سرايا القدس: جاهزون لدحر أي عدوان إسرائيلي على غزة

توعدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بدحر أي عدوان يبيته جيش الاحتلال ضد قطاع غزة، منبهةً إلى أن في مقدورها استهداف مناطق إستراتجية لم تصل إليها صواريخها التي أطلقتها من قبل في حال نفذ الاحتلال تهديداته بشن حرب جديدة.


 


ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية، عن المتحدث باسم سرايا القدس أبو أحمد قوله في مقابلةٍ مطولة قوله:" المقاومة أثبتت بالتجربة العملية أنها قادرة على الوصول لعمق العدو وإدخال مئات الآلاف من المغتصبين الصهاينة للملاجئ، وأصابت كافة مناحي ومرافق الحياة بالشلل التام خصوصاً بعد استهداف مدن وبلدات محتلة كأسدود وبئر السبع و"كريات ملاخي" و"غان يفني" بصواريخ الـ"غراد"".


 


وأضاف:" لدينا إمكانيات تمكننا من خلق توازن للرعب مع العدو"، مشيراً إلى أن من بينها ما تم استخدامه كالراجمة المحمولة التي رآها العالم - على شاشات التلفزة - وهي تطلق رشقات من الصواريخ باتجاه المدن والبلدات المحتلة، في رسالةٍ واضحة مفادها بأن المقاومة الفلسطينية لن تكون لقمةً سائغةً ولا فريسةً سهلة يهاجمها الاحتلال كلما أراد ذلك من دون الدفاع عن نفسها ".


 


ولفت أبو أحمد إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتورع عن ارتكاب المجازر الدموية بحق المدنيين واستهداف دور العبادة والمؤسسات والمنشآت الحيوية، الأمر الذي يعطينا الحق بأن نملك القوة والإمكانيات التي تمكننا من الذود عن أنفسنا والرد على هذا الاستهداف المتواصل.


 


ونوه إلى أن من حق المقاومة الفلسطينية أن تجوب أنحاء العالم للتزود بإمكانيات ووسائل تستخدمها في الذود عن أبناء شعبنا في وجه القتل والإجرام الصهيوني، مشيراً إلى أن عدوان الاحتلال لم يتوقف لا قبل الحرب ولا بعدها.


 


وأوضح أبو أحمد أن العدوان ربما أخذ أشكالاً جديدة بعد الحرب التي شنت نهاية العام 2008م، كتصعيد الحصار والتلويح المستمر بشن حرب شاملة تستهدف كافة مناحي الحياة والبنية التحية لقطاع غزة وهو الأمر الذي يعبِّر – كما يقول- عن مدى الأزمة التي يعيشها العدو بفعل صمود الشعب الفلسطيني من ناحية وإبداعات المقاومة من ناحيةٍ أخرى.


 


وأكد المتحدث باسم سرايا القدس أن هذا التلويح والعنجهية والتهديد الصهيوني بشن عدوان جديد؛ يدفعنا وسائر قوى المقاومة الفلسطينية لأن نكون على جاهزية دائمة للتعامل مع أي حماقة قد يقدم عليها العدو خصوصاً في ظل قيادته المأزومة والمتخبطة والتي تفتقر لأدنى مقومات العمل السياسي الذي يمكن أن يدفعها للإقدام على حماقة عسكرية للتغطية على هذا العجز الواضح.


 


وتحدَّث أبو أحمد باستفاضة عن عزلة كيان الاحتلال الدولية، والأزمة التي تعصف بـ"تل أبيب" في ظل المتغيرات السياسية الإقليمية التي طرأت مؤخراً والتي بدأت تمس بمستقبل الاتفاقيات وطبيعة العلاقات المتشابكة التي كانت قائمةً مع غالبية أنظمة المنطقة العربية.


 


وكان أبرز ما قاله بهذا الصدد :" الربيع العربي بات يؤرق العدو ويقلقه ويجعله يراجع حساباته مراتٍ ومرات قبل الإقدام على أي عدوان"، متوقعاً في السياق أن "تدفع هذه المتغيرات العدو للهروب إلى الأمام من خلال القيام بعمل عسكري ضد إحدى جبهات المقاومة والممانعة في المنطقة".


 


وفي تعليقه على تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية اليوم الثلاثاء؛ كشفت فيه إجراء جيش الاحتلال استعدادات للحرب القادمة على قطاع غزة، اكتفى أبو أحمد بالقول:" غزة اليوم ليست غزة الأمس والعدو يدرك ذلك جيداً، ويتعامل مع ذلك بحذر شديد يدفعه لتأخير شن واقتناص الفرصة المناسبة لشن هكذا عدوان أو عدم القيام به من الأساس".


 


وكان التقرير المذكور قد تحدَّث أن هدف الجيش في العملية العسكرية القادمة سيكون تحقيق حسم سريع وملموس مع أقل ما يمكن من الخسائر، وأن نظرية قتالية وضعت بهذا الشأن بموجبها يجب تفعيل أكبر ما يمكن من القوات الجوية والبحرية والبرية لتحقيق الحسم السريع".


 


وبحسب ذات التقرير فإن "عامل السرعة استناداً إلى الجدول السياسي القصير بشكل خاص، سيتجلى في التقدم السريع لقوات الجيش "الإسرائيلي" إلى داخل قطاع غزة، كما سيتم إجراء تحقيقات مع المعتقلين في ساحات القتال، حيث سيرافق وحدات الجيش محققون يكون لهم دور ملموس في العملية العسكرية القادمة".


 


وفي تفسيره لتصاعد التوغلات الاسرائيلية في الأطراف الشرقية لقطاع غزة خلال عام 2011م، رأى الناطق باسم السرايا أن هنالك أهدافاً واضحة للعدو من وراء تلك التوغلات أهمها: تثبيت واقع المنطقة العازلة على طول الحدود الممتدة لمنع المقاومة من استخدام الأراضي القريبة والانطلاق منها للقيام بنشاطات تستهدف اختراق تحصيانه الأمنية سواء كان بحفر الأنفاق أو نصب عبوات أرضية قد تستهدف قواته التي يمكن أن تشارك في العدوان إذا ما اتخذ قرار الهجوم.


 


كما ورأى أن من بين تلك الأهداف هو السعي لاستفزاز المقاومة كي ترد على الآليات المتوغلة في ظل تنامي الحديث من قبل العدو عن توفر صواريخ "كورنيت" روسية الصنع في غزة، وهو ما دفع الاحتلال لإدخال منظومة دفاعية أسماها "معطف الريح" على مجنزراته ودباباته العسكرية.


 


وفي معرض تعليقه على قرار سلاح الجو الإسرائيلي إنشاء وحدة خاصة لتأمين القواعد الجوية في حال تعرضها لهجمات صاروخية من قبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في أي مواجهة مقبلة، قال أبو أحمد:" كما قلت لك سالفاً لدينا إمكانيات نستطيع من خلالها خلق توازن رعب مع العدو، لقد استخلصنا العبر من العدوان الماضي وسنكيف أنفسنا مع أي عدوان قادم بحيث نصبح أكثر قدرة على إيذاء العدو وتكبيده خسائر فادحة".


 


وفي سؤالنا له عمَّا إذا كانت السرايا تمتلك صواريخ ذات بعد يصل "تل أبيب"، أجاب يقول:" العدو يدعي ذلك وأكد عليه مراراً وتكراراً ونترك للأيام أن تجيب على هذا السؤال"، في إشارةٍ ضمنية إلى التطور الملحوظ بهذا الجانب؛ الذي لا يجري الكشف عنه لدواعي أمنية.


 


وكان أبو أحمد قد لفت في حديثه إلى أن العدو يسعى دائماً للتهويل عندما يتحدث عن قدرات المقاومة، معللاً ذلك بمحاولته خلق رأي عام مضاد لها من جهة ومن جهةٍ أخرى تبرير أي عدوان عليها.


 


وشدد على أن طهران قادرةٌ على الدفاع عن نفسها في وجه كل قوى الشر والعدوان، مؤكداً أن قيادة الجمهورية الإسلامية تستطيع أن تتغلب على الأزمات والعقوبات الكرتونية المفروضة عليها، والتي قال إنها "لا تؤثر إلا في الصغار؛ بينما إيران دولةٌ كبيرة بكل ما للكلمة من معنى"، داعياً في الوقت ذاته الله أن يحفظها من كل شر ومكروه.