"الأسرى المحررون ومسيرة الحرية والمصالحة"عنوان لقاء بغزة

نظمت ديوانية الجاحظية الثقافية بالمغازي بقطاع غزة أمس ضمن فعالياتها الدورية والمنتظمة  لقاء بديوان رئيسها الدكتورجميل سلامة بعنوان :"الأسرى المحررون ....ومسيرة الحرية والمصالحة "بمشاركة عدد من الأسرى المحررين وجمع من رواد الديوانية من أساتذة الجامعات والمثقفين ونشطاء القوى السياسية والمجتمع المدني .


 


وافتتح سلامة اللقاء بالترحيب بالحضور والتأكيد على فلسفة الديوانية كبيت للفلسطينيين كل الفلسطينيين على مختلف مشاربهم السياسية والثقافية والفكرية وواحة للوحدة الفلسطينية وللرأي والرأي الآخر وللنقد الذاتي البناء .


 


وهنأ مجددا الأسرى بنيلهم الحرية مشددا على "دورهم المحوري في انجاز الوحدة الوطنية وإتمام مسيرة المصالحة  التي بدأوها بوثيقة الأسرى عام 2005م وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وبناء النظام السياسي  الفلسطيني على أسس الشراكة  السياسية والتكامل بين كافة مكونات شعبنا بعيدا عن مناهج الاستفراد والاقتصاء والتهميش ".            


 


وقال المحاضر الأول الأسير المحرر فؤاد الرازم الذي أمضى اكثر من اثنان وثلاثين عاما في سجون الاحتلال والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي إن الأسرى وقضيتهم يشكلون عصب الثورة الفلسطينية إلى جانب الشهداء وإنهم دفعوا زهرات عمرهم منتقدا بحدة الانقسام القائم ووجود حكومتين في مشهد أساء للنضال الفلسطيني وشوهه أمام العالم كاشفا عن وجود تقصير من القوى السياسية والحكومتين اتجاه الأسرى ومعاناتهم متسائلا كم سنوات أخرى كنا سننتظر وسينتظر إخوتنا الأسرى ممن لم  تشملهم صفقة الأسرى للإفراج عنهم مطالبا باستمرار المقاومة لتبييض السجون التي تضم بين جدرانها العشرات من ذوي المحكومات العالية .


 


وأكد الرازم على استمرار عطاء ونضال الأسرى ومشاركاتهم في المسيرة الوطنية حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال مع إعطاء الأولوية لانجاز المصالحة التي شارك في جولتها الأخيرة في القاهرة حيث أكد على وجود ارادة جادة لانجازها رغم المعوقات والجروح العميقة التي تركتها سنوات الانقسام الدامية


من جانبه تحدث المحاضر الثاني الأسير المحرر تيسير البرديني القيادي في حركة فتح بإسهاب عن معاناة الأسرى في السجون التي أمضى فيها أكثر من ثماني عشرة سنة والتي وصفها بالمجبولة بروح التحدي وعنفوان الثائر في مواجهة سياسة الاحتلال وأجهزته الأمنية الهادفة لكسر إرادة الأسرى وإحباطهم بهدف إيصالهم لحالة من اليأس والقنوط موضحا أن الأسرى دوما لم يفقدوا بوصلة الأمل بالتحرر سواء من صفقات التبادل العديدة بين حركات وفصائل المقاومة أو من خلال عملية التسوية مع الاحتلال.


 


 واعتبر الأسير البرديني أن تحصيل العلم كان أمضى سلاح امتشقه الأسرى حيث التحق الكثير منهم بالجامعات العبرية مبينا انه شخصيا نال درجة البكالوريوس والماجستير أثناء تواجده في السجن وان عدد من زملائه نال درجة الدكتوراه أيضا ووصف البرديني فقدان الأسرى لذويهم أثناء السجن بلحظات الحزن العميقة متطرقا لتجربته مع فقدان والده بيد أن الحزن الأكبر والأليم كان سقوط رفاق الدم والمقاومة في إحداث يونيو 2007 الدامية وحدوث الانقسام البغيض الذي وصفه بالعار الذي يلطخ مسيرة نضالنا الطويلة ومؤكدا أن أكثر ما يؤرق الأسرى في السجون هو انحراف بوصلة النضال الوطني وارتدادها للداخل بدلا من استمرارها صوب العدو المحتل داعيا حركته وحركة حماس وكافة القوى السياسية إلى الاعتصام بحبل الله والوطن ونبذ الفرقة والانقسام ومؤكدا على مشاركة الأسرى المحررين شعبهم في الضغط على القادة السياسيين لانجاز الربيع الفلسطيني ربيع الوحدة الوطنية .


 


ونوه خالد صالح الأسير المحرر ورئيس تحرير صوت الأسير الصادرة عن جريدة الشعب الجزائرية إلى الدور المحوري للأسرى في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ماضيا وحاضرا و قصور الاهتمام الاعلامي بهم والتعريف بقضيتهم العادلة على المستوى العربي و الدولي مشيدا بالاعلام الجزائري سيما صحيفة الشعب التي افردت ملحقا خاصا بقضية الاسرى يسلط الضوء على فعاليات الاسرى ونصرتهم موضحا أن صفحات الملحق مفتوحة لكافة الاسرى والاقلام الفلسطينية والعربية للمساهمة في تحرير هذا المنبر الاعلامي للنهوض برسالة الاسرى وتعزيزها . شاكرا دور سفارة فلسطين بالجزائر وسفير فلسطين الاخ حسين عبد الخالق وكافة العاملين بالسفارة لاهتمامهم الخاص بقضية الاسرى والقدس.


 


وفي نهاية اللقاء فُتح المجال للأسئلة وتعليقات الحضور و من ابرزهم د.عمر شلايل سفير فلسطين السابق في السودان و محمد النجار رئيس بلدية المغازي ... وغيرهم من المشاركين الذين اكدوا على الدور الهام المناط بالاسرى لاكمال نضالهم باتمام المصالحة الوطنية باعتبارهم يسكنون وجدان الشعب الفلسطيني و يحظون باجماع النخبة السياسية في الشعب الفلسطيني وهم الامناء على ثوابت الشعب الفلسطيني و مسيرته ، و قد اجاب  المحاضرون على أسئلتهم  واستفساراتهم ، و في الختام اوصى الحضور بسن قانون خاص بالاسرى لحفظ كرامتهم و مكانتهم الوطنية و ذويهم وكذلك تمثيلهم في لجان المصالحة الوطنية المختلفة و في القيادة الفلسطينية و جعل قضية من تبقى منهم قضية وطنية ذات اولوية اولى .