حقوقيون يطالبون بفرض جزاءات جنائية على منتهكي حقوق مرضى الايدز

طالبت المحامية رقية أبو منديل بضرورة العمل على حماية حقوق الإنسان لمرضى الايدز وتوفير الحماية لهم  من خلال تقرير جزاءات جنائية  فعالة على منتهكي حقوق مرضى الايدز ،من ذلك العقاب  على كل صور التمييز والاستبعاد والتهميش والتفرقة التي تهدف إلى حرمان المتعايش مع المرض من الحصول على الخدمات أو التمتع بالضمانات التي يتمتع بها المواطنين الأسوياء .


 


وأكدت أبو منديل خلال مداخلتها باليوم الدراسي الذي نظمته جمعية الثقافة والفكر الحر تحت عنوان "الايدز بين العدوى والوقاية " ،في مقر جامعة غزة  ، بمناسبة اليوم العالمي للايدز ،أن الأشخاص الذين يحملون فيروس الإيدز يتعرضون لمختلف أشكال وصمات العار والتمييز. ويتعرضون لخطر خسارة وظائفهم، حيث يُنبذون من مجتمعاتهم ويُحرمون من الحصول على قدم المساواة على السلع والخدمات الضرورية لممارسة حقوقهم الإنسانية، وحتى على الحماية القانونية،موضحة ان  الأغلبية الساحقة من الأشخاص الذين يحملون فيروس الإيدز  لا تحصل على درجة كافية من الرعاية والعلاج، مشيرة إلى أن  تدعيم حقوق الإنسان لمرضى الايدز  يدخل ضمن استراتيجيات مواجهة المرض


 


وبحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية بلغ عدد المصابين المسجلين رسميا  بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في الضفة الغربية وقطاع غزة 67 حالة. وتوفي جراء الإصابة بالمرض حتى الآن 35 شخصا.


 


وعرضت  ريما شومر منسقة برامج الصندوق العالمي  UNDP في كلمتها جهود برنامج الصندوق في السيطرة على هذا المرض والتوعية به وإنشاء البرامج المختلفة التي تحد من انتشاره ،مشيرة إلى أهمية تضافر الجهود من اجل تصحيح النظرة السلبية لمريض الإيدز وضمان حقوقه برعاية صحية .


وعن الكيفية التي ينتقل بها مرض الإيدز وطرق الوقاية ، أوضح الدكتور معين الكردى في ورقته التى جاءت بعنوان مرض" الايدز مابين العدوى والوقاية "، أن طرق الإصابة بفيروس الايدز متعددة ولكن معظمها تكون عبر الاتصال الجنسي غير الآمن من شخص مصاب إلى آخر وعبر انتقال الفيروس عن طريق الدم الملوث ومشتقاته ومن الأم الى الجنين وخلال فترة الرضاعة، معددا طرق الوقاية من المرض .


 


فيما تناول  الدكتور عمر البحيصى ، فى ورقته، الآثار النفسية والاجتماعية لمرضى الايدز،ومن أهم الآثار الاجتماعية قال البحيصى :" ( الوصمه بالعار ) التي يعاني منها المريض وعائلته لان المجتمع المحيط بالمريض يعتقدون جازمين بان الاصابه لا بد وان تكون ناتجه عن الاتصال الجنسي المحرم، ونتيجه الزنا والفساد الاخلاقي والشذوذ، وربما الإدمان واستخدام حقن المخدرات الملوثه، وتترتب على هذه الوصمة،مشكله العزله الاجتماعية والنبذ والرفض والتمييز ضد الشخص المصاب. فيفقد أصحابه وأهله وربما شريك حياته... ويفقد مصادر الدعم الاجتماعي التي هو بحاجه لها بعد الاصابه اكثر من اي وقت مضى غير ذلك قد يساء للمصاب في المعامله، ويتم الاستهزاء به."


 


وأضاف  " نتيجة لما سبق تأتي مشكله الخوف من التبليغ عن الاصابه بالمرض وبالتالي يفقد المريض فرص العلاج اذا ما تم اكتشاف الاصابه ".


 


وعن أهم الآثار النفسية قال البحيصى " " تقلب الحاله النفسيه لمريض الايدز نتيجه عدم التكيف مع المشكلة صحياً واجتماعياً. وعدم تقبل الأمر الواقع،كذلك مشاعر القلق والاكتئاب التي ترافق المريض والذى قد تجعله يقدم على الانتحار او ايذاء الاخرين عن طريق نقل الفيروس اليهم ".


وعن راى الدين من الأمراض المنقولة جنسيا ،قال الشيخ مصطفى الزق بمداخلته  " أن موقف الإسلام واضح من هذه المسألة حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم هدد من ينتهكون الفواحش فقال: (وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا ظهرت فيهم الأمراض والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم).


 


وأشار الزق أن الحل يكمن في العفة لان فيها علاج واستقرار واطمئنان وسكينة، والعفة ترك ما لا يحل ولا يجمل بالإنسان، أو ترك ما يأباه الشرع الحنيف، وهي في النفس قناعة ورضاً، وفي العين غض وانكسار، وفي الأذن أدب ووقار، وفي اللسان طهر وسداد، وفي القلب توحيد وذكر وإيمان، وفي الرجل مسارعة إلى مواطن الخيرات وبعد عن أماكن الريبة والمنكرات.


 


وياتى اليوم الدراسي  ضمن فعاليات مشروع حملة زيادة الوعي من اجل منع الأمراض  المنقولة جنسياً  والايدز التى تنفذه جمعية الثقافة والفكر الحر بتمويل من برنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP .


 


وعن فعاليات المشروع واهدافه قال عصام جودة منسق المشروع : ان مدة المشروع سته اشهر  يتضمن عدة انشطة منها تدريب تثقيفي ومهاراتي لطلاب الجامعات  بالاضافة الي  توظيف الاعلام الاجتماعي  فى التوعية من المرض ،وانشطة ضغط ومناصرة وزيارات ميدانية للقيادات المجتمعية حول الامراض المنقولة جنسيا والايدز، وكل هذه الانشطة تهدف الى زيادة الوعى بالامراض المنقولة جنسيا وطرق الوقاية منها .