ذكر تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن مصادر ميدانية في حركة "حماس"، يوم الاثنين 29 ديسمبر/كانون الأول 2025 ، أن "الحركة أعدمت يوم الأحد، فلسطينياً كانت قد اعتقلته وأدانته بالمشاركة في قتل أحمد زمزم، الضابط في جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة الحركة."
وأضافت المصادر ، أن قرار الإعدام "صدر بحق أحد قتلة الضابط زمزم، بعد اعترافه بمشاركته في العملية، وعُثر بحوزته على السلاح المستخدم في عملية الاغتيال، إلى جانب أجهزة اتصال، وغيرها استخدمت لتوجيهه لتنفيذ العملية".
وبيّنت أن القرار "اتُّخذ من أعلى المستويات الأمنية والعسكرية في حركة (حماس) وحكومتها"، وأكدت أن "مشاركة القاتل كانت واضحة في العملية، والتسريع في الإعدام كان هدفه إيصال رسالة لمن يتعاملون مع العصابات المسلحة والقوات الإسرائيلية بأن مصيرهم الإعدام، وأنه لن يسمح لهم بتمرير مخططات الفوضى التي تسعى قوات الاحتلال لها عبر هذه العصابات".
وكانت "حماس" قد اعتقلت المتهم بعد ساعات من عملية الاغتيال التي وقعت في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، في الرابع عشر من الشهر الحالي.
اعْتيال المقدم أحمد زمزم برصـIص عملاء تابعين للاحىَـلال الإسرائىِلي بتوجيه مباشر من الاحىَـ.ـلال، بمخيم المغازي وسط قطاع غزة، ليلتحق بابنه الشهىِد مجد. pic.twitter.com/PhxD0r1ZUs
— ق.ض (@Qadeyah1) December 14, 2025
اتهامات عصابة أبو نصيرة
وأكدت مصادر أخرى ما كشفته مصادر بعد عملية الاغتيال لـ"الشرق الأوسط" من أن منفذي عملية الاغتيال بحق الضابط زمزم هم من عصابة مسلحة يقودها ضابط أمن فلسطيني سابق يدعى شوقي أبو نصيرة، وتتركز عناصر عصابته في مناطق شرق خان يونس جنوبي القطاع.
وقالت بعض المصادر إن القاتل كان ناشطاً سابقاً في حركة "حماس"، في حين رفضت مصادر من الحركة تأكيد أو نفي تلك المعلومة.
وتواصل قوات أمنية من "حماس" البحث عن شخص آخر على الأقل، شارك في العملية بشكل مباشر، وسط ملاحقة متواصلة لعناصر ينشطون في تلك العصابات المسلحة.
واتهم أبو نصيرة في إفادات نقلتها حسابات داعمة له على شبكات التواصل الاجتماعي، عناصر أمن "حماس" باقتحام مكان نزوح أسرته في دير البلح وسط قطاع غزة، والتحقيق مع زوجته وابنته، ومصادرة العديد من الوسائل التي كانت بحوزتهم، بينما لم تعلق أي من الأجهزة الأمنية بغزة على تلك الاتهامات.حسب "الشرق الأوسط"
تحذيرات من عمليات داخل العمق
وفي السياق، حذر موقع "المجد الأمني" التابع لأمن "حماس"، من أن هناك معطيات ميدانية متقاطعة تفيد بأن العصابات المسلحة التي وصفها بأنها "عميلة للاحتلال الإسرائيلي" قد تلجأ خلال المرحلة المقبلة إلى تنفيذ عمليات داخل العمق، وليس فقط في المناطق المحاذية لما يعرف بـ"المنطقة الصفراء"، في محاولة لكسر منظومة الحذر القائمة وإحداث صدمة أمنية، كما ذكر.
وبيّن الموقع أن هناك مؤشرات إضافية على طبيعة الخطر، منها نقل مسرح العمل إلى مناطق يُعتقد أنها أكثر أماناً نسبياً، وتنفيذ عمليات مباغتة خارج نمطهم المعتاد، واستغلال أغطية مختلفة (إنسانية، أو اجتماعية، أو إعلامية، أو علاقات شخصية) للتمويه والاقتراب، واستخدام وسطاء أو واجهات غير مباشرة لتفادي الرصد.
ووجه الموقع، سكان غزة، وعناصر الفصائل المسلحة بشكل خاص، إلى رفع مستوى التدقيق داخل العمق وعدم الركون إلى الشعور بالأمان، والحذر من أي نشاط أو تواصل تحت أي غطاء غير مبرر أو مستعجل، وتجنب الروتين اليومي وتغيير العادات والمسارات، وعدم الاستجابة لدعوات أو طلبات مفاجئة دون تحقق، والإبلاغ الفوري عن أي سلوك مريب، وتعزيز الوعي المجتمعي المنظم.
وكانت مصادر ميدانية قد كشفت قبل أيام لـ"الشرق الأوسط" أن عصابة مسلحة تنشط شرق مدينة غزة، وسعت نشاطاتها، وأجبرت سكان مربع سكني على إخلائه، وقتلت في يوم آخر طفلاً وأصابت شاباً، ما يشير إلى نوايا تلك العصابات توسيع مهامها منذ التغيير الكبير بتنفيذ أول عملية اغتيال فعلي بشكل مباشر عبر قتل الضابط زمزم.
