أشارت تقارير عبرية إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تسعى إلى تحريك المفاوضات بشأن تبادل الأسرى مع حركة حماس، وذلك بالتوازي مع الاستعدادات لاجتياح رفح، حيث تم تكليف فريق التفاوض بصياغة مقترحات جديدة لعرضها على كابينيت الحرب، في محاولة للمضي قدما.
وبحسب ما أفادت وسائل الإعلام العبرية تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تحريك المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق حول الإفراج عن أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، حيث ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، نقلا عن مصدرين مطلعين على المفاوضات، أنه "بالتوازي مع الإشارات بشأن دخول وشيك إلى رفح، شرعت إسرائيل بصياغة خطوط عريضة جديدة ستشكل الأساس للمفاوضات مع حماس".
وأضافت أن "الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) سيتلقون إحاطة بشأن تطور عملية التفاوض من قبل الفريق المفاوض" في جلسة تعقد يوم غد، الخميس.
وأشارت هيئة البث إلى أن رئيس أركان الجيش والأمن العام (الشاباك) الإسرائيليين، هرتسي ليفي، ورونين بار، ناقشا إمكانية دفع المفاوضات قدما خلال لقائهما في مصر مع رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل.
وقال مصدر إسرائيلي إن "مصر تدفع باتجاه دفع المفاوضات لاعتقادها أنها تستطيع التأثير على التحركات الإسرائيلية في رفح".
ونقل موقع "واللا" عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن "كابينيت الحرب" سيناقش الخميس، "مبادرة جديدة للدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى لدى حماس في قطاع غزة".
وأشار الموقع إلى أن "كابينيت الحرب" الإسرائيلي ناقش في اجتماع عقده يوم الأحد الماضي، بشكل أولي، "أفكارا جديدة لدى الفريق المفاوض للخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات" غير المباشرة مع حماس.
وبحسب التقرير، فإن المفاوضين الإسرائيليين سيستعرضون هذه الأفكار بالتفصيل أمام كابينيت الحرب.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن كابينيت الحرب كلّف أعضاء فريق التفاوض بصياغة المقترح الأفضل الذي يعتقدون أن تحقيقه ممكن وتقديمه للقيادة السياسية.
وشدد المسؤول على أن هذه المناقشات تبقى "مناقشات إسرائيلية داخلية. وهذا لا يعني أن هناك عرضا مطروحا على الطاولة من حماس أو الوسطاء".
"تحريك المفاوضات سيؤدي لتأجيل عملية رفح"
بدورها، ذكرت القناة 12 أن الجيش الإسرائيلي "يقف على مشارف رفح"، في إشارة إلى استعداده لاجتياح المدينة، في حين شددت على أن المؤسسة العسكرية والأمنية "تطالب القيادة السياسية باتخاذ قرار واضح بشأن الخطوة التالية".
وبحسب المراسل العسكري للقناة، فإن الأجهزة الأمنية تسعى لمعرفة إلى أين ستمضي قدما في سياق الحرب على غزة، وقال إن الضغوط في هذا الشأن تتصاعد وتنعكس على القيادة السياسية.
وأضاف أن "مصر ليست عائقا" أمام اجتياح رفح، وقال إن "المصريين يريديون أن يكونوا شركاء في هذا الأمر"، ولفت إلى إن على إسرائيل "مواصلة التنسيق مع واشنطن للحصول على ضوء أخضر لبدء عمليتها العسكرية في رفح".
وقال إنه "بالتوازي مع ذلك، فإن إسرائيل تسعى لتحريك المفاوضات عبر بلورة مقترح جديد؛ إذا تحقق ذلك فإنه سيؤدي إلى إرجاء العملية في رفح".
تضليل إسرائيل
وفي حديث لموقع "العربي الجديد"، قال مصدر قيادي في حركة حماس، في وقت سابق اليوم، إن حكومة الاحتلال "تمارس عملية تضليل ممنهجة للشارع الإسرائيلي وذوي الأسرى الموجودين لدى المقاومة، من أجل التملص من واجب تحريرهم".
ونفى المصدر صحة التقارير الإسرائيلية أن "حماس اقترحت إطلاق سراح 20 أسيرًا فقط بدلًا من 40 خلال المرحلة الأولى من الاتفاق الذي طُرح أخيرًا خلال جولة مفاوضات القاهرة".
وأضاف أنه "تبع ذلك الزعم، خروج تقارير صحافية عبرية تشير إلى أن من تبقّى من الأسرى على قيد الحياة، لا يتجاوز العشرين أسيرًا، وهو مخالف للواقع".
وكشف المصدر عن عن أن "لدى الحركة وحدها نحو 30 من الجنرالات وضباط الشاباك، الذين أُسِروا يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، من الوحدات العسكرية وبعض المواقع العسكرية شديدة الحساسية".
وشدّد على أن "هؤلاء تحديدًا في أماكن شديدة التأمين وبعيدة كل البعد عن أيدي الاحتلال، ومن المستحيل الوصول إليهم". وشدد على أن "السبيل الوحيد لتحرير الأسرى، هو المفاوضات الجادة التي يتبعها التزام كامل لوقف إطلاق النار".
حماس: أبدينا مرونة كاملة في المفاوضات
بدروه، قال عضو المكتب السياسي لحماس، خليل الحية، في تصريحات تلفزيونية، إن الحركة "أبدت مرونة كاملة في المفاوضات ولكن الاحتلال يماطل".
وأضاف الحية أن حماس "تريد إنهاء الحرب من الآن، وقدمت المرونة اللازمة لذلك، لكن الاحتلال يرفض ذلك". وجدد التأكيد على أنه "بدون وقف كامل لإطلاق النار لن يكون هناك أي اتفاق" مع الجانب الإسرائيلي.
وأشار الحية إلى أن نتنياهو "يخشى مما بعد الحرب من ملاحقات قضائية وسياسية، وبل ويسعى لإشعال المنطقة بنيران حرب إقليمية ليستمر في منصبه".
رئيسا أركان الجيش الإسرائيلي والشاباك زارا القاهرة للتنسيق بشأن اجتياح رفح
وبحسب ما أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي، زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، رونين بار، يوم الأربعاء، العاصمة المصرية، لبحث اجتياح جيش الاحتلال الذي يبدو وشيكا لمدينة رفح مع المسؤولين في القاهرة.
جاء ذلك فيما أكد مسؤول أمني إسرائيلي تحدث لوكالة "رويترز"، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بات جاهزا لاجتياح رفح، وينتظر أوامر القيادة السياسية في الحكومة الإسرائيلية لإطلاق العملية العسكرية التي تستهدف المنطقة التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني.
وأفاد التقرير، نقلا عن مسؤولَين إسرائيليَين رفيعي المستوى، بأن هليفي وبار اجتمعا مع مدير المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، ورئيس أركان حرب الجيش المصري، أسامة عسكر.
وذكر التقرير أن "التنسيق العسكري والسياسي الوثيق بين إسرائيل ومصر، يعتبر أحد الشروط الأساسية للعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، خاصة في ظل نية إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا المحاذي للحدود بين قطاع غزة ومصر".
ولفت إلى "قلق بالغ لدى القاهرة من أن تؤدي عملية إسرائيلية في رفح إلى تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى الجانب المصري من الحدود بطريقة تعرض الأمن المصري للخطر".
وأشار إلى أن "المسؤولين المصريين شددوا في تصريحات علنية وكذلك في جلسات مغلقة مع نظرائهم في تل أبيب على أن مثل هذا السيناريو سيؤدي إلى تصدع العلاقات المصرية - الإسرائيلية، وقد يعرض اتفاق السلام بين البلدين للخطر".
وفي حين أفاد التقرير بأن هذه الزيارة تعتبر الثانية لرئيسي الأركان الإسرائيلي والشاباك إلى القاهرة لبحث ملف رفح، قال مسؤول إسرائيلي إن هليفي وبار بحثا كذلك مع المسؤولين المصريين ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وفي شباط/ فبراير الماضي، نقل هليفي وبار رسائل طمأنة للقاهرة مفادها أن إسرائيل ستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان ألا يؤدي اجتياح رفح إلى "تدفق آلاف اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية".
وادعى مسؤولون إسرائيليون أنه "تم إحراز تقدم كبير في التجهيزات لإجلاء السكان المدنيين من رفح". وبحسب التقرير، أقامت مصر والإمارات مدن خيام ضخمة بين رفح وخانيونس وكذلك في منطقة المواصي لاستيعاب اللاجئين.
وقال مسؤول إسرائيلي: "الجميع ينتظر توجيهات (رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين) نتنياهو للبدء في إجلاء السكان المدنيين من رفح. الأمر متوقف عنده. وعليه أن يحل المسألة مع الأميركيين والمصريين".
وكانت وسائل إعلام عبرية قد ذكرت في وقت سابق، الأربعاء، أن إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح، مشيرة إلى استعدادات تجري لإجلاء النازحين الفلسطينيين الذين يحتمون هناك.
وأفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، بأن عملية اجتياح رفح التي تأجلت لعدة أسابيع بسبب خلافات مع واشنطن ستتم "قريبًا جدًا".
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إن إسرائيل ماضية في شن هجوم على رفح، المدينة الوحيدة في قطاع غزة التي لم تجتاحها إسرائيل بريا في القطاع، بجسب ما أوردت وكالة "رويترز"، اليوم.
وقالت مصادر إسرائيلية إن إسرائيل اشترت عشرات الآلاف من الخيام للمدنيين الفلسطينيين الذين تعتزم إخلائهم من رفح في الأسابيع المقبلة "قبل الهجوم المتوقع على المدينة التي تعتبرها آخر معقل لحركة حماس في قطاع غزة".
وقالت مصادر حكومية إسرائيلية إنه بعد أسابيع من المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الضمانات المدنية، اشترت وزارة الجيش الإسرائيلية 40 ألف خيمة، تتسع كل منها لما بين 10 أشخاص و12 شخصا، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.
وأظهرت صور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية، إقامة مدينة خيام في خان يونس التي تبعد عن رفح نحو خمسة كيلو مترات.
وقالت المصادر الحكومية الإسرائيلية إن كابينيت الحرب الذي يترأسه نتنياهو، يعتزم الاجتماع خلال الأسبوعين المقبلين للموافقة على إجلاء المدنيين، والذي من المتوقع أن يستغرق نحو شهر، كمرحلة أولى من عملية تمشيط رفح.
ورغم عدم مناقشة خطط معركة محددة، أشار الجيش الإسرائيلي بشكل متزايد إلى استعداده للتحرك نحو رفح؛ وقال الجيش يوم الأربعاء، إنه حشد لواءين من قوات الاحتياط للقيام بمهام في غزة.