمان سلام دائم ومستمر”.

  إندونيسيا تجهز قوات

قالت إندونيسيا إنها مستعدة لنشر ما يصل إلى 20 ألف جندي لتولي المهام المتعلقة بالصحة والبناء في غزة.

وقال ريكو سيرايت، المتحدث باسم وزارة الدفاع الإندونيسية “لا يزال الأمر في مرحلتي التخطيط والإعداد. نحن الآن بصدد إعداد الهيكل التنظيمي للقوات التي سيتم نشرها.”

ولا تزال إسرائيل تسيطر على 53 بالمئة من قطاع غزة، بينما يعيش جميع سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة تقريبا في المنطقة المتبقية التي تسيطر عليها حماس. وقال المسؤولان الأمريكيان إن الخطة، التي يتعين وضع اللمسات الأخيرة عليها من قبل ما يسمى مجلس السلام، تنص على نشر القوة الدولية في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل.

ووفقا لخطة ترامب، عندما تُرسّخ القوة الدولية سيطرتها بعد ذلك وتوطد الاستقرار، ستنسحب القوات الإسرائيلية تدريجيا “وفقا لمعايير ومراحل وأطر زمنية مرتبطة بنزع السلاح”.

وكان قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر في 17 نوفمبر تشرين الثاني فوض مجلس السلام والدول التي تتعاون معه بتشكيل القوة الدولية. وقال ترامب يوم الأربعاء إنه سيتم الإعلان عن زعماء العالم الذين سيعملون في مجلس السلام في أوائل العام المقبل.

 نزع سلاح غزة

أجاز مجلس الأمن للقوة الدولية العمل إلى جانب شرطة فلسطينية جرى تدريبها والتحقق منها في الآونة الأخيرة لتحقيق الاستقرار الأمني “من خلال ضمان عملية نزع سلاح قطاع غزة، بما في ذلك تدمير البنية التحتية العسكرية والإرهابية والهجومية ومنع إعادة بنائها، وكذلك نزع السلاح من الجماعات المسلحة غير الحكومية بشكل دائم”.

ومع ذلك، لم تضح حتى الآن طريقة تنفيذ ذلك بالضبط.

وأشار السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك والتس أمس الخميس إلى أن مجلس الأمن فوض القوة الدولية بنزع سلاح غزة بكل الوسائل الضرورية، وهو ما يعني استخدام القوة.

وقال للقناة 12 الإسرائيلية “من الواضح أن هذا سيكون موضع نقاش مع كل دولة”، مضيفا أن المناقشات حول قواعد الاشتباك جارية.

وقالت حماس إن مسألة نزع السلاح لم تتم مناقشتها معهم بشكل رسمي من قبل الوسطاء، وهم الولايات المتحدة ومصر وقطر، ولا يزال موقف الحركة يتمثل في عدم نزع سلاحها قبل إقامة دولة فلسطينية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه يوم الأحد إن المرحلة الثانية ستتجه نحو نزع الطابع العسكري ونزع السلاح.

وقال نتنياهو “هذا يثير تساؤلا الآن.. أصدقاؤنا في أمريكا يريدون محاولة إنشاء قوة عمل متعددة الجنسيات للقيام بهذه المهمة. لقد أخبرتهم بأنني أرحب بذلك. هل يوجد متطوعون هنا؟ ليتفضلوا”.

وأضاف “نعلم أن هناك أنشطة محددة تستطيع هذه القوة القيام بها… لكن بعض الأمور تتجاوز قدراتها، وربما يكون الجزء الأهم أبعد من قدراتها، لكننا سنرى ما سيحدث”.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس