دعا مثقفون وناشطات في المجتمع المحلي, اليوم الأحد, إلى تماسك اجتماعي وحدوي لرأب الصدع الفلسطيني والحد من مشكلة الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس, وأن تشكل النساء لجان منها للضغط.
ويأتي ذلك خلال حلقة نقاش نظمتها جمعية المرأة المبدعة بمقرها في مدينة غزة, أمس, بعنوان "المصالحة والمرأة قراءة في الأدوار والنتائج" باستضافة المديرة التنفيذية لمركز شؤون المرأة آمال صيام.
وناقش المشاركون أحداث المصالحة بداية من اتفاقية مكة وحتى ديسمبر 2011, معربين عن خيبة آمالهم في نجاح المصالحة فعلياً, وعليه تتصاعد الأزمات التي يعانيها قطاع غزة ويتفاقم الحصار جراء هذا التنازع المخجل على حد تعبيرهم .
وقالت آمال صيام :" إن مشاكلنا في حصار غزة وأزمة الكهرباء وغيرها كلها ترجع إلى الانقسام بين الأطراف المتنازعة, فقد فقدنا الكثير ممن يتعاونون معنا ويدعمون القضية الفلسطينية جراء هذا التنازع, ويعد إغلاق المؤسسات ليس بسبب الحصار وإنما الانقسام", وتتابع:" وللمرأة دور كبير في عملية المصالحة وان كانت قد همّشت من قبل كوادر الأحزاب المشاركة أو اللجان المفتعلة حالياً إلا أن دورها الكبير داخل المجتمع لرأب الصدع بين الإخوة المتقاسمين في البيت الواحد وبين تربية النشء الصاعد".
وتناولت صيام الانقسام الفلسطيني من جانبيه السياسي والاجتماعي, فلا يمكن عزل جانب عن الآخر لترابطهما, "فلا زلنا نعاني من تمزق الروابط الاجتماعية", وإن من أصعب الأشياء هي مصالحتنا الاجتماعية, فالانقسام أثر على المجتمع وخصوصاً النساء".
وتضيف صيام:" توقفت جهود كل المؤسسات تجاه قضايا النساء مع توقف عمل المجلس التشريعي في غزة ورام الله, وعدم التعاون المشترك بينهما".
وقالت ناشطات اجتماعيات:" يجب أن يكون لنا موقف حازم بكل فئاتنا وأطيافنا, وعلينا أن نداوي جراح السنوات المقبلة, وأن نكثف جهودنا لإنهاء الانقسام وتعمل المرأة جهودها لإتمام المصالحة بدءاً من البيت الفلسطيني, فإن أكثر شيء دامي هو تمزق النسيج الفلسطيني الداخلي".
ونوه مشاركون:" إن أكثر ضحايا الانقسام هم النساء, وأن المصالحة السياسية تسبقها مصالحة اجتماعية لتحقق نجاحها, وعليه لا تتم عملية المصالحة إلا بدور النساء, وهناك فقر في عدد النساء المقدم للحياة العامة", وأضافوا:" إن من الأسباب التي غيبت المرأة عن وجود جهودها البارزة في عملية المصالحة هي ثقافة المجتمع الذكورية بإيثار الرجال على النساء في العمل الميداني والمتابعة الوطنية".
ولفتت صيام الانتباه إلى أنه ليست المرأة وحدها من يعاني هذا التهميش بل الشباب أيضاً فقد غابت أدوارهم السياسية في المصالحة, خاتمةً حلقة النقاش بأمنياتها بأن تتم المصالحة وتتشكل الحكومة وأن يكون للنساء نصيب في الحكومة أو تكون من صناع القرار وتحقيق المصالحة الاجتماعية للوصول إلى المصالحة السياسية, وتقديم دور النساء والشباب لإعادة التئام الجرح الفلسطيني.