تراجع وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء الثلاثاء 23 ديسمبر/كانون الأول 2025، عن تصريحات أدلى بها حول بقاء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بعد ضغوط من الإدارة الأميركية .
وقال كاتس في بيان، إن "الحكومة الإسرائيلية لا تنوي إقامة مستوطنات في غزة"، وذلك بعد ساعات من إفادته، خلال مشاركته في مراسم توقيع اتفاقية بناء 1200 وحدة سكنية في مستوطنة "بيت إيل" قرب رام الله بالضفة الغربية، بأن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب أبداً بشكل كامل من غزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأن ضغوطاً أميركية وراء التراجع، موضحةً أن مسؤولاً أميركياً في مقر التنسيق العسكري المدني الذي تقوده واشنطن ويعمل من جنوب إسرائيل، قال إن "الأميركيين أبدوا غضبهم من تصريحات كاتس، وطالبوا بتوضيحات لأنها تتعارض مع خطة ترمب، مما دفع الوزير لإصدار توضيح".
وأكد المسؤول الأميركي أنه "من المفترض أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة كجزء من خطة ترمب... الولايات المتحدة غير مستعدة لاستيطان إسرائيلي جديد في القطاع".
وفي تصريحاته الأولى، تذرَّع كاتس بأن الجيش لن ينسحب بالكامل أبداً من قطاع غزة، وذلك لأسباب أمنية، وأنه سيتم إنشاء وحدة عسكرية مدنية مشتركة في القطاع الفلسطيني.
ووفقاً لخطة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة والتي وقعتها إسرائيل وحركة "حماس" في أكتوبر/تشرين الأول، سينسحب الجيش الإسرائيلي تدريجياً بشكل كامل من القطاع الساحلي، ولن تعيد إسرائيل إنشاء مستوطنات مدنية في القطاع الساحلي.
وأضاف كاتس في كلمه ألقاها: "نحن موجودون في عمق غزة ولن نغادر غزة بأكملها أبداً. لن يكون هناك شيء من هذا القبيل. نحن هناك للحماية، ولمنع (تكرار) ما حدث"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأحجم مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن التعليق.
وإسرائيل مقبلة على سنة انتخابات في عام 2026، ومن المتوقع أن تكون مسألة المستوطنات قضية رئيسية.
وأضاف كاتس، مشيراً إلى لواء بالجيش الإسرائيلي: "عندما يحين الوقت، في شمال غزة... سنشكل وحدات ناحال بدلاً من المجتمعات (الإسرائيلية) النازحة. سنفعل ذلك بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب"، وفق ما نقلته "رويترز".
وتابع: "نحن لا نثق بأي شخص آخر لحماية مواطنينا"، مشيراً إلى ما قال إنه أمر ضروري أيضاً في لبنان وسوريا.
ويبدو أن إشارة كاتس إلى المجتمعات النازحة تشير إلى انسحاب إسرائيل من جميع المستوطنات اليهودية في غزة في عام 2005.
واستبعد نتنياهو مراراً خلال الحرب إمكانية إعادة إنشاء مستوطنات في غزة، على الرغم من أن بعض الأعضاء القوميين المتطرفين في ائتلافه يسعون إلى إعادة احتلال غزة.
وتخصص وحدات "ناحال" في القوات المسلحة الإسرائيلية للمدنيين الراغبين في الانضمام إلى الجيش، وتشمل برامج تحضيرية وتطوعية لمدة عام. ولعبت هذه الوحدات دوراً في بناء المجتمعات الإسرائيلية.
وتحدث كاتس في مراسم أقيمت في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل للإعلان عن إنشاء 1200 وحدة سكنية في مستوطنة "بيت إيل" الإسرائيلية. ويجري بناء هذه الوحدات بدلا من قاعدة عسكرية إسرائيلية تقرر إغلاقها.
وأضاف متحدثاً عن الضفة الغربية: "حكومة نتنياهو هي حكومة مستوطنات... وتسعى جاهدة للعمل. إذا تمكّنّا من الحصول على السيادة فإننا سنحقق السيادة... نحن في عصر السيادة العملية.. هناك فرص هنا لم تكن موجودة منذ فترة طويلة".
كما قال كاتس، الثلاثاء، في بيان، إن الحكومة الإسرائيلية لا تنوي إقامة مستوطنات في غزة.
كما ألقى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، كلمةً بعد كاتس، تفاخر فيها بـ"الحملة الاستيطانية واسعة النطاق" في الضفة الغربية خلال السنوات الأخيرة.
وتعد المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي التي يطالب الفلسطينيون بأن تكون جزءا من دولة مستقبلية لهم، غير قانونية من قبل المجتمع الدولي وتعتبر عائقا رئيسيا أمام التوصل إلى تسوية سلمية عبر التفاوض.
وفي أغسطس/آب الماضي، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تعتزم احتلال، وإعادة استيطان قطاع غزة، وصرح آنذاك بقوله "هذه ليست سياستي".
