المصور شادي العصار يجسد واقع أطفال غزة في معرض بإيطاليا

افتتحت اللجنة الإقليمية لمنظمة اليونسيف الخميس الماضي في مدينة (ARPINO ) الايطالية معرضاً فوتوغرافياً  " للمصور الفلسطيني شادي العصار" وحمل المعرض اسم “Figli di Gaza” "أطفال غزة" .


 


وقد امتلأت جدران قاعة   Cossaالايطالية والمتخصصة بالمعارض الفوتوغرافية والفنية  بلوحات كانت لسان حالها يقول إن الحياة أمل، حين تلتقط بعض الصور لأزهار تفتحت للتو، أو لطائر يقف هناك آمناً على غصن شجرة ويستعد للإقلاع، أو لثمار الصبر والنخيل وهي تجلس في حضن أمها, الحياة هنا وهناك عند أطفال لا يصطنعون البراءة ، بل إنها تتشكل في عيونهم، في صمتهم وبساطتهم لأنهم الحياة , وضم بجانب ذلك صوراً لأطفال المخيمات بغزة تظهر مدى معاناتهم وتحديهم للظروف والحصار الذي يعيشونه وزين المعرض بالكوفية والعلم الفلسطيني, الصور أبدعتها أنامل المصور الغزي الشاب شادي العصار28 عام , وقد شهد المعرض حضوراً وإقبالاً جماهيرياً واسعاً, إضافة لحضور نخبة من المصورين والصحفيين و المثقفين ووفد من اليونيسيف , وطلبة الجامعات .


 


وقال العصار:"هدفي من المعرض هو إظهار واقع الطفولة بغزة فهناك أطفال بلا آباء, وآخرون وراء القضبان, وغيرهم يعايشون الموت مرات ومرات في اليوم، هذا هو عنوان واقع الطفولة الفلسطينية, ورغم قسوة وبشاعة هذه الحقائق إلا أن أطفال فلسطين يلملمون جراحهم وينهضون من جديد بإصرار على بناء مجتمع لا يحتمل الهزيمة ".


 


وتابع " أحاول من خلال عدستي نقل صور أطفال أجبرتهم الظروف التوقف عن اللعب، تخلوا عن طفولتهم سعيا وراء لقمة العيش، سرق منهم الفقر براءتهم وسلبت منهم الفاقة أجمل لحظات حياتهم، عاشوا حياة غير حياتهم وزمانا غير زمانهم، فلم يعرفوا شيئا عن طفولتهم المدللة، وتحت ظروف أسرية صعبة تركوا المدارس واقتحموا أعمالا لا تقدر عليها أناملهم, وحملوا أعباء وأثقالاً لا تقوى عليها أذرعهم وأجسادهم الصغيرة وانطلقوا نحو ورش الرخام والمحاجر وإصلاح السيارات وغيرها ".


 


وأوضح العصار بأن هذا المعرض هو الأكبر له في غزة وإيطاليا , حيث افتتح ثلاثة معارض له بإيطاليا شاركه بالمعرض الرابع أصدقائه من فريق مصوري فلسطين المصور أ. إياد الجندي من غزة والمصور أحمد البظ من مدينة نابلس.


 


وعن أهمية المعرض قال " المعرض مهم جداً بالنسبة لي, سيتم خلاله بيع الصور وستذهب عائداتها لأطفال غزة عن طريق منظمة اليونسيف , واشعر بالفخر الشديد لمساعدتي أطفال غزة بعملي ولو بالشيء البسيط" .


 


وقال العصار " بإذن الله سأقوم بافتتاح معرض جديد في العاصمة الإيطالية روما في شهر ابريل يحمل نفس الفكرة و تحت رعاية اليونسيف وستكون عائدات المعرض أيضاً لأطفال فلسطين , وسأكون حاضراً في إيطاليا وسأشرف على المعرض بنفسي هذه المرة ".


 


من جهتها قالت منسقة المعرض ستيفانيا متطوعة في مؤسسة (GOLESECCHE) إن " المعرض كان ناجح ووجدنا تعاون من المؤسسات الكبرى والشعب الإيطالي واستمتعوا جميعا بالصور التي جعلتنا نقترب أكثر من معاناة أطفال غزة والقضايا المتعلقة بفلسطين والمهمشة بإيطاليا ".


 


وتابعت " المعرض خلق تساؤلات كثيرة لدى الزوار حول وضع أطفال غزة وتبادلوا الآراء حول كيفية مساعدتهم وجمعنا مساعدات سنرسلها عن طريق اليونسيف للأراضي المحتلة "


 


وعن فكرة بيع الصور وإرسال عائداتها لأطفال غزة قالت " الفكرة جاءت من خلال الصداقة التي تربطنا بالمصور شادي وعندما وجدنا مهاراته الفنية ومعاناة أهل فلسطين قررنا أن نبادر بالفكرة خاصة وان دعم مشروع لأطفال غزة هو الأقل حظاً , اليونيسيف تشعر بسعادة غامرة في هذا العمل الخيري الذي حظي على عدد كبير من الزوار والمتبرعين ".


 


وأضافت "أشكر المصور شادي الذي احتلت كاميرته جزء من حياته ويعمل من خلال المعرض الخيري على تحقيق الراحة والبسمة للأطفال الذين مازالوا يعانوا من ويلات الحرب والحصار ونشر صور عن الحياة في فلسطين ، لتحريك ضمائر أولئك الذين يتظاهرون بعدم معرفة أو ببساطة لا يعيرون أي اهتمام حول المواضيع الخاصة بالقضية الفلسطينية , خاصة وأن الأمور التي تصلنا عن واقع غزة خاطئة اليوم رأينا من خلال عدسة شادي العصار حقائق مرة وأليمة تدعونا لمساعدة أولئك الأطفال ".


 


مرسل من اسلام بهار