أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" ، مساء السبت 13ديسمبر/كانون الأول 2025، اغتيال القيادي في "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس، رائد سعد، في غارة استهدفت مركبة على شارع الرشيد غرب مدينة غزة، واسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين.
وجاء في بيان مشترك :"هاجم الجيش الإسرائيلي والشاباك في مدينة غرة قبل قليل وقضيا على رائد سعد قائد ركن التصنيع في الجناح العسكري لحماس وأحد مهندسي هجوم السابع من أكتوبر. "
وأضاف البيان :"على مدى الأسابيع الأخيرة تم رصد محاولات متكررة تقوم بها حماس لتنفيذ عمليات مسلحة ومنها تفجير عبوات ناسفة ضد قوات الجيش بما يشكل خرقًا فاضحًا للاتفاق مثلما جرى أيضًا صباح اليوم".كما ذكر
وتابع :"في المقابل رصد الجيش الإسرائيلي محاولات تقوم بها حماس لاعادة اعمار قدراتها وإعادة التسلح حيث أشرف رائد سعد الذي قضي عليه في الغارة على هذه الجهود وتعتبر عملية القضاء عليه ضربة ملموسة لقدرات حماس التسليحية". كما جاء في البيان
وادعى البيان بأن " رائد سعد من قادة حماس الكبار القلائل الذين بقوا في قطاع غزة وشغل سلسلة مناصب رفيعة في الجناح العسكري للحركة".
وزعم البيان بأن " رائد سعد من العناصر القيادية في حماس على مدى الأشهر الأخيرة ومسؤولًا مباشرًا عن خروقات وقف إطلاق النار من قبل حماس كما وفي اطار منصبه في ركن التصنيع أشرف على مواصلة انتاج الأسلحة في قطاع غزة خلال فترة وقف النار".
الجيش الإسرائيلي و"الشاباك" يعلنان رسميا اغتيال "رائد سعد" ..ش،هداء وجرحى في غارة استهدفت مركبة غرب غزة #عاجل https://t.co/Vf4RVwRZwb pic.twitter.com/7WfnnW1ZQz
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) December 13, 2025
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي في بيان أرفقه بتسجيل فيديو يوثق اغتيال سعد "سنتحرك في كل مكان نرصد فيه محاولة تقوم بها حماس لاعادة اعمار قدراتها. لن نسمح لاعدائنا ان يعيدوا اعمار قوتهم حيث سنبقى ملتزمين باتفاق وقف النار. "
واستُشهد خمسة فلسطينيين، مساء السبت، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مركبة على شارع الرشيد غرب مدينة غزة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأفادت مصادر طبية ومحلية، بأن طيران إسرائيلي مسيّر قصف مركبة عند "مفترق النابلسي" على شارع الرشيد غرب مدينة غزة، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى، مشيرة إلى أن طواقم الإسعاف والإنقاذ هرعوا إلى المكان، ويجري العمل على إخلاء ونقل الجرحى إلى المستشفيات.
وذكرت مسعفون وأطباء، أن قصف المركبة أسفر عن استشهاد خمسة مواطنين وإصابة 25 آخرين، جرى نقلهم إلى المستشفيات.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن المستهدف هو رائد سعد، الذي تصفه بأنه المسؤول الثاني في الجناح العسكري لحماس في قطاع غزة.
وبحسب هذه التقارير، تعرض سعد لهجوم أثناء تنقله في سيارة جيب غرب مدينة غزة برفقة عدد من العناصر، حيث أُطلقت ثلاثة صواريخ على المركبة، أعقبها هجوم إضافي للتأكد من نتائج العملية.
وذكرت مصادر عبرية، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يسرائيل كاتس صادقا على العملية، من دون أن يتم إبلاغ واشنطن مسبقا بها. وقال نتنياهو وكاتس في بيان مشترك بعد العملية، إنهما أوعزا بتنفيذها "ردا على تفجير "حماس" عبوة ناسفة بقواتنا اليوم في مناطق الخط الأصفر بقطاع غزة"، واعتبرا أن "كل ما يرفع يده على إسرائيل ويؤذي الجنود، ستقطع يده في غزة وفي أي مكان".
وأوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن" سعد قبع لفترة قصيرة في السجون الإسرائيلية في العام 1990، وكان مقربا من مؤسس حركة "حماس"، الشيخ أحمد ياسين، وكذلك من قادة ذراعها العسكري محمد الضيف ومروان عيسى."
وأشارت إلى أنه "كان قائدا للواء غزة في كتائب القسام في مطلع سنوات الألفين، وفي مطلع العقد الثاني من الألفية أسس وترأس سعد القوة البحرية لحماس في غزة."
وانضم سعد إلى هيئة الأركان التابعة ل"حماس" بعد العدوان على غزة عام 2014، وأصبح جزءا من المجلس العسكري المصغر للحركة، ولاحقا أصبح رئيس قسم العمليات في "حماس" وكان مسؤولا عن الخطط العملياتية، وتولى الإشراف على خطوتين مركزيتين شكلتا أساس الجاهزية العملياتية ل"حماس" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر؛ وهما: إنشاء كتائب النخبة، وتدبير خطة "جدار أريحا" الهادفة إلى حسم المواجهة مع فرقة غزة بالجيش الإسرائيلي، بحسب إذاعة الجيش.
نتنياهو وكاتس في بيان مشترك :" أوعزنا بتصفية رائد سعد ردا على تفجير عبوة ناسفة بقواتنا اليوم في مناطق الخط الأصفر بقطاع غزة، كل ما يرفع يده على إسرائيل ويؤذي الجنود، ستقطع يده في غزة وفي أي مكان"https://t.co/Vf4RVwRZwb pic.twitter.com/Ej92pKLbpt
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) December 13, 2025
بدورها قالت حركة حماس، يوم السبت، إن قصف الجيش الإسرائيلي سيارة بمدينة غزة يندرج في إطار سعيه العمد إلى تقويض اتفاق وقف إطلاق النار، الساري منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت الحركة في بيان: "مواصلة جيش الاحتلال جرائمه في غزة، والتي كان آخرها مساء اليوم (السبت)، استهداف طيرانه الصهيوني سيارة مدنية غربي مدينة غزة، يمثل إمعانا في الخرق الإجرامي لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى توقيعه وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وأضافت: "هذه الجريمة تؤكد مجددا أن الاحتلال يسعى عمدا إلى تقويض اتفاق وقف إطلاق النار وإفشاله، عبر تصعيد خروقاته المتواصلة".
وحمّلت حماس، "حكومة الاحتلال الفاشي المسؤولية الكاملة عن تداعيات جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني، وخروقاتها الممنهجة لاتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل استهداف أبناء شعبنا وناشطيه وقياداته، ومواصلة فرض الحصار، ومنع جهود الإغاثة الإنسانية".
وطالبت "الوسطاء والدول الضامنة للاتفاق بتحمل مسؤولياتهم إزاء هذه الخروقات الفاضحة، والتحرك العاجل للجم حكومة الاحتلال الفاشي المتنكرة لالتزاماتها بموجب الاتفاق، والساعية إلى تقويضه وتدميره".
وتشير الروايات الإسرائيلية إلى أن سعد يُعد من قدامى قادة الجناح العسكري لحماس، وشغل سابقًا منصب رئيس شعبة العمليات، ويتولى حاليًا مسؤولية إنتاج السلاح وإعادة بناء القدرات العسكرية، كما تؤكد أن محاولات اغتياله فشلت عدة مرات خلال الحرب قبل تنفيذ الهجوم الأخير.
ويأتي هذا القصف في سياق خروقات متواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، إذ استُشهد في وقت سابق فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة جباليا شمال القطاع، كما شن الجيش غارات جوية وقصفًا مدفعيًا على مناطق أخرى، بالتوازي مع عمليات نسف لمبانٍ سكنية في مناطق لا يزال يحتلها.
ووفق المعطيات الصحية في غزة، أسفرت الخروقات الإسرائيلية منذ بدء سريان الاتفاق عن استشهاد مئات الفلسطينيين وإصابة أكثر من ألف آخرين، في حين خلفت الحرب دمارًا واسعًا طال معظم البنى التحتية المدنية في القطاع.
وفي وقت سابق، أعلنت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70,654 أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 171,095، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 3 شهداء بينهم شهيدان جديدان، وشهيد انتُشل جثمانه، و16 إصابة، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 386 شهيدا، و1018 مصابا، وجرى انتشال 628 جثمانا.
وأضافت أن انهيارات المباني الناتجة عن البرد القارس والمنخفض الجوي قد أسفرت عن وفاة 10 أشخاص.
فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية استهدفت سيارة على شارع الرشيد غرب مدينة غزة، 13 ديسمبر/كانون الأول 2025. صور: عمر أشتوي
وصول عدد من الجثامين إلى مستشفى الشفاء في غزة عقب غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة غرب مدينة غزة، في 13 ديسمبر/كانون الأول 2025.صور: عمر أشتوي
