التضامن الدولي ترصد (23) انتهاكاً صارخا بحق المساجد

 


أشار تقرير صادر عن مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان إلى تصاعد في وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات واستمرار دولة الاحتلال في سياستها التعسفية بحق أماكن العبادة الإسلامية، الأمر الذي يعتبر انتهاكا صارخا للحقوق الإسلامية في فلسطين.


 


فقد شهدت الأراضي الفلسطينية خلال العام المنصرم 2011 تصعيدا إسرائيليا ملموسا وخطيرا بحق المقدسات الإسلامية.


 


ابرز الانتهاكات ضد المساجد خلال العام المنصرم..


 


مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان رصدت جملة من الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية وصلت إلى ما يزيد عن (23) انتهاكاً صارخا بحق المساجد في الأراضي الفلسطينية، وقد تنوعه هذه الانتهاكات والاعتداءات ما بين اقتحام للمساجد وتكسير لموجوداتها واعتراض لمرتاديها واعتقال للمصلين من داخلها وإضرام للنيران بالعديد منها وكتابة شعارات معادية للإسلام والمسلمين والعرب على جدرانها وتحويل بعضها إلى أماكن تراثية وأثار يهودية وغيرها من الانتهاكات.


 


ومن ابرز هذه الانتهاكات اقتحام  قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 19/3/2011 مسجد أبو بكر الصديق في حوسان قرب بيت لحم والتنكيل بالمصلين فيه، وفي 22/3/2011 أقدم الجيش الإسرائيلي على اقتحام مسجد عورتا القديم وقام بتفتيشه وعاث فيه فساداَ، وفي 18/4/2011 قررت القوات الإسرائيلية إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف لمدة يومين في وجه المصلين المسلمين بادعاء دخول الأعياد اليهودية.


 


كما أقدم عشرات المستوطنين اليهود على إحراق مصلى تابع لمدرسة بلدة حواره جنوب مدينة نابلس بتاريخ 3/5/2011، وفي مدينة القدس أقدمت قوات الاحتلال بتاريخ 5/5/2011 على مداهمة مسجد ابن قدامه المقدسي في حي وادي الجوز واعتقلت اثنين من المصلين ممن تواجدوا للصلاة وأعادوا كرتهم عليه بعد أسبوعين واعتقلوا مصلين آخرين من داخله وحطموا أبوابه وصادروا مكبرات الصوت الخاصة بالمسجد، وبتاريخ  7/6/2011 أقدمت مجموعات يهودية متطرفة على إحراق مسجد المغيير الكبير  شمال شرق رام الله مما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة وجسيمة بالمسجد،أما بتاريخ 14/6/2011 أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمراً عسكرياً بهدم مسجد المعصرة وذلك بذريعة البناء غير المرخص، وبعد اقل من شهر من هذا الاعتداء وفي تاريخ 21/6/2011 دعت جماعات يهودية متطرفة إلى هدم مسجد رأس العامود والذي يقع على رأس منطقة مطلة على القدس.


 


 وفي مدينة القدس أيضا أغلقت شرطة الاحتلال  مسجد ابن قدامه الكائن في شارع إخوان الصفا في حي واد الجوز شمال البلدة القديمة وذلك بتاريخ 7/7/2011، أما في مدينة الخليل فقد عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تركيب بوابة تفتيش على مدخل الحرم الإبراهيمي الجنوبي بتاريخ 9/8/2011، وخلال شهر رمضان المبارك وبتاريخ 21/8/2011 أقدمت قوات الاحتلال على إغلاق المسجد الأقصى المبارك على من فيه من المصليين المعتكفين بدعوى قيام احد الفلسطينيين بطعن ضابط إسرائيلي في المنطقة وبحجة البحث عنه، وفي أخر الاعتداءات غير المنتهية وبتاريخ  5/9/2011 أضرم مستوطنون إسرائيليون متطرفون النار بمسجد النورين في محافظة نابلس بعد أن حطموا محتوياته وكسروا نوافذه وأشعلوا إطارات داخله مما أدى إلى احتراقه وخطوا شعارات مناوئة للعرب على جدرانه، وبتاريخ 8/9/2011 أقدمت مجموعه من المستوطنين على كتابة شعارات معادية للمسلمين والعرب على جدران مسجد يتما جنوب مدينة نابلس.


 


 وفي بيرزيت اقتحم عدد من المستوطنين البلدة بتاريخ 9/9/2011 وكتبوا على جدران المسجد الكبير شعارات تسيء للإسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكعادتها خلال الأعياد اليهودية قررت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبتاريخ 27/9/2011 إغلاق المسجد الإبراهيمي الشريف في وجه المصلين المسلمين لمدة يومين وذلك من جملة الاغلاقات المتكررة التي يتعرض لها الحرم خلال العام وبذريعة تمكين دخول  اليهود والمستوطنين من إقامة شعائرهم بداخله، وفي تاريخ 3/10/2011 قام متطرفون يهود  بإضرام النيران  بمسجد "النور" في قرية طوبا زنغرية في الجليل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، وقاموا بكتابة عبارات عنصرية وانتقامية وتهديدات للمسلمين.


 


أما بتاريخ 21/11/2011 فقد اقتحم مغتصب يهودي مسجد حسن بيك في مدينة يافا (داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948) مما أحدث حالة استنفار بين المصلين الذين تصدوا له ونجحوا في إخراجه منه، وبتاريخ 25/11/2011 أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على هدم جزء من مسجد في بلدة يطا قرب الخليل تصل مساحته إلى 50 مترا مربعا إضافة إلى غرفة تابعه له تستعمل لتوليد الكهربائي للمسجد، وفي سلفيت أقدمت مجموعه من المستوطنين على إضرام النار في بوابة مسجد علي بن أبي طالب في قرية بروقين في المحافظة وذلك بتاريخ 7/12/2011.


 


 إلى ذلك وفي تكرار للاعتداءات وعمليات الحرق للمساجد أقدمت مجموعة من المستوطنين على إضرام النار في مسجد عكاشة في القدس الغربية وذلك بتاريخ 14/12/2011 مما أدى إلى اللحاق إضرار داخل المسجد، أما في 15/12/2011 فقد أقدمت مجموعه من المستوطنين على إحراق مسجد النور في قرية برقه قرب رام الله وكتبت شعارات مناوئة للعرب والمسلمين على جدرانه، و في قرية بني نعيم قضاء الخليل وبتاريخ 19/12/2011 خطت مجموع من المستوطنين عبارات مسيئة للإسلام والعرب على جدران مسجد قرية بني نعيم والحقوا إضرار فيه، وبتاريخ 27/12/2011 وفي مدينة بئر السبع حولت بلدية بئر السبع المسجد الكبير إلى متحف يهودي متجاهلة وجود أكثر من 60 ألف مسلم في المدينة، وفي بلدة سلوان في مدينة القدس أقدمت قوات الاحتلال على إغلاق المسجد الكبير التاريخي مسجد العين في حي سلوان وذلك إلى إشعار أخر وكان ذلك بتاريخ 27/12/2011 أيضا.


 


 


 


 


 


الأماكن المقدسة في استهداف متواصل


 


وأوضح احمد طوباسي المحامي والباحث في مؤسسة التضامن الدولي أن الاعتداءات الإسرائيلية بحق المقدسات دائمة ومستمرة ومخطط لها بشكل فعلي ومسبق، فهي لا تقتصر على اقتحام وحرق للمساجد ومصادرة موجوداتها، وإنما تتوسع هذه الدائرة لتشمل الاعتداء على المقابر الإسلامية أيضا وتحطيم شواهدها وإزالة قبر في مقام الصحابي عبيدة بن الجراح في عمواس المدمرة مؤخرا.


 


وأشار طوباسي إلى أن هذه الدائرة تشمل أيضا الحرم القدسي الشريف في عدوان منظم يستهدف وجوده كأهم المعالم الإسلامية، وأوضح طوباسي إلى أن هذه الاستهداف بحق المسجد الأقصى والمصلين الراغبين في إقامة شعائرهم الدينية فيه، تزداد وتيرة خلال شهر رمضان المبارك عادة في كل عام، فمن جهة تستمر دولة الاحتلال في حفر الإنفاق تحته وتحولها إلى معالم أثرية وصولاً إلى منع متعمد لعمليات ترميمه وإصلاحه إلى غير ذلك من الاعتداءات المتكررة عليه من منع للمصلين ممن تقل أعمارهم عن سن معين من الوصول إليه وتضييق الخناق عليهم.


 


كما ويسمح الاحتلال للجماعات اليهودية المتطرفة والسياح الأجانب بالدخول إلى ساحات الأقصى والصلاة فيه مما يهدد قدسية المكان ويثير حساسية لدى المسلمين، إلى غير ذلك من الانتهاكات الخطيرة والتي كان أخرها وضع كمرات للمراقبة داخل باحاته وتصوير لجميع الأحداث التي تقع فيه، كما ويتعرض الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل إلى سلسلة مشابهة من الانتهاكات بحقه وبحق المصلين المسلمين فيه من إغلاق شبه يومي إلى منع رفع الأذان عشرات المرات شهريا والسماح للمستوطنين اليهود بارتياده والمكوث فيه من دون المسلمين إلى سلسلة طويلة من الاعتقالات المتكررة للمصلين الذين يرتادونه وبادعاءات وتهم معدة مسبقة وهي الاعتداء على الجنود والحراس الذين يتواجدون في محيطه.


 


وأكد طوباسي أن كل هذه الانتهاكات تعد مخالفات واضحة للعديد من المواثيق والقوانين الدولية واتفاقيات لاهاي وجنيف التي تطالب بضرورة حماية وصيانة الحق بالعبادة وعدم انتهاك حرمة وقدسية الأماكن المقدسة لدى الشعوب المختلفة وتؤكد أيضا على ضرورة الحفاظ على الأوضاع الثقافية والتراثية في أي بلد.


 


ولفت طوباسي إلى إن التضامن الدولي لحقوق الإنسان تنظر بقلق بالغ إلى جرائم الاحتلال تجاه المقدسات في الأراضي الفلسطينية مما يعكس مدى استخفاف دولة الاحتلال بحرمة وقدسية الأماكن المقدسة.