دعوة للتفاوض من جديد... للأمن والحدود !!/ آمال أبو خديجة

دعوة الرباعية والجانب الأردني للتفاوض من جديد بعد أن أعلن مراراً وتكراراً عن قناعة جميع المفاوضين الفلسطينيين أن المفاوضات طريقها أغلق وأنها أدت للفشل، وأعلن كثير ممن يرعونها أنها لا يمكن أن تتحقق عملية سلام كما يريد الطرفان وكما صدر عن قرارات الأمم المتحدة، والآن تُعقد طاولة أخرى للتفاوض لا يُوضع على مائدتها للنقاش سوى موضوعا الأمن والحدود ،و لم تُطرح موضوعات أكثر أهمية وحساسية لتدل على الدوافع الصادقة لتقديم ما يُسر المفاوض الفلسطيني من وقف الاستيطان وتهويد القدس وتحرير الأسرى والاعتراف بالوجود الفلسطيني وحقه في أرضه وتاريخه وعودة اللاجئين وغيره من حقوق الشعب الفلسطيني، فدعوة الرباعية والكيان الصهيوني للتفاوض لأنهما لا يجدان طريقاً أخرى يضمنان فيها كسب الوقت وإضاعته لأجل تحقيق مزيد من التثبيت للوجود الصهيوني وتهجير الفلسطينيين إلا تلك الطريق السهلة وقليلة التكاليف والتي لا يسعيان فيها إلا لأجل نيل ما يحقق الأمن ويضمن حماية حدود إسرائيل الكبرى خاصة بعد أن حدثت تغيرات جوهرية حولها من بدء الفلسطينيين جمع شتاتهم والعودة لطريق المصالحة، ووجود ثورات عربية وبروز أنظمة إسلامية تحيط بها من كل جانب، فهذا جعلها تُحاول من جديد بالعودة للتفاوض لتسعى أن تجد من الجانب الفلسطيني ليونة للقبول بعروضها الغير واضحة ولا معلنة إلا أنها من المؤكد لن تكون سوى فتات من الأرض والصلاحيات تمنح للجانب الفلسطيني بعض سيطرته عليها وتبقى محاطة بجدران المستوطنات وعدوان المستوطنين دون أي مميزات تدل على وجود فلسطيني حقيقي، ولعلها بذلك تضمن أن هناك من يساعدها على حماية أمنها وحدودها سواء من الأردن أو الجانب الفلسطيني و بذلك تضرب المصالحة الفلسطينية وتعيد الأوضاع لأسوء مما عليه الآن .


 


فمنذ اللحظة التي تم فيها إعلان السلطة الفلسطينية أنها ستتوجه للاعتراف بالوجود الفلسطيني ودولته من خلال مؤسسات الأمم المتحدة أشعل الفتيل للعدوان الصهيوني على كل ما هو فلسطيني ، فسرعت عملية المصادرة للأراضي وتهويد القدس وهدم لمعالمها وأبوابها وتراثها والاعتقالات، والعدوان على المساجد ومعالم المسلمين وإصدار قوانين تُشرع تهويد المتاحف والتراث والأرض وإبعاد مقدسين وسحب هوياتهم وتشديد الخناق على الجمعيات الدولية المساندة لحقوق الفلسطينيين ومحاربة كل من يتضامن مع القضية الفلسطينية، وملاحقة أصحاب الرأي والتعبير بفضح ممارسة الكيان الصهيوني وزيادة التطرف داخل الجيش والإدارة الصهيونية وغير ذلك من ممارسات لا تدل إلى على حجم الحقد الصهيوني لوجود أثر فلسطيني على هذه الأرض .


 


فبعد كل ما تمارسه الإدارة الصهيونية على الأرض من عدوان وتنكيل بالفلسطينيين، أما زال المفاوض الفلسطيني يقتنع أنه من الممكن أن ينال منه اعترافاً وحقاً بوجود دولة إلى جواره ومنحه القدس لتكون عاصمة له والسماح له بأن يسيطر على الحدود ويفرض سلطته على كل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة وأن يكون حر الإرادة فيها، وهو في ذات الوقت لا يسعى إلا لإعلان الأرض الفلسطينية بكاملها من شرقها لغربها ومن جنوبها لشمالها كأرض يهودية وأن الفلسطينيين ليسوا سوى أقلية يجب العمل على ترحيلهم وإيجاد وطن بديل لهم  وأن يهود العالم يجب أن يجتمعوا خلال سنوات عديدة في أرض فلسطين لتعلن يهوديتها وقيام امتدادها لتقوم دولتهم الكبرى التي رسمت في حلم وعقول أطفالهم منذ أو ولدوا فهذه هي العقلية الصهيونية القائمة على الأرض والتي تذهب لتحاور وتفاوض الفلسطيني .


 


أيها المفاوض لا تتوقع أن ترضى عنك الإدارة اليهودية وحاميتها أمريكا والرباعية فتعطيك ما تتمناه نفسك وترى فيه حلمك لأن حلمك قد انتهى منذ اللحظة الأولى التي وقعت فيها على اتفاقية سلام معه، واكتشفت منذ سنوات طويلة أنك لا تسمع سوى أحلام وأوهام ترسمها الإدارة الأمريكية الراعية لعملية سلام الشجعان ولا تجد لها تطبيق على الواقع سوى ما يُعارض طموحك ويحقق حلم الصهاينة، والآن جاء دور الرباعية لترسم أوهام جديدة لتأخذ منك سنوات أطول لتُنهي فيها كل مخططاتها الاستيطانية اليهودية وعندها ستستيقظ لتجد نفسك أنك بلا أرض ولا عنوان وسيصرخ فيك الصهاينة أن ارحل عن هذه الأرض التي أصبحت يهودية وان لا تدري .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت