أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، يوم الأحد 14ديسمبر/كانون الأول 2025 تكليف "قائد جديد" للقيام بمهام القيادي البارز رائد سعد، الذي استشهد يوم السبت في غارة إسرائيلية استهدفت مركبة كان يستقلها في مدينة غزة، فيما شيع الآلاف من أنصار الحركة في وسط مدينة غزة جثمان سعد وثلاثة آخرين قضوا معه.
وقالت الكتائب في بيان صحفي اليوم إن "قيادة القسام قد كلفت قائدا جديدا للقيام بالمهام التي كان يشغلها شيخنا رائد سعد"، دون الكشف عن هويته.
وأكد البيان "أن سعد رجل من رجالات القسام الكبار وقائد من قادة مجلسها العسكري وقائد ركن التصنيع العسكري".
وأضاف "أن سعد ارتقى مع عدد من إخوانه يوم أمس (السبت) إثر عملية اغتيال جبانة نفذها الاحتلال المجرم في خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار"، معتبرا "أن الاحتلال ... قد تجاوز كل الخطوط الحمراء".
ودعا البيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والوسطاء إلى "تحمل مسؤولية هذه التجاوزات الخطيرة بحق شعبنا ومقاومينا وقادتنا"، مؤكدا "أن حقنا في الرد على عدوان الاحتلال مكفول، ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا بشتى الوسائل".
وذكر البيان أن سعد كان من "أبرز القادة العسكريين" الذين بقوا في قطاع غزة، وتولى خلال السنوات الماضية سلسلة من المناصب الرفيعة في الجناح العسكري لحماس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (شاباك) في بيان، أمس الشبت اغتيال رائد سعد الذي وصفه بأنه قائد ركن التصنيع في الجناح العسكري لحركة حماس.
وقال خليل الحية رئيس حركة "حماس" في قطاع عزة وكبير مفاوضيها يوم الأحد إن عملية اغتيال نفذتها إسرائيل أمس السبت لأحد كبار قادة الحركة تهدد “بقاء الاتفاق (وقف إطلاق النار) صامدا” في القطاع، مطالبا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلزام إسرائيل بتنفيذ شروط الاتفاق وعدم تعريضه للانهيار.
وردد المشيعون لسعد وثلاثة آخرين قضوا معه في مدينة غزة هتاف “الشهداء أحباب الله” بينما كانوا يحملون الجثامين في نعوش ملفوفة بأعلام "حماس" الخضراء، في أحد أكبر مظاهر الحشد منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة حيز التنفيذ في غزة في أكتوبر تشرين الأول.
وأكد الحية، الذي يعيش خارج القطاع، في خطاب أذاعه التلفزيون استشهاد سعد. وهذا هو أكبر قيادي في حماس يتم اغتياله منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال "في ظل هذه الظروف واستمرار الخروقات الإسرائيلية للاتفاق وإعاقة المساعدات ومواصلة التدمير والقتل والاغتيالات والتي كان آخرها أمس باستهداف القائد المجاهد رائد سعد وإخوانه، وأمام هذا السلوك الصهيوني الذي يهدد بقاء الاتفاق صامدا".
وتابع الحية قائلا "ندعو الوسطاء وخاصة الضامن الأساسي: الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب بضرورة العمل على إلزام الاحتلال باحترام الاتفاق والالتزام بتنفيذه وعدم تعريضه للانهيار".
وصفت مصادر في الحركة سعد بأنه الرجل الثاني في قيادة الجناح العسكري لحماس بعد عز الدين الحداد. وتقول إسرائيل إن سعد كان أحد أبرز مدبري هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل والذي بدأت بعده الحرب.
ولم تعين "حماس" رئيسا منذ أن اغتالت إسرائيل يحيى السنوار عام 2024. ومنذ ذلك الحين، يقود الحركة مجلس قيادة من خمسة أعضاء، من بينهم الحية.
ومنذ وقف إطلاق النار، لا تزال القوات الإسرائيلية تسيطر على النصف الشرقي الخالي من السكان من قطاع غزة، بينما استعادت حماس سيطرتها على النصف الغربي، إذ يعيش معظم سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة وسط أنقاض ما تبقى من غزة.
ولم يتفق الطرفان المتحاربان بعد على الخطوات التالية. وتطالب إسرائيل "حماس" بنزع سلاحها وتسعى لمنعها من أي دور إداري في غزة في المستقبل. وتقول "حماس" إنها لن تتخلى عن سلاحها وتطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل.
وينص الاتفاق على تشكيل قوة استقرار دولية بتفويض من الأمم المتحدة للمساعدة في حفظ السلام. وقال الحية إن" دور هذه القوة يجب أن يقتصر على الفصل بين الطرفين على حدود غزة، خارج القطاع."
وقال مسؤولون أمريكيون لوكالة "رويترز" إن القيادة المركزية الأمريكية ستستضيف مؤتمرا في الدوحة في 16 ديسمبر كانون الأول مع الدول الشريكة لوضع خطة لمهمة "قوة الاستقرار الدولية".












