يري الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور وديع أبو نصار أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، أن ثلاث أهداف متوازية تقف خلف ما نشر على لسان ضابط كبير في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن حركة الجهاد الإسلامي بغزة تتجاوز حماس من حيث القوة العسكرية التي أصبحت تمتلكها في مجال الصواريخ.
ويقول أبو نصار لمراسل وكالة قدس نت للأنباء :" الهدف الأول هو تهيئة الرأي العام الدولي، إلى إمكانية توجيه ضربة إسرائيلية مستقبلية للقطاع"، مشيراً إلى أن إسرائيل تحاول أن تقول أن لها الحق أن تتحرك اتجاه ما يوصف بالإرهاب.
ويبين أن الهدف الثاني هو خلق تخوف لدى الفصائل الفلسطينية في غزة، قائلاً :" وكأن الإسرائيليون يتابعون عن كثف ويعلمون قدراتها وإمكانياتها وبالتالي زرع الشك والريبة داخل كل فصيل"، لافتاً أن الهدف الثالث هو ضمن سياسة فرق تسود.
ويوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي أبو نصار بأن إسرائيل تسعى إلى خلق نوع من الخلاف بين حركتي الجهاد وحماس، مؤكداً على أنه لا يمكن الحكم بالصدق أو الكذب على تقارير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، لأن الجهات الأمينة تمتلك سيطرة كاملة على المعلومة، وتسعى لتحقيق غايات سياسية أكثر منها أمنية.
ويشير أبو نصار إلى أن أهداف إسرائيل السياسية تكمن في الثلاث أهداف التي سبق ذكرها، مبيناً أن الأول جاء لدلالة أن إسرائيل تريد أن تضرب غزة ليس لأنها (مسكينة) بل لأنها ( إرهابية) كما يصفونها الإسرائيليون، والثاني مرتبط بتخوف الفصائل بأنها رغم عدم سيطرتها (إسرائيل)على القطاع إلا أنها تعرف كل ما يجري فيه.
ولا يتوقع أبو نصار أن تشن إسرائيل حرب على قطاع غزة، منوهاً إلى أنها ستبادر في تحويل الأمر وكأنها انجرت إلى الحرب، قائلاً :" هذه سياسة إسرائيل دائما، وحتى أنها لو تريد المبادرة بحرب تحاول اصطياد الطرف الآخر، وهذا ما رأيناه مرارا وتكرار خلال السنين الماضية".
وجاء في المقابلة التي بثتها القناة العاشرة للضابط الإسرائيلي أن عدد الصواريخ التي بحوزة حركة الجهاد أكبر من الصواريخ التي بحوزة حماس وأن مدى هذه الصواريخ أطول، وتقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية تشير إلى أنه بحوزة الجهاد صواريخ يصل مداها إلى 74 كلم، أي أنه بإمكانها أن تصل إلى مدينة تل أبيب وحتى أبعد من ذلك.
ولفت الضابط إلى إنه بموجب التقديرات التي تم إجراؤها في شعبة الاستخبارات العسكرية فإن حركة الجهاد الإسلامي تمكنت خلال الشهور الأخيرة من تهريب أسلحة متنوعة وقدرات بعضها أكبر من قدرات الأسلحة التي تمتلكها حماس، وذلك عبر المعابر والأنفاق بين القطاع ومصر.
وأضاف أن "مندوبي الجهاد الإسلامي ارتقوا مؤخرا بمستوى إتقانهم، وفي موازاة ذلك نجحوا بنشر قواعد تدريب أوسع لمقاتلي الحركة في قطاع غزة وفي دول أخرى أيضا".
وحذر الجيش الإسرائيلي من أن "تزايد قوة الجهاد تشكل خطرا على استقرار منطقة الجنوب، وفي حال فقدت حماس سيطرتها على الجهاد بشكل كامل فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى اشتعال القطاع ويقود الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ عملية عسكرية أخرى" على غرار الحرب على غزة في نهاية العام 2008.