لتحقيق المصالحة فلنقرع جدار الخزان/د. ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي

في ظل طفو الزبد  الجفاء على سطح فلسطين  النقية ، الرافضة للانتهازيين أصحاب المصالح  الرأسمالية الخاصة ، وفي ظل تنامي طبقة الكومبرادور المرتبطة بمصالحها واقتصادها مع الاحتلال ، يحاول البعض الانتهازي مرة أخرى وضع العصا في دولاب المصالحة ، وكلما يرتفع مقياس بارومتر الضغط التصالحى ،  يظهر (عبد الزقوم بن الأسود الغرابي )  لينعق بصوته القذر ، متحالفا مع صديقه (ثعبان بن الأرقط)  ، الأول ينعق ليعكر صفو الأجواء الفلسطينية المبشرة بطقس صافى ،  والثاني ينفث سمومه ليسمم المناخ  بعناصره الحرارة والرياح وأخواتها ..


 


أمام كل هذه التخرصات التي تجلب إلينا ريحا صرصرًا ضارا ، نرى انه من الضروري اللازب أن نوجه صرخة فلسطينية مخنوقة تخرج من عمق مقهور ،،  صرخة شعبية مدوية ، تحمل شعار ( زهقنا)


 


زهقنا انقسام وتشتت وضياع ، القدس تبتلع كل يوم والحدائق التلمودية تلفها من كل  صوب ،  ونحن نضيع أوقاتنا  في اجتماع حول قضايا اقل ما يقال عنها أنها تافهة واخص بالذكر ( جواز السفر – المعتقلين ) علما أن حلها لا يحتاج إلا تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية ، وهاتين الملفين ممكن حسمها بيد وزير الداخلية المتفق عليه فلسطينيا ..


 


أما فيما يتعلق بقضية الصلح المجتمعي ، فنرى أن شعبنا الفلسطيني ، وبالتحديد قطاع غزة طيب في طبعه ، لأنه متمسك في أعرافه وعاداته وتراثه وتقاليده التي اكتسبها عبر التاريخ ،  والممزوجة بفلسفة الحب والإخاء والتسامح والنسيان ، بل والصفح لكل من أساء إليه ، وبعبارة أكثر صراحة أننا أبرمنا اتفاقية سلام مع الصهاينة وشهدت مدننا استقرار نسبي ردحاً من الزمن ، ألا يمكن أن ينسحب هذا القول لإبرام تصالح بين الإخوة ابناء الشعب الواحد  ..؟!


 


انطلاقا من الرؤى والطرح السابق ، يتوجب علينا كشعب مثقف وطليعي بين الأمم أن نطرق جدار الخزان ليسمعنا كل المخلصين  ، ويقرع كل مواطن شريف طنا جره في وقت واحد أو نعلن سويا عن موعد محدد لإطفاء نور الكهرباء في بيوتنا ، لننتظر أن ياتى علينا نور فلسطين المتصالحة مع ذاتها وشعبها ..


 


وان انتظرنا جولات الحوارات واللجان ، ربما نهرم ويهرم أطفالنا ،  ونحن ننتظر ألاعيب ( الثعبان والغراب )


أطفالنا تنظر أن تأكل العجة الفلسطينية ، ومن  يرد أن يأكل العجة لابد له أن يكسر البيض ، وتكسير البيض يحتاج إلى دجاجة بلدية فلسطينية ، تتربي فئ  حظيرة فلسطينية ،  مسقوفة بألوان العلم الفلسطيني الواحد ، براعي واحد ، يعلوها عصافير الدويرى الفلسطيني المتوج بهالة تشبه ارض فلسطين الخضراء ، المتغذي على حبوبه وقمحته الصفراء  ( أفلا تعقلون ) ؟


 


كتب د. ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي


الأمين العام لمبادرة وفاق ( شئون قطاع غزة )

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت