حذر مسؤول طبي فلسطيني يوم الثلاثاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2025 من خطر انتشار مرض بين النازحين في قطاع غزة، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الطقس الشتوي القاسي والقيود المفروضة على الإمدادات الطبية.
وقال مدير الإغاثة الطبية في غزة الدكتور بسام زقوت في تصريح صحفي إن هناك "مخاوف حقيقية من انتشار داء يُعرف باسم الليبتوسبيروزيس (leptospirosis)، وهو مرض بكتيري ينتقل عبر بول الفئران والقوارض التي انتشرت بكثرة بين خيام النازحين".
وأكد زقوت تسجيل خمس حالات مصابة بالمرض جنوب القطاع، أربعة منها لا تزال تمكث داخل غرف العناية المركزة، بعد تشخيص إصابات أولية مرتبطة بموجة الفيضانات في شهر نوفمبر الماضي.
وأوضح أن البكتيريا انتقلت إلى المياه الجارية عبر بول الفئران المصابة، ثم إلى أجسام الأطفال والنساء وكبار السن عن طريق جروح أو شقوق في الجلد، خاصة لدى من يتعرضون للمياه الراكدة حفاة الأقدام.
وأشار زقوت إلى أن أهم أعراض المرض تتمثل في حمى مفاجئة شديدة مع ارتفاع حاد في درجات الحرارة، وتعب في العظام، والتهاب في لحمية العين، وعند تطور المرض قد يؤدي إلى طور ثانٍ أكثر شدة يشمل غثيانا وإقياء وألما بطنيا، مع مخاطر على الكبد والكلى إذا لم يُعالج مبكراً.
وأوضح أن عينات من المصابين المشتبه بهم تم سحبها وإرسالها عبر منظمة الصحة العالمية لفحصها خارج القطاع، نظراً لعدم توفر المختبرات المناسبة في غزة، مع طلب توفير معدات فحص فورية لمواجهة الانتشار.
وأضاف أن الخيام لم تعد توفر حماية كافية من الرياح العاتية والأمطار الغزيرة، حيث انهار العديد من النقاط الطبية والمأوى في الأيام الأخيرة.
وأكد أن نقص الوقود والمعدات الوقائية يعوق عمل الطواقم الطبية، في ظل انتشار حاد للإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، واصفاً الوضع بأنه "استخدام لأدوات إبادة جماعية أكثر ليونة"، حيث يعوض الاحتلال ضجيج القصف بالقتل الصامت عبر الحصار.
يأتي ذلك في ظل تقارير منظمة الصحة العالمية تحذر من أن معظم الأمراض في غزة قد تكون غير مسجلة بسبب محدودية الوصول الطبي، مما يفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة منذ أكثر من عامين.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة، بلغ العجز 52 في المائة في قائمة الأدوية الأساسية، و71 في المائة في المستهلكات الطبية، و59 في المائة في الفحوصات المخبرية وبنوك الدم.
ويحتاج نحو 650 مريض غسيل كلوي و1000 مريض أورام و288 ألف شخص إلى الرعاية الأولية، وهم معرضون لمضاعفات خطيرة بحسب بيان الوزارة.
