يأتي التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي استهدف عدد من المواطنين خلال الأيام القليلة الماضية بالإضافة إلى محاولات عديدة لاستهداف مجموعات من المقاومة الفلسطينية, بعد أيام من الكشف عن تعليمات أصدرتها رئاسة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي إلى قيادة المنقطة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي للاستعداد تمهيداً لشن حرب جديدة على قطاع غزة خلال الأشهر القليلة القادمة, ما يثير العديد من التساؤلات والتي طرحتها مراسلة وكالة قدس نت للأنباء , ياسمين ساق الله على عدد من المحللين السياسيين المختصين بالشأن الإسرائيلي لمعرفة طبيعة المرحلة القادمة في غزة إلى أين تسير في ظل تواصل هذا التصعيد الإسرائيلي.
بدوره , المحلل السياسي أسعد أبو شرخ يؤكد على أن إسرائيل تعيش في أزمة داخلية خلال هذه الفترة , متابعا:" المجتمع الصهيوني ككل لديه مزايدات على شن حرب أخرى على غزة لكن الأزمة الكبرى مع إسرائيل هي مع الملف الإيراني فهي غير قادرة على شن عدوان على إيران فالتالي تستعرض عضلاتها تجاه قطاع غزة في هذه الآونة".
وينوه أبو شرخ في الوقت ذاته إلى أن قوة الردع الإسرائيلية بعد حرب لبنان في عام 2006 والحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة نهاية عام 2008 تضعضعت , مضيفا:" بالتالي إسرائيل تسعى إلى أن تقول بأنها مازالت موجودة في المنطقة وتمتلك القوة في المواجهة والتصدي لأي عدوان قادم من غزة ", مؤكدا على أن التصعيد الإسرائيلي الذي تشهده غزة خلال الفترة الماضية محدود ولن يتحول إلى حرب شاملة .
ويضيف :" إسرائيل تدرك أن شن حرب جديدة على غزة لن تجدي نفعا كما أنها أمام العالم خسرت سمعتها واقتصادها وكل شي بالتالي هي تريد إرباك غزة وإيصال رسالة للمقاومة الفلسطينية بأنها قادرة على الرد ", منوها أن إسرائيل تخوض حرب نفسية ضد الشعب الفلسطيني.
كما ويؤكد المحلل السياسي أبو شرخ أن من أحد أهداف تواصل التصعيد الإسرائيلي على غزة بين الفينة والأخرى يكمن في تعطيل ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية , قائلا:" إسرائيل تريد إحداث إرباك لدى الأطراف الفلسطينية التي تبذل الجهود لإنجاح المصالحة وإنهاء حالة الانقسام بالتالي تحدث البلبلة والإرباك لتخريب الجهود الفلسطينية الرامية إلى تحقيق الوحدة".
وفي السياق ذاته نجت مجموعة من المقاومة الفلسطينية من قصف إسرائيلي استهدفها شرق مدينة رفح فجر السبت, فيما زعمت سلطات الاحتلال سقوط ثلاث قذائف هاون على النقب الغربي دون حدوث إصابات أو أضرار تذكر.
في حين أشار المختص بالشأن الإسرائيلي د. وليد المدلل , إلى أن التهديدات الإسرائيلية المتكررة بشن حرب على غزة تأتي في سياق المزايدات بين القوى والأحزاب السياسية والعسكرية الإسرائيلية لكسب مزيد من الأصوات في الانتخابات الإسرائيلية القادمة والالتفاف حول الشعب الإسرائيلي , قائلا:" إسرائيل تريد أن تقول لمجتمعها أنها مع التوجه العام للجمهور الإسرائيلي بشن عدوان على غزة وكسر شوكة المقاومة حفاظا على أمنهم وسلامتهم كونها تعتبر غزة الحلقة الأضعف لها مقارنة بالملف الإيراني الذي يشكل مأزق كبير لإسرائيل ".
وينوه المدلل أن الوضع الأمني في قطاع غزة هش وحرج ومهيأ للانفجار بأي لحظة , متابعا:" إمكانية حدوث أي حرب قادمة على غزة متروكة لتقديرات قادة الاحتلال الأمنية بالتالي الوضع في غزة سيبقى غير مستقر وذلك لارتباطه بالتقديرات الأمنية للجيش الإسرائيلي الذي يشجع على الحرب حفاظا على أمن اسرائيل والقضاء على إرهاب المقاومة الفلسطينية في غزة".
ويضيف:" لاشك أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيد إسرائيلي متواصل على غزة لان وضع القطاع تحت النار واستهدافه أمر وارد كما أن إسرائيل تنظر إلى غزة بنظرة مغايرة تماما عن الوضع في الضفة الغربية بالتالي تعتبر الوضع في غزة غير مستقر وأن تطور المقاومة يكون في غير صالحها بالتالي تسعى إلى لجمه وحسمه سواء من خلال التصعيد أو الحرب", مؤكدا على أن التصعيد الذي تشهده غزة يعتبر خطوات استباقية و عمليات موضوعية لإرباك الوضع لا أكثر.
ويبقى الانتظار خير وسيلة لما تحمله الأيام القادمة لغزة من أحداث وتطورات ميدانية....