غارات على جنوب ووسط القطاع وأزمة صحية خانقة
ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 70,665 شهيدا و171,145 مصابا
تمكنت طواقم الدفاع المدني في مدينة غزة يوم الاثنين 15 ديسمبر/كانون الأول 2025 من انتشال 14 جثمانًا لشهداء من تحت أنقاض منزل عائلة سالم، الذي دمره الاحتلال خلال عدوانه على المدينة، فيما شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة غارات جوية استهدفت مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية المتمركزة شمالي المدينة، ما أدى إلى حالة من التوتر الشديد في المنطقة.
كما قصفت مدفعية الاحتلال شرق مخيم البريج وسط القطاع، فيما أطلقت آلياته العسكرية النار بكثافة باتجاه مبنى الاتصالات قرب دوار أبو حميد وسط مدينة خان يونس جنوبا، بحسب مصادر محلية.
وأوضحت طواقم الإنقاذ بأن عمليات البحث والانتشال في مدينة غزجرت في ظروف بالغة الصعوبة، وفي ظل إمكانات محدودة، ضمن الجهود الإنسانية المتواصلة لانتشال جثامين الشهداء العالقين تحت الركام، تمهيدًا لدفنهم بما يليق بكرامتهم.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، بدء عمليات البحث عن جثامين المفقودين تحت أنقاض المنازل والمباني الصغيرة، التي دمرتها إسرائيل خلال أشهر الإبادة الجماعية بمدينة غزة.
أشار الدفاع المدني في بيان صدر عنه إلى أن عمليات البحث تأتي بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كانت تتم عمليات بحث عن جثامين بشكل غير منظم ومعظمها يقوم بها مدنيون بسبب عدم توفر المعدات اللازمة لرفع الأنقاض لدى جهاز الدفاع المدني بالقطاع.
ومع هذا الإعلان تحاول طواقم الدفاع المدني انتشال الجثامين من تحت أنقاض المنازل الصغيرة بشكل منظم وبالاستعانة بمعدات وأدوات حفر بدائية.
وسبق أن زود الصليب الأحمر الدفاع المدني بحفار (باقر) واحد للقيام بأعمال مشابهة وسط قطاع غزة، في ظل النقص الكبير بالإمكانيات وحاجة الجهاز لنحو 40 آلية ثقيلة من أجل انتشال آلاف الجثامين من تحت الأنقاض، وفق ما أورده بيان الدفاع المدني.
ومنذ انتهاء حرب الإبادة بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، ترفض إسرائيل إدخال آليات ومعدات ثقيلة لرفع أطنان الركام لانتشال جثامين فلسطينيين مدفونة تحتها.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن إسرائيل ارتكبت خروقات فيما يتعلق بالبروتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار، من بينها منع إدخال مئات الآليات الثقيلة لانتشال جثامين الفلسطينيين من تحت الركام.
وأفاد بيان الدفاع المدني بأن انطلاق هذه الأعمال يأتي بمشاركة من "الهيئة العربية لإعادة إعمار غزة، ولجنة الطوارئ وإدارة الاستجابة السريعة، والأدلة الجنائية والطب الشرعي في محافظة غزة، ووزارتي الصحة والأوقاف، وذوي الشهداء المفقودين وتجمع القبائل والعشائر".
وتبدأ هذه الأعمال برفع أنقاض منزل يعود لعائلة أبو رمضان بمدينة غزة، والذي قصفته إسرائيل خلال أشهر الإبادة، وكان يحتضن بداخله نحو 60 شخصا نزحوا إليه، منهم أطفال ونساء وكبار في السن، وفق البيان.
وأكد الدفاع المدني أنه سيواصل "عمليات البحث عن جثامين الشهداء من تحت الأنقاض"، معربا عن تطلعاته لمشاركة جهات أخرى في توفير حفارات ومعدات لاستكمال المهام الإنسانية لعمليات البحث عن الجثامين المفقودة.
على الصعيد الصحي، تشهد الأمراض المعدية، لا سيما أمراض الجهازين التنفسي والهضمي، انتشارًا واسعًا بين الأطفال، ما أدى إلى تضاعف الضغط على المرافق الصحية في القطاع. وأشارت الجهات المختصة إلى أن أعداد المراجعين تفوق القدرة السريرية للمستشفيات بنحو أربعة أضعاف عدد الأسرّة المتوفرة.
وفي السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن سكان قطاع غزة بحاجة ماسة إلى تدخل عاجل، خاصة مع استمرار هطول الأمطار، لمواجهة الأوضاع الإنسانية المتدهورة والحد من تداعيات الأزمة على حياة النازحين.
وأعلنت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70,665، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 171,145 منذ بدء العدوان، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، وتعجز طواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية شهيدان و6 إصابات، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 393 شهيدًا و1068 مصابًا، إضافة إلى انتشال 632 جثمانًا.
صور لفرق الدفاع المدني، مستخدمةً آليات مصرية ثقيلة في عمليات البحث للوصول إلى جثث الفلسطينيين الذين سقطوا في هجمات إسرائيلية والمدفونين تحت الأنقاض في مدينة غزة، في 15 ديسمبر/كانون الأول 2025.




















