يعقد مجلس الشعب المصري الجديد اليوم الإثنين، أولى جلساته بعد انتخابات تاريخية وضعت الإسلاميين في صدارة المشهد لحصولهم على أكثر من ثلثي مقاعد البرلمان.
ومن المقرر أن تبدأ الجلسة الإجرائية في الحادية عشرة بتوقيت القاهرة، وأن تشهد انتخاب رئيس المجلس والمرشح له بقوة، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة السابق، سعد الكتاتني، وكذلك اختيار الوكيلين المرشحين لهما البرلماني من حزب الوفد محمد عبد العليم داود، والبرلماني عن حزب النور أشرف ثابت، وبقية رؤساء اللجان النوعية .
ويرأس جلسة الإجراءات، نائب حزب الوفد محمود السقا ـ باعتباره أكبر الأعضاء سناً ـ والنائبان عن حزب النور محمد طلعت (27 عاماً)، وإحدى المعينات باعتبارهما أصغر الأعضاء سنا.
واستقر عدد من القوى السياسية على اختيار البرلماني والمنسق العام للتحالف الديمقراطي من أجل مصر، الدكتور وحيد عبد المجيد، رئيساً للجنة العلاقات الخارجية، والنائب عن الحرية والعدالة أشرف بدر للجنة الخطة والموازنة، والبرلماني المستقل المستشار محمود الخضيري، رئيساً للجنة التشريعية، والبرلماني رئيس حزب مصر الحرة، عمرو حمزاوي، للجنة حقوق الإنسان، والنائب عن حزب الحرية والعدالة، حلمي الجزار، للجنة الشباب والرياضة .
وكان حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين أكبر الفائزين في أول انتخابات نزيهة منذ عقود، قد تعهد بقيادة البلاد إلى التحول لحكم مدني، واصفاً بأنّ الجلسة ستكون تاريخية في تحول مصر نحو الديمقراطية والحكم المدني.
وحصل حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين على المركز الأول بتفوق واضح بنسبة 47.2% من إجمالي مقاعد مجلس الشعب، حيث أحرز 127 مقعداً من القوائم، و 108 من المقاعد الفردية، بإجمالي 235 مقعدا، وصوت له نحو عشرة ملايين و138 ألفا و134 ناخباً.
وحلّ التحالف السلفي -الذي تزعمه حزب النور وضم حزب الأصالة وحزب البناء والتنمية المنبثق عن الجماعة الإسلامية- ثانياً بنسبة 24% في أكبر مفاجأة شهدتها الانتخابات البرلمانية.
وظهر تفوق التحالف ـ الذي صوت له سبعة ملايين و534 ألفا و266 ناخبا ـ في مقاعد القائمة التي حصد منها 96 مقعدا، في حين حصل على 25 مقعدا من المقاعد الفردية بإجمالي 121 مقعدا.
وفي المقابل، فإن الأحزاب الليبرالية -القديم منها والجديد- استطاعت مجتمعة أن تحقق أقل من 15% من مقاعد المجلس.
وجاء حزب الوفد في مقدمة هذه الأحزاب، إذ حلّ في المرتبة الثالثة بعد حزبيْ الحرية والعدالة والنور بـ38 مقعدا بنسبة 8%. أما تحالف الكتلة المصرية الذي ضم ثلاثة أحزاب هي المصريون الأحرار والمصري الديمقراطي الاجتماعي والتجمع- فحصل على 34 مقعدا بنسبة أقل من 7%.
وحصلت قائمة الثورة مستمرة -التي ضمت عددا من الائتلافات الشبابية- على سبعة مقاعد، وحزب الإصلاح والتنمية على ثمانية مقاعد.
وتعد هذه الانتخابات هي الأطول من حيث الفترة الزمنية التي استغرقتها مراحلها الثلاث والأنزه باعتراف المشاركين فيها والمراقبين لإجراءاتها سواء من داخل مصر أو من خارجها.
و شهدت الانتخابات إقبالا جماهيريا للتصويت غير مسبوق، إذ صوّت فيها أكثر من ثلاثين مليونا من المصريين بنسبة تفوق 60% ممن لهم حق التصويت. كما شارك مصريو الخارج -وللمرة الأولى- في التصويت الانتخابي.