المفاوضات خيار السلطة الوحيد ولكن كيف سيتحقق...؟

 


اتفق محللان سياسيان على أن السلطة الفلسطينية ستعتمد خيار المفاوضات في الوقت الحالي كخيار وحيد, كونها ترى أن من خلالها ستكون قادرة على تحقيق تقدم في قضيتي "الأمن والحدود".


 


ويرى المحلل السياسي ناجي شراب، أن الفترة المقبلة ستشهد تطورات كبيرة قد تفتح المجال للتوصل إلى اتفاقات فلسطيني إسرائيلي, نظراً لأن مرونة التنازل من قبل الطرفيين في الوقت الحالي بمسألة الحدود أكبر من القضايا الأخرى..بحسب شراب.


 


وأشار في حديثة لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي، إلى أن مفاوضات الحدود والأمن تتم منذ زمن بين السلطة وإسرائيل، وليست المرة الأولى التي يتم التفاوض عليها بل هناك مفاوضات مطولة ورؤى إقليمية حولها, نظراً لأن السلطة ترى بالمفاوضات خيارها في الوقت الراهن.


 


قدرة تطبيق الخيارات ..


 


وتسأل شراب عن قدرة السلطة على تطبيق الخيارات التي وضعتها ولوحت بها في الفترة السابقة في حال فشل الرباعية الدولية في الوصول لحل بينها وبين الجانب الإسرائيلي ومدى فعاليتها وقدرتها على الاستمرار والصمود .


 


وأضاف، بالنسبة للجانب الإسرائيلي وحكومته المتشددة فإنها تسعى للتوصل إلى اتفاقات مع الجانب الفلسطيني قبل عقد انتخابات تأتي بحكومة أكثر تطرفاً وتشدداً.


 


وأشار المحلل السياسي إلى أن الجانب الأردني تدخل للوساطة بين الطرفيين الفلسطيني والإسرائيلي للحلول دون وقوع الخلافات وتخوفه من فكرة الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن, مبيناَ أن مستقبل السلطة مرهون بالمفاوضات.


 


وبين أن التحولات والتغيرات الإقليمية تدفع بالسلطة والجانب الإسرائيلي لاستئناف المفاوضات رغم الضغوط التي تمارس على السلطة لعدم توجهها للأمم المتحدة حتى لا تخرج عن منظور الأمن القومي الإسرائيلي.


 


تؤثر سلباً على المصالحة ..


 


وعن تأثير عقد الاجتماعات في عمان بهذا التوقيت الذي يشهد حراك فلسطيني داخلي نحو تطبيق المصالحة وفقاً للقاءات القاهرة  قال شراب بأنها :" تؤثر عليها  رغم علم حماس بأن السلطة لن تتخلى عن مبدأ التفاوض ".


 


وبين شراب، أن المعضلة تكمن في استئناف المفاوضات خارج مبدأ الشراكة السياسية وخارج إطار المصالحة الفلسطينية, وقد يؤدي هذا إلى تأجيل عمل اللجان والتسويف والمماطلة في تطبيق بنودها موضحاً أن ما حدث على معبر بيت حانون من عودة وفد فتح هو مجرد مبررات وذرائع المصالحة اكبر منها.


 


من جانبه قال المحلل السياسي مصطفى الصواف في حديثة لـ"قدس نت" بأن السلطة ليس لديها أي خيارات الآن غير المفاوضات كونها حصرت نفسها في هذا الخيار رغم علمها المسبق بفشله.


 


وأشار إلى أن السلطة رغم اللقاءات التي عقدتها في عمان مع الأطرف الإسرائيلية المفاوضة ترفض تسمية هذه اللقاءات بالمفاوضات وتسميها "بجس نبض".


 


صفر كبير  ..


 


وأكد على أن السلطة ستمارس نفس سياستها القديمة المبنية على مبدأ التفاوض الذي سينتهي "بصفر كبير" كما وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس سابقاً, مشيراُ إلى أن السلطة ترفض الرجوع إلى الخيار الحق وهو الشعب الفلسطيني.


 


وأوضح بأن السلطة ستستمر بالمفاوضات وبأقل منها وذلك للتفاوض من أجل التفاوض, مع علمها بعدم تحقيقها لشيء في ظل استمرار سياسة التهويد والاستيطان ومصادرة الأراضي التي يتبعها الاحتلال.


 


وأشار إلى أن الرئيس عباس كان قد أصدر مواقف في عدد من القضايا والقرارات ولكنه عاد للنظر بها والتراجع عن بعضها, وأنه يستخدم المصالحة بمثابة ورقة يعتمدها عباس للضغط على الرباعية والاحتلال.


 


وبين الصواف أن هدف الجانب الإسرائيلي من المفاوضات هو استهلاك الوقت للاستمرار في الاستيطان والتهويد والحلول دون قيام دولة للفلسطينيين.


 


وأوضح المحلل السياسي، بأن الاحتلال يسعى لإقامة دولة فلسطينية وفق شروطه بحيث تكون حامية له ولحدوده, مشيراً لأن الاحتلال عندما يذهب للمفاوضات يذهب وفق هذه الرؤية بعكس الجانب الفلسطيني.


 


واتفق الصواف مع شراب في كون المفاوضات الحالية في عمان ستؤثر على المصالحة وان الاحتلال يهدف من خلالها إفشال المصالحة والحصول على تنازلات أكبر. 


 


وكان الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي قد عقدوا أول اجتماع لهما في الثالث من كانون الثاني بمقر وزارة الخارجية الأردنية في العاصمة عمان، بحضور ممثلي اللجنة الرباعية ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة, تلاه اجتماع أخر في التاسع من نفس الشهر ليتم الاتفاق فيه على اجتماع ثالث يوم السبت المقبل.