الأسرى والمحررين بين شاهد وشهيد في سجون الاحتلال

 


أكدت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بأن أوضاع الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي تزداد سوءا يوما بعد يوم بسبب السياسات العنصرية التي تنتهك أبسط الحقوق الإنسانية للأسير الفلسطيني " شيخا وشابا وإمرأة وطفلا " والتي لا تتوقف بل وتتصاعد حدتها وبإشراف رسمي من الحكومة الإسرائيلية حيث الضوء الأخضر الذي منحه رأس الهرم السياسي وذوي القرار في الحكومة الإسرائيلية لإدارة مصلحة السجون لممارسة حقدهم التاريخي والدامي ضد الأسرى .


 


جاء هذا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته لجنة الأسرى بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة تزامنا مع الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى وتزامنا مع يوم الشهيد الفلسطيني الذي صادف في السابع من يناير الحالي وتنديدا بالممارسات والانتهاكات الإسرائيلية ضد الأسرى ودعما وإسنادا لملف الأسرى المرضى في سجون الإحتلال وبمشاركة مركز الميزان لحقوق الإنسان وبحضور أسرى محررين وحشد كبير من أهالي الأسرى ولجنة أهالي الأسرى وممثلي الفصائل والمؤسسات والشخصيات الفلسطينية المختصة بشؤون الأسرى  .


 


وقالت لجنة الأسرى في بيان خاص قرأه محمد جرادة منسق اللجنة الدوري بأن :" عدد شهداء الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة وصل إلى 204 باستشهاد الأسير المحرر زكريا داوود عيسى من سكان مدينة بيت لحم في الإثنين الماضي وعدد الشهداء في تواصل حيث أن جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الأسرى في تواصل .. وحيث أن سياسة المجتمع الدولي والإنساني في الكيل بمكيالين تجاه ملف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في تواصل ".


 


وأضاف جرادة بأن إسرائيل تعمل على إبادة الروح والجسد والعمر والذاكرة لدى الأسير الفلسطيني وهاهم الأسرى يتعرضون في هذه اللحظات لأبشع الجرائم الإسرائيلية في العزل والنفي من سجن لآخر ومن زنزانة لأخرى وللحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية في التواصل مع عالمهم الداخلي وهذا ما يحدث بقيام مصلحة السجون بنقل الأسرى من سجن النقب الصحراوي إلى سجون أخرى إلى جانب حرمانهم من التواصل مع العالم الخارجي وحرمانهم حتى من التواصل مع الحياة .


 


وأفاد بأن حال الأسيرات الفلسطينيات لا يقل سوءا عن حال إخوانهن ورفاقهن الأسرى حيث يتعرضن لسياسة همجية إسرائيلية مبرمجة للنيل من عزتهن وصمودهن وشموخهن وكرامتهن بالتهديد لنقلهن من سجن هشارون إلى قسم الجنائيات الإسرائيليات حيث يلوحن الأسيرات الماجدات بالإضراب المفتوح عن الطعام لمواجهة سياسة القتل المعنوي التي تنفذها مصلحة السجون .


 


وشدد المحامي رامي شقورة في كلمة مركز الميزان لحقوق الإنسان على أهمية دور المؤسسات والمنظمات الإنسانية والحقوقية في التخفيف من معاناة الأسرى وذويهم مؤكدا بأن مركز الميزان لحقوق الإنسان يتابع بقلق آخر التطورات والأحداث والممارسات التي يتعرض لها الأسرى في سجون الإحتلال .


 


وأوضح بأن إسرائيل تمعن في تصعيداتها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان وتتصرف وكأنها فوق القانون مطالبا المنظمات الإنسانية بالعمل من أجل إلزام الإحتلال باحترام حقوق الإنسان والضغط لإعادة تفعيل برنامج زيارات الأهالي .


 


واستذكر نشأت الوحيدي مسؤول الإعلام في لجنة الأسرى خلال إدارته لفعاليات المؤتمر الصحفي مقولة أحد الأسرى المرضى في سجون الإحتلال : قد أدركت مرضي منذ الوهلة الأولى قبل سنوات وصرخت بصوتي قبل أن يغتاله الألم ولكني ما أسمعت حيا، بث الجلاد سموم غدره فيّ وماطل حتى أصبح الموت ملاذ الرحمة لي علني أنعى واقعي المر، فاستأصلوا أوتار صوتي وحنجرتي والغدد اللمفاوية والدرقية وأغلقوا مجرى نفسي عن طريق الأنف والفم وعدت فقط أتنفس عن طريق أنبوبة بفتحه عن طريق الرقبة والرئة مدى حياتي ونزعوا شريان صدري وزرعوه في رقبتي، صدمات وصولات وجولات كنت أتلقاها بصبر، حاولوا زرع جهاز للكلام داخلي لكنه لم ينجح، أرادوا زرعه ثانية لكني رفضت لأنه بحاجة لعملية وأنا ما عدت احتمل آلام الجراح، اقترحوا عليّ جهاز خارجي لكن المشكلة كانت عندهم ... من يدفع الثمن .


 


وأضاف بأن الأسرى المحررين من القيود في أياديهم وأرجلهم لم يتحرروا من الأمراض المزمنة والخطيرة التي أصابتهم نتيجة لظروف الإعتقال في سجون الإحتلال الإسرائيلي ....


 


وقال الوحيدي  بأن عدد 204 من أبطال الحركة الوطنية الأسيرة تحرروا من المرض ولكن بالموت والإستشهاد ما يدعو لوقفة جادة ومسؤولة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة والمجلس الدولي لحقوق الإنسان والبرلمان الأوروبي والمنظمات الإنسانية الدولية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والعمل الفوري لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين والمرضى وتوفير حماية دولية وطبية لهم في ظل سياسات الموت في السجون الإسرائيلية التي تتخطف حياتهم أسيرا ... أسيرا . 


 


ودعا نشأت الوحيدي باسم لجنة الأسرى الكل الفلسطيني لوقفة فلسطينية     جادة ومسؤولة بالعمل لإنجاز المصالحة الوطنية والشروع بإنجاز برنامج وطني فلسطيني لإنقاذ الأسرى والمعتقلين في سجون   الإحتلال الإسرائيلي وتحريرهم من قيد السجن . ودعا  الكل الفلسطيني للإلتفاف حول قضية الأسرى والعمل من أجل تفعيل الإعتصام الأسبوعي الذي ينظمه أهالي الأسرى بالمشاركة الفاعلة والحاشدة .


 


 


 


وطالب الجهات الفلسطينية المختصة في وزارتي الأسرى والصحة والمؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى والمحررين لمتابعة ملف الأسرى المرضى ومتابعة أوضاع الأسرى المحررين الطبية والإجتماعية والعمل على تنظيم زيارات لأهالي الأسرى .


 


وطالب الوحيدي الجهات المختصة بشؤون الأسرى والمحررين للعمل على نشر كافة أسماء الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي حتى لا نقع فريسة وأسرى للأرقام .


 


ووجه نداءا إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف وفي كافة أماكن تواجدها بالعمل والوفاء بالتزاماتها الإنسانية في ممارسة الضغط على الإحتلال الإسرائيلي لإعادة تفعيل برنامج زيارات الأهالي لأبنائهم الأسرى والعمل للتخفيف من معاناة الأسرى وذويهم .


 


وشدد الوحيدي على ضرورة قيام البرلمان الأوروبي بمتابعة توصيات ونتائج مؤتمره الذي اختتم أعماله قبل حوالي الشهر والعمل لتشكيل لجان برلمانية لزيارة الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي والإطلاع على أوضاعهم وظروف اعتقالهم .


 


وأشار إلى أن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية لا تعفي جامعة الدول العربية من مسؤولياتها والتزاماتها تجاه المعتقلين الفلسطينيين والعرب باتخاذ موقف وقرار حازم وجريء تجاه ما يتعرض له الأسرى من ممارسات وانتهاكات وجرائم حرب إسرائيلية .