انتشال جثامين 25 فلسطينيا بينهم صحافية في خان يونس

يواصل الفلسطينيون حياتهم اليومية في ظروف صعبة داخل خيام متهالكة لا توفر لهم أي حماية من برد الشتاء القارس والأمطار الغزيرة في مدينة غزة، 22 ديسمبر/كانون الأول 2025. صورة: عمر أشتوي

شهيد ومصابين وعمليات نسف بخروقات جديدة في قطاع غزة

أعلن جهاز الدفاع المدني بغزة، مساء الخميس  25ديسمبر/كانون الأول 2025، انتشال جثامين 25 فلسطينيا من تحت أنقاض منزل بمدينة خان يونس جنوب القطاع، بينهم الصحافية هبة العبادلة ووالدتها، مبينا أنهم استًُشهدوا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية.

وقال في بيان مقتضب، إن طواقم الدفاع المدني في خان يونس "تمكّنت بالتعاون مع طواقم الأدلة الجنائية، من انتشال جثامين 25 شهيدا من تحت أنقاض منزل عائلة الأُسطل في منطقة السطر الغربي، من بينهم رفات الصحافية هبة العبادلة ووالدتها".

وصباح الخميس، أعلن الدفاع المدني بدء أعمال الحفر لانتشال جثامين المفقودين من تحت ركام المنزل المدمر منذ عامين، في خان يونس.

ويقوم الدفاع المدني بعمليات منظمة للبحث عن جثامين الفلسطينيين المفقودين تحت أنقاض المنازل والمباني الصغيرة التي دمرتها إسرائيل خلال عامي الإبادة في قطاع غزة.

وتنفذ عمليات البحث بمساندة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبمشاركة الهيئة العربية لإعادة إعمار غزة، ولجنة الطوارئ وإدارة الاستجابة السريعة، والأدلة الجنائية والطب الشرعي في مدينة غزة، ووزارتي الصحة والأوقاف، وذوي الشهداء المفقودين، إلى جانب تجمع القبائل والعشائر، وفق الدفاع المدني.

وبحسب الدفاع المدني، فإن طواقمه تعمل باستخدام آليات بسيطة وبدائية، إلى جانب بعض المعدات الثقيلة المتهالكة "بسبب منع الاحتلال إدخال آليات حديثة لرفع الأنقاض".

ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بقطاع غزة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كانت عمليات البحث عن الجثامين تجرى بشكل غير منظم، وينفذها غالبا مدنيون، جراء عدم توفر المعدات اللازمة لدى الدفاع المدني لرفع الأنقاض.

وترفض إسرائيل إدخال آليات ومعدات ثقيلة لرفع أطنان الركام، ما يعرقل عمليات انتشال جثامين الفلسطينيين المدفونة تحته.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكبت إسرائيل خروقات تتعلق بالبروتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار، من بينها منع إدخال "مئات الآليات الثقيلة" اللازمة لانتشال الجثامين من تحت الركام.

وخلال الشهرين الماضيين، سمحت إسرائيل بإدخال معدات وآليات ثقيلة محدودة للبحث عن جثامين أسراها في القطاع، بينما واصلت منع دخول آليات مماثلة للبحث عن جثامين الفلسطينيين.

وتجري عمليات التعرف على الجثامين عبر عائلات فلسطينية فقدت ذويها منذ بدء حرب الإبادة، وذلك من خلال ما تبقى من علامات مميزة في الأجساد أو الملابس التي كانوا يرتدونها قبل فقدانهم، وسط غياب الأجهزة الطبية المتخصصة.

وخلفت الإبادة التي بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 واستمرت عامين، أكثر من 71 ألف شهيد فلسطيني، وما يزيد على 171 ألف جريح، إضافة إلى دمار هائل طال نحو 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، ما أسفر عن تراكم قرابة 70 مليون طن من الركام في قطاع غزة.

شهيد ومصابين  

استشهد مواطنا فلسطينيا وإصيب آخرون في قصف مسيّرة إسرائيلية استهدف مدنيين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة يوم الخميس 25ديسمبر/كانون الأول 2025، تزامنا مع تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف واسعة داخل مناطق انتشاره شرقي مدينة خان يونس، عقب قصف مدفعي استهدف المنطقة.

من جهته، أفاد جهاز الإسعاف والطوارئ بوقوع مصابين بنيران قوات الاحتلال في مناطق انتشارها وخارجها بجباليا وبيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

وأوضحت تقارير محلية واعلامية، أن قوات الاحتلال نفّذت عملية نسف ضخمة وسلسلة غارات داخل مناطق انتشارها شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع، تزامنا مع غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.

كما شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات داخل مناطق انتشاره في مدينة رفح جنوبي القطاع، تزامنا مع تعرّض شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة لقصف مدفعي مكثف وإطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال.

ووسط القطاع، أعلن مستشفى شهداء الأقصى إصابة طفلة برصاص قوات الاحتلال خارج مناطق انتشاره في مخيم المغازي.

وفي سياق متصل، انتشلت طواقم الدفاع المدني في قطاع غزة جثامين 14 شهيدا من تحت أنقاض منزل مدمر جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة السطر الغربي شمال غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع.

وأفاد الدفاع المدني في غزة في بيان له أن الطواقم نقلت الجثامين من موقع القصف، وسلمتها إلى الجهات المختصة والطب الشرعي.

إنسانيا، في مؤشر على استمرار إسرائيل في منع دخول الوقود والمستلزمات الطبية إلى القطاع، أعلن مستشفى العودة وسط قطاع غزة أنه سيتوقف عن تقديم الخدمات الصحة والطبية اليوم الخميس بسبب أزمة الوقود.

وحذّر مدير المستشفى الدكتور رأفت المجدلاوي من تداعيات الأمر، وقال في تصريحات لقناة الجزيرة "سنكون أمام واقع صعب ومعقد إن لم يكن كارثيا بسبب أزمة الوقود".

وتابع "لدينا محاولات لاستيعاب بعض الحالات الموجودة في المستشفى، وأضاف أنه في حال عدم توريد الوقود، ستكون المؤسسة الصحية أمام أزمة خانقة".

ويأتي ذلك في ظل استمرار الحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي أسفرت، وفق مصادر فلسطينية، عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء.

كما تشير وزارة الصحة في غزة إلى أن خروقات وقف إطلاق النار المستمرة أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين منذ بدء سريانه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة